مواجهة بين معتد وملفقة

NEW YORK, NY - MAY 19: Former Managing Director of the International Monetary Fund Dominique Strauss-Kahn walks out of State Supreme Court during a recess on May 19, 2011 in New York City. A grand jury has indicted the former IMF leader in connection with an alleged sexual assault on a hotel maid. Strauss-Kahn's bail hearing was granted. (Photo by Richard Drew-Pool/Getty Images)

ستراوس كانْ سياسي فرنسي كان مرشحا للفوز بانتخابات الرئاسة الفرنسية بقوة (غيتي) 

كتبت ماورين دود في صحيفة نيويورك تايمز تقول: عندما تكون المواجهة بين وحش كاسر اعتاد الهجوم على ضحايا مختارين، وبين شخص أدمن الكذب، فإن الغلبة في النهاية تكون للوحش حتى لو كان الكذاب يقول الحقيقة على غير عادته.

ماورين دود تستعرض في مقالها التطورات التي حدثت في قضية اتهام مهاجرة أفريقية لرئيس البنك الدولي السابق السياسي الفرنسي دومينيك ستراوس كانْ باغتصابها في غرفته في الفندق الذي تعمل فيه بمدينة نيويورك الأميركية.

دود تحاول في مقالها أن تقول إن الفرنسيين قد اختلفوا مع الولايات المتحدة في مناسبات عديدة، إلا أن ذلك لا يجعلهم نبلاء، وتتساءل بنبرة فيها انزعاج واضح: ما هي العبرة الأخلاقية من قصة مانهاتن (موقع الفندق) اللاأخلاقية؟

وتجيب الكاتبة بتساؤل آخر: هل يعني ذلك أن الفرنسيين دائما على حق، حتى عندما تكون غطرستهم مثيرة للحنق؟

وتقول بلهجة متهكمة: لقد كانوا على حق بشأن الحرب على العراق، وتسرّع أميركا لشن تلك الحرب. كما كانوا على حق بشأن ستراوس كانْ وتسرّع أميركا في الحكم عليه.

ولكن في كلتا الحالتين فإن مصداقية فرنسا ليست محل ثقة، لذلك نحن الأميركيين لا نريد أن نرى الأمور من وجهة نظرهم.

المجتمع الفرنسي لديه سجل في حماية المتنفذين والمتميزين المتهمين بارتكاب فضائح ضد النساء

وتعلل دود رأيها بالقول: حاولت فرنسا أن تمنع جورج دبليو بوش من الهجوم على العراق، ولكننا نعلم بأن الحكومة الفرنسية لديها تاريخ من الصفقات النفطية الخاصة مع صدام حسين، وتغليب المنفعة على المبادئ.

كما رفضت فرنسا أن تصدق بأن ستراوس كانْ يمكن أن يفرض نفسه على خادمة في فندق سوفيتيل بنيويورك، ولكننا نعلم أن المجتمع الفرنسي لديه سجل في حماية المتنفذين والمتميزين المتهمين بارتكاب فضائح ضد النساء.

وتختم دود مقالها بما تراه ظروفا خدمت ستراوس كانْ ليفلت بفعلته، حيث يعتقد أن ضحيته ليست شخصية نظيفة وكلمتها محل شك أمام القضاء، وتقتبس ما جاء على لسان إيلاين سيولينو مراسلة تايمز في فرنسا "حتى اليوم كانت القضية عبارة عن أبيض ضد سوداء، وغني مقابل فقيرة، ورجل في مواجهة امرأة، وبين يهودي ومسلمة".

أما الآن فسوف تصبح القضية بين رجل كان من المحتمل أن يصبح رئيسا ولكنه فقد ذلك بسبب امرأة (مدعية) لديها حبيب له علاقة بعالم المخدرات، وكذبت منذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها محاولاتها للدخول إلى الولايات المتحدة.

يذكر أن ستراوس كانْ قد أخلي سبيله بعد أن تبين للمحكمة أن المرأة التي اتهمته بالاعتداء عليها جنسيا غيرُ أهل للثقة حيث إن لها علاقات بعالم المخدرات والجريمة، وكذبت في المعلومات التي أدلت بها للحصول على حق اللجوء في الولايات المتحدة.

المصدر : نيويورك تايمز