جنوب السودان وتحديات الدولة

traditional dancers performing during a rally organised by the Sudan People's Liberation Movement (SPLM) in Juba on July 5, 2011 four days before South Sudan officially declares independence from the north. AFP

جنوبيون يحتفلون بأداء رقصات تقليدية في جوبا (الفرنسية)

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن جنوب السودان أصبح دولة مستقلة بناء على اتفاق 2005 الذي دعمته الولايات المتحدة وأنهى عقودا من الحرب الأهلية.

وقالت الصحيفة إن الاحتفالات في العاصمة جوبا لا تحجب الحقيقة وهي أن بناء دولة جديدة يستغرق عقودا من العمل الشاق. وتقع المسؤولية في المقام الأول على جنوب السودان، وعلى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي اللذين رعيا الاتفاق.

وأكدت الصحيفة أن الدولة الرابعة والخمسين في أفريقيا تحتل آخر سلم في العالم النامي، فمعظم الناس يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم، وأكثر من 10% من الأطفال يموتون قبل أن يبلغوا الخامسة من العمر، وأكثر من ثلاثة أرباع البالغين لا يقرؤون.

وتخوفت الصحيفة من النزاعات المتفاقمة بين الشمال والجنوب، وقالت إنها نزاعات روتها دماء مليوني قتيل سقطوا في الحرب الأهلية، والوضع ما زال مقلقا بشدة رغم كون السودان أول دولة تعترف بانفصال الجنوب وإعلان الرئيس عمر حسن البشير حضور الاحتفالات في جوبا، لأن تأكيده مواصلة القتال الذي اندلع الشهر الماضي ضد القوات الموالية لحكومة الجنوب في ولاية جنوب كردفان، وهي المنطقة الغنية بالنفط ولا تزال تحت سيطرة الخرطوم، وطلبه من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الانسحاب من جنوب كردفان، يثير الريبة.

وأكدت الصحيفة أن العناصر الرئيسية لاتفاق السلام الموقع عام 2005 لم تحل بعد، مثل موضوع السيطرة على منطقة أبيي الغنية بالنفط، وحماية الأقليات، وكيفية تقاسم عائدات النفط، خاصة وأن الجنوب يستحوذ على 70% من الاحتياطات.

وأوضحت الصحيفة أن الطرفين يعتمدان على بعضها البعض. فالجنوب يحتاج إلى أنابيب الشمال لإيصال نفطه إلى الأسواق. والسودان يحتاج أموال النفط للتخلص من الديون. وكلاهما يحتاج الاستثمارات الأجنبية، ولديهما فرصة أفضل لكسب الدعم الدولي إذا تعايشا في سلام.

وقالت الصحيفة إنه في خطوة تحفيزية عرضت الولايات المتحدة وشركاؤها عقد مؤتمر دولي في سبتمبر/أيلول عن جنوب السودان. وهذا سيسمح للقادة الجنوبيين بتقديم خطط لتشجيع الاستثمار خاصة تلك التي يحتاجها الجنوب بشدة. وقدمت واشنطن ثلاثمائة مليون دولار للتعليم والإسكان ووعدت بالمزيد. وينبغي تقديم مزيد من المساعدة الدولية إلا إذا كان جنوب السودان يعمل بصورة بناءة مع الخرطوم لتحقيق الاستقرار في كلا البلدين.

وقالت الصحيفة إن إدارة أوباما لم تحذف اسم السودان من قائمة الإرهاب ولم تطبع العلاقات مع الخرطوم حتى يفي السودان بالتزامات السلام وينتهي الصراع في دارفور.

وأضافت الصحيفة أنه يتعين على الصين -المستثمر الرئيس للنفط السوداني ومورده الأساسي من الأسلحة- تسليم رسالة مماثلة إلى البشير بدلا من استقباله بحفاوة في بكين وعقد الصفقات النفطية الجديدة معه. وختمت الصحيفة تقول "يجب على المجتمع الدولي إقناع الجانبين لتجنب الحرب والعمل لبناء مستقبل للسودانيْن".

المصدر : نيويورك تايمز