بريطانيا تصلح أنظمة سجونها

AFP/ Prison Officers gather outside Wormwood Scrubs Prison in west London, 29 August 2007, as they take part in a 24 hour strike over pay.

سجن ورموود في ضواحي غرب لندن (الفرنسية-أرشيف)

قال وزير العدل البريطاني كينيث كلارك إن السجن مضيعة للوقت ويكلف مبالغ لا يمكن تحملها وتشكل عبئا على دافعي الضرائب. وقال كلارك في حديث لصحيفة تايمز إنه لا يتسامح مع الجريمة ويتفق مع الرأي القائل إن العقوبات الاجتماعية لينة جدا وإنه سيشددها بجعل المذنبين يؤدون أعمالا بدون أجر لمدة ثماني ساعات يوميا.

وأضاف "أريد للعقوبات الاجتماعية أن تكون أكثر تشددا وفاعلية وتنظيما، بحيث تدفع العقوبة غير المدفوعة المجرم إلى العمل وليس مجرد التسكع". وفي رسالة واضحة إلى نواب حزب المحافظين قال كلارك إن برنامجه مُوقَّع من رئيس الوزراء ديفد كاميرون وباقي أعضاء الحكومة، موضحا أنه لم يصرح أبدا بأمور تتعلق بالجريمة والعقاب من دون أن يكون ما يقوله لا يمثل سياسة الحكومة.

وقالت الصحيفة إن كلارك يستعد ليعلن الشهر المقبل مشروع قانون يهدف إلى تقليص أعداد المجرمين الذين يدخلون السجون والحد من تكرار الجرائم، وتتضمن اقتراحاته تخفيضات كبيرة للمتهمين الذين يقرون بذنبهم مبكرا، وتحويل المرضى عقليا إلى مرافق الرعاية الصحية بدلا من السجن.

ووفق الخطة يُتوقع تخفيض عدد نزلاء السجون بثلاثة آلاف وخمسمائة بحلول 2015 في إنجلترا وويلز من مستواها الحالي البالغ 85 ألفا و361. كما سيتم غلق بعض أقدم السجون، رغم أنه من غير المرجح تحقيق توفير كبير في الميزانية السنوية للسجون والبالغة 3.7 مليارات جنيه إسترليني.

وأوضح كلارك "إذا صدقت توقعاتنا فسيكون ذلك ثمنا لتحقيق الاستقرار لسياسة النمو السريع التي كانت متبعة في السنوات القليلة الماضية".

وقال كلارك إنه لا معنى لمواصلة سياسة احتجاز آلاف المجرمين بدون محاولة تحويلهم بعيدا عن عالم الجريمة، وعلى الرغم من أن السجن هو العقوبة المثلى لمرتكبي الجرائم الخطيرة، لكنها ليست أفضل طريقة للتعامل مع الناس الذين قد يتوقفون عن تكرار جرائمهم إذا تمت معالجة تجاوزاتهم المتعلقة بتناول المخدرات والكحول.

وألقى كلارك باللوم على وسائل الإعلام لأنها روجت لنظرة عامة تصور أن الحياة في السجن سهلة ولينة، لأنها في واقع الأمر صعبة بشكل مذهل ونجحت في منع تكرار الجريمة، حيث لم يكرر نصف السجناء جرائمهم خلال عام من تاريخ مغادرة السجن.

وقال كلارك "السجون ليست فنادق، وهي ليست مريحة، إنها مكتظة وصاخبة". وقد رفض كلارك استطلاع الرأي الذي أجرته الصحيفة الأسبوع الماضي، وهو الاستطلاع الذي لمس انشغالا عاما بالأحكام المخففة وسجل مطالب بظروف أقسى في السجون.

وقال كلارك إن الاستطلاع لم يضع أسئلة عن خططه للحد من الجريمة عن طريق معالجة مشاكل مثل تعاطي المخدرات والكحول، وهو ما يدفع السجناء لمغادرة السجن والعودة إلى حياة الجريمة.

وأضاف "لن تحتاج لحكومة تاتشر إذا كنت تستمع إلى استطلاعات الرأي". موضحا أن العديد من السجناء يجلسون في زنزاناتهم بدون أن يفعلوا شيئا، في حين أنه ينبغي عليهم أن ينجزوا شيئا مفيدا في وقتهم. وأضاف "أود أن أرى بيئة عمل في السجون، حيث يعمل السجناء مثل بقية الناس".

وكشف كلارك أنه تم تشجيع المزيد من الشركات الخاصة على العمل في السجون كي توفر للسجناء نظام الانضباط في العمل وتزودهم بالمهارات اللازمة، وهو الأمر الذي سيؤهلهم للتوظيف عندما يغادرون السجن. لكنه قال إن هذه الشركات تتعامل مع الأمر بحذر لأن الإعلام يصورهم كأنهم يستخدمون السجناء.

المصدر : تايمز