إضعاف نجاد لا يخدم أميركا

r_Iranian President Mahmoud Ahmadinejad addresses the media during a news conference in Istanbul December 23, 2010. REUTERS/Umit Bektas (TURKEY - Tags: POLITICS

أحمدي نجاد في مؤتمر صحفي بإسطنبول في ديسمبر/ كانون الأول 2010 (رويترز)

نشرت صحيفة نيويورك مقالا لسوزان مالوني، وهي عضو في مركز سابان لدراسات الشرق الأوسط، وراي تاكيه العضو في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، قالا فيه إن تهميش الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من طرف "رجال الدين المتشددين" يعد خبرا سيئا للولايات المتحدة.

وقال الكاتبان إن أحمدي نجاد أنكر المحرقة لكنه كان مدافعا عن المفاوضات النووية المباشرة مع واشنطن، ولهذا فإن سقوطه يعني وقوع طهران بيد رجال الدين "المتشددين" وبالتالي فإن آفاق الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن ستتقلص كثيرا.

أحمدي نجاد دافع عن المفاوضات النووية، وسقوطه يعني وقوع طهران بيد رجال الدين المتشددين مما سيقلص آفاق الاتفاق النووي مع واشنطن كثيرا

وأضافا أن أحمدي نجاد الذي كان عزيزا على المحافظين الذين وقفوا معه قبل سنتين لضمان إعادة انتخابه، أصبح اليوم في وضع سيئ، وفقد حظوته سريعا وتعرض للمقاطعة في ذكرى وفاة الخميني، لكن أكبر ضربة تلقاها كانت الشهر الماضي عندما رفض المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي قراره تعيين أحد مقربيه وسط معركة بشأن الصلاحيات الرئاسية.

وأضاف الكاتبان أن رجال الدين في إيران أضعفوا مؤسسة الرئاسة وهذا بسبب شكوكهم المستمرة في السلطة المركزية والانتخابات الشعبية، وهو ما وضع قيودا اشتكى منها سلفاه في الرئاسة، كما أنه صرخ باستمرار من أجل تجاوز هذه القيود.

وعن طريق استغلال المشاعر القومية والمظالم الاقتصادية، انتهز أحمدي نجاد كل فرصة من أجل بناء قاعدة لسلطته وتأكيد نفوذه. وباستخدام هذا الدهاء نفسه دخل في فكرة التفاوض مع واشنطن، وهو ما كان رجال الدين يرفضونه بسبب مواقفهم المناهضة للولايات المتحدة.

وأوضح الكاتبان أن أحمدي نجاد لم يحاور أميركا من باب الإعجاب بها أو رغبة في الصلح معها، ولكنه رأى في المفاوضات وسيلة لتقوية موقعه الداخلي والخارجي من أجل تثبيت وضع إيران كقوة عسكرية نووية.

وهذا ما أدى برجال المؤسسة الدينية إلى التوجس منه واعتبار طموحاته خطرا على سلطاتهم كما على أيديولوجيتهم، ومع ذلك خدم أحمدي نجاد النظام، وحصل على دعم وتأييد خامنئي إلى أن وصل الأمر إلى تهديد سلطات المرشد الأعلى شخصيا.

وأكد الكاتبان أنه بعدما تم تحجيم الرئيس الجامح أصبح المرشد يسيطر الآن بقوة أكبر على إيران أكثر من أي وقت مضى، ولا أحد من صناع القرار يرغب أو يقدر الآن على معارضة موقف خامنئي المعادي للغرب. وكما ينتشر الاضطراب عبر المنطقة، تسعى إيران إلى توسيع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وخارجه، وزادت ثقتها وعدوانيتها ومن غير المحتمل أن تقبل بقيود على طموحاتها النووية أو قطع علاقاتها مع الجماعات المتشددة مثل حماس وحزب الله.

وبقراءة هذا الوضع، يرى الكاتبان أن صناع القرار في أميركا وأوروبا يواجهان معضلة، لأنهما طالما راهنا على سقوط النظام الإيراني بسبب الخلافات الداخلية والعقوبات الاقتصادية، لكن هاتين الإستراتيجيتين فشلتا حتى الآن.

رهان أميركا وأوروبا على سقوط النظام الإيراني بسبب الخلافات الداخلية والعقوبات الاقتصادية فشل حتى الآن، وهما الآن تواجهان معضلة

لكن الكاتبين يريان أن النظام الإيراني مازال قابلا للاختراق بسبب السلطة المطلقة التي أصبحت بيد خامنئي، وما يثيره ذلك من انتقاد الآباء المؤسسين مثل علي هاشمي رفسنجاني والجيل التالي الذي يمثله الرئيس محمود أحمدي نجاد.

وفي ظل ظروف كهذه، قال الكاتبان إن واشنطن إذا أرادت الانتصار في هذا الصراع، يجب عليها التخلي عن أي توقعات بأن طهران ستأتي إلى طاولة المفاوضات طوعا أو كرها.

وقالا إن السياسة الأميركية يجب أن تسعى إلى تحقيق أقصى قدر من القيود المالية والتكنولوجية على البرنامج النووي الإيراني، وتعزيز المعارضة وتعميق الانشقاقات داخل الطبقة السياسية الحاكمة وعزل الدول المجاورة لإيران عن أنشطتها السيئة، وهكذا فقط يمكن لأميركا وحلفائها إحباط ثورة إيران.

المصدر : نيويورك تايمز