أنصار مبارك يخشون الانتقام

Egypt's former tourism minister Zuheir Garranah (R), former housing minister Ahmed al-Maghrabi (L), and former senior member of the National Democratic Party (NDP) Ahmed Ezz (C) sit behind bars during a hearing in their trial on suspicion of diverting public funds in Cairo on February 23, 2011

أحمد عز وجرانة عن يساره والمغربي عن يمينه (الفرنسية-أرشيف)
أحمد عز وجرانة عن يساره والمغربي عن يمينه (الفرنسية-أرشيف)

قالت صحيفة واشنطن تايمز إن اعتقال أحد رجال الأعمال في مصر أثار مخاوف من أن الذين أثروا في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك يواجهون مخاطر المثول أمام عدالة ثورية، رغم أن الغرب يأمل بأن مصر ستتبع مسارا ديمقراطيا.

وقالت الصحيفة إن ابنة أحمد عز ترغب من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن تثير موضوع والدها أثناء زيارتها القاهرة، وهي أول زيارة لمسؤول أميركي من هذا المستوى منذ سقوط الرئيس مبارك.

وقالت عفاف عز في رسالة لكلينتون أمس الأول الاثنين "أنا قلقة من أن الاعتقالات الأخيرة التي طالت رجال أعمال بارزين وأعضاء في الحكومة السابقة تكشف بوضوح محاكمات تسعى لتهدئة غضب الرأي العام فقط".

ويشير اعتقال أحمد عز إلى مرحلة شرسة في الثورة المصرية، حيث يواجه عدد من المسؤولين البارزين في الحكومة السابقة محاكمات علنية أمام محاكم الطوارئ.

ووصلت كلينتون أمس إلى القاهرة والتقت نظيرها المصري نبيل العربي وعددا من نشطاء المجتمع المدني. وقالت كلينتون إنها "ملهمة" من الثورة السلمية نسبيا التي أسقطت مبارك، ومنعت احتمال تولي ابنه جمال السلطة مكانه.

وقال مارك تونر الناطق بالوكالة باسم الخارجية الأميركية "إن الوزارة تلقت رسالة (ابنة عز) وهي تنظر فيها".

وفور توجه مبارك إلى شرم الشيخ، اعتقل عدد من المسؤولين البارزين في حكمه، منهم أحمد عز الذي كان أمين التنظيم وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني، ومالك مصنع "حديد عز" وهو أكبر مصنع للحديد في الشرق الأوسط. حيث وجهت له تهم بالفساد المتعلق بالإثراء عن طريق ارتباطه بالمسؤولين السياسيين وسعيه لاحتكار صناعة الحديد في مصر.

وبالإضافة إلى عز، هناك أسماء أخرى مثل حبيب العادلي وزير الداخلية المتهم بإعطاء الأوامر للشرطة بإطلاق الرصاص على المتظاهرين العزل، وكذلك وزير الإسكان السابق أحمد المغربي ووزير السياحة السابق زهير جرانة.

وقالت ابنة عز في رسالتها "إن غياب الشفافية والإجراءات القضائية تهدد أهداف وطموحات إخواني المصريين الذين تظاهروا بشجاعة من أجل العدالة والديمقراطية. وأضافت "هذا مؤشر بارز على الديمقراطية في مصر، وعلينا أن نضمن حكم القانون وإجراءاته في البلاد".

ومنذ العام 1981 تطبق مصر قانون الطوارئ الذي سمح باعتقال المعارضين لنظام مبارك دون إجراءات قانونية.

وقال جو ستورك نائب مدير هيومن رايتس ووتش لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن منظمته انتقدت النظام القضائي في مصر منذ سنوات، وأضاف "أعرف من هو أحمد عز، وأسمع ما يقال عنه، وليس لدي تعليق عن جرمه"، لكن ستورك أضاف "بالتأكيد، هو يملك الحق في محاكمة عادلة مثل أي شخص آخر، يجب أن تتم الإجراءات القضائية لتقود إلى محاكمة عادلة، يجب أن يعرف الاتهامات الموجهة له، ويجب أن يتمكن من مواجهة الذين يتهمونه".

لكن عمرو البرجيسي، وهو من اتحاد شباب مصر الليبرالي وهي حركة تسعى لتنمية النشاط السياسي والاقتصاد الحر في مصر، قال "أحمد عز هو عدو الشعب رقم 1 في مصر اليوم"، وأضاف أنه يشك في حصول عز على محاكمة عادلة لأن الاتهامات الموجهة إليه تم ترويجها عبر الإعلام بشكل واسع.

وقال "الكل في مصر منزعج من موضوع ارتباط المال بالسياسة، وأنا خائف من أن فك الربط بينهما سيقود ليس إلى مجرد محاكمات غير عادلة لرجال السياسة والأعمال الفاسدين، بل سيقود مصر إلى اتجاه قد يدمر الاقتصاد ويقضي على آفاق الديمقراطية، فكل رجل أعمال هو الآن متهم في نظر السلطات الجديدة والرأي العام، وإذا استمر الوضع على هذا الحال فستتسرب رؤوس أموال كبيرة إلى خارج مصر".

المصدر : واشنطن تايمز