تكذيب بباكستان لرواية اغتيال بن لادن

tani soldiers stand guard outside the hideout house of Al-Qaeda leader Osama bin Laden following his death by US Special Forces in a ground operation in Abbottabad on May 7, 2011. The administration of US President Barack Obama

جندي باكستاني أمام المنزل الذي اختبأ فيه بن لادن ببلدة إبت أباد (الفرنسية-أرشيف)

قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن كثيرا من الباكستانيين يعتقدون أن أسامة بن لادن لم يعش في إبت آباد خلافا للرواية الأميركية التي يقول إيجاز أحمد إنها كاذبة من أساسها.

وقال أحمد للصحيفة التي أجرت تحقيقا عن الموضوع إن هجوم القوة الخاصة وسقوط المروحية كان مسرحية أميركية هدفها إظهار أن الإرهاب يوجد في كل مكان من باكستان، ثم "يأتون ويأخذون سلاحنا النووي"، قال أحمد (20 عاما) ذلك وهو يسير قرب المبنى الذي اغتيل فيه بن لادن.

الشكوك العميقة المشتركة بين كثير من الباكستانيين تنبع من انعدام ثقتهم بأميركا ورغبتها في الاستيلاء على البرنامج النووي لبلادهم

وتقول الصحيفة إن كثيرين في إبت آباد وباقي أرجاء باكستان لا يصدقون أن بن لادن اغتيل يوم 2 مايو/أيار، ونقلت عن استطلاع أجرته مؤسسة "يوغوف" أظهر أن ثلثي الباكستانيين يعتقدون أن بن لادن مات قبل سنوات، بينما يميل بعضهم للاعتقاد أنه ما زال حيا وينتظر الوقت المناسب للظهور.

وقالت الصحيفة إن عدم تصديق الرواية الرسمية أمر عادي في بلد يميل سكانه إلى اعتناق نظريات المؤامرة، كما يقول المحللون. فالشكوك العميقة المشتركة بين كثير من الباكستانيين تنبع من انعدام ثقتهم بالولايات المتحدة ورغبتها في الاستيلاء على البرنامج النووي لبلادهم، ومن انطباعاتهم عن أحداث العالم الخارجي وإخلاصهم لخطب رجال الدين المتشددين.

ويقول محللون إن الشكوك تعطي الحياة لنظريات المؤامرة التي تغذيها وسائل الإعلام الحرة ولكن المتهورة التي توفر للمراقبين ذوي التوجه الإسلامي فرصة إثارة الشكوك. والعديد من البرامج الحوارية التلفزيونية تحاول تجميع أساليب الإثارة وتشويه الغرب. ونتيجة ذلك -يقول المحللون- في كثير من الأحيان يُصرف النظر عن مشاكل باكستان ذاتها.

وتتحدث الصحيفة عن زيد حميد -أحد مروجي نظرية المؤامرة، وهو محلل عسكري يظهر بشكل روتيني على البرامج الحوارية الباكستانية ومؤخرا على موقع يوتيوب، ويتحدث بتلهف عن محور هندي إسرائيلي أميركي- قال إنه يسعى للسيطرة على الترسانة النووية الباكستانية من خلال دعم الجماعات الإرهابية سرا داخل باكستان لإثارة حرب أهلية.

وقال حميد في مقابلة عبر الهاتف، إن واحدة من تلك المنظمات، هي حركة طالبان الباكستانية التي نفذت عشرات التفجيرات الانتحارية والهجمات، بما في ذلك هجوم الأسبوع الماضي على قاعدة بحرية في كراتشي. ولا يشك حميد في أن طالبان نفذت الهجوم، لكنه يصر على أنها فعلت ذلك بناء على طلب من الولايات المتحدة والهند.

وقال "طالبان الباكستانية عصابة قذرة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، وهم قتلة يعملون لحساب الاستخبارات الهندية، طالبان الباكستانية تنفذ العمل القذر نيابة عن "سي آي أي"، وتخلق حالة من الفوضى في باكستان بما يكفي لخلق فوضى شاملة لإظهار أن الأسلحة النووية الباكستانية ليست آمنة".

ولا تتوقف نظرية المؤامرة هنا، بل هناك مساجد يديرها أئمة متشددون يجري فيها الحديث عن المؤامرة الأميركية. وقال العميد المتقاعد جويد حسين إن هؤلاء الأئمة يقولون أشياء خاطئة في المساجد، وفي جميع أنحاء باكستان جعلوا من أسامة بن لادن أسدا وبطلا، والآن يرفضون تصديق مقتله.

نظرية المؤامرة منتشرة بين جميع فئات الشعب الباكستاني ولا تستثني حتى العسكريين الذين يعتقدون أن سي آي أي تتحكم في وسائل الإعلام الأميركية

وتقول الصحيفة إن هذه التفسيرات ليست حكرا على الجماهير غير المتعلمة. بل إن موقع ويكيليكس سرب وثيقة دبلوماسية أميركية تعود لعام 2008 ونشرت في صحيفة الفجر الباكستانية تكشف الشعور القوي المناهض للأميركيين والذي لقنه محاضر في جامعة الدفاع الوطني -وهي كلية عسكرية مرموقة في إسلام آباد- إلى العقداء والعمداء أثناء الدورات الدراسية هناك.

ووفقا للوثيقة، أفاد العقيد الأميركي مايكل شلايشر -الذي تلقى دروسا هناك- بأن "مدربين كانوا في كثير من الأحيان يملكون تصورات خاطئة عن سياسات الولايات المتحدة وثقافتها، وغرسوا هذه التصورات في محاضراتهم، ونتيجة لذلك يعتقد بعض الطلاب أن وكالة الاستخبارات المركزية مسؤولة عن وسائل الإعلام الأميركية".

وتعود الصحيفة لإبت آباد وتنقل عن المزارع نصير خان (32 عاما) قوله "أضع يدي على القرآن الكريم وأقسم أن أسامة بن لادن لم يكن موجودا هنا، الولايات المتحدة تريد إنشاء أفغانستان أخرى هنا، والحكومة الباكستانية تجاريها في اللعبة ولا تبالي بأوضاع الشعب، بل كل همها هو المال الذي تستطيع أخذه من أميركا".

المصدر : لوس أنجلوس تايمز