الليبيون سئموا الخوف والفساد

صورمن بنغازي

ترهوني: القذافي جاء إلى السلطة بثورة بيضاء في حين أن الثورة ضده تبدو حمراءترهوني: القذافي جاء إلى السلطة بثورة بيضاء في حين أن الثورة ضده تبدو حمراء

تشير التحليلات التي أوردتها بعض الصحف البريطانية إلى أن الليبيين سئموا الفساد والخوف، وأن الإصلاح الاقتصادي وحده لا يكفي، وتستبعد هذه التحليلات تنحي النظام الليبي عن السلطة طواعية.

فقد عزت الخبيرة الليبية مولي ترهوني من معهد تشاثام هاوس للأبحاث في لندن، ما يجري في ليبيا إلى المظالم التي سئمها الشعب الليبي، وعلى رأسها الفساد والخوف.

وجاء ذلك في مقالها بصحيفة ذي إندبندنت التي استهلته بمفارقة مفادها أن الرئيس الليبي معمر القذافي جاء إلى السلطة عام 1969 بثورة بيضاء، في حين أن الثورة ضده تبدو حمراء بسقوط المئات حتى الآن.

المفارقة الأخرى أن مجلس قيادة الثورة الليبية وعلى رأسه معمر القذافي جاء إلى السلطة بنوايا صادقة لمكافحة الفساد والرغبة في التخلص من الحكومة التي لم تلب احتياجات الشعب.

وقالت ترهوني إن الأموال والاستثمارات الأجنبية التي كانت تتدفق إلى البلاد خلال السنوات الماضية ساعدت على إعادة صياغة صورة النظام بما يتناسب مع المنظور الغربي، في الوقت الذي يستشري فيه الفساد في كافة أنحاء البلاد.

وتشير إلى أن هذه الثورة ليست المحاولة الأولى، ولكن الفرق أن تلك الثورات كانت تحظى بدعم من أعضاء سابقين في النظام، وهو ما تفتقد إليه هذه الثورة حتى الآن.

وتخلص إلى أن ما يحدث في ليبيا وباقي أنحاء المنطقة يوضح شيئا واحدا هو أن الإصلاح الاقتصادي وحده ليس كافيا.


ذي غارديان: سحق المظاهرات في بنغازي حمل بطياته الطبيعة الوحشية للنظام الليبي
ذي غارديان: سحق المظاهرات في بنغازي حمل بطياته الطبيعة الوحشية للنظام الليبي

قاتل أو مقتول
ويقول تحليل في صحيفة ذي غارديان إن الزعيم الليبي يواجه أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ توليه السلطة، ولا أحد يتوقع أن يتخلى القذافي عن السلطة بطريقة سلمية.

وتشير الصحيفة إلى المفارقة في إطلاق اسم "جماهيرية" على البلاد في حين أن القذافي يحكمها عبر عملية سرية في اتخاذ القرارات باعتبارها مشروعا لأبنائه الذين يتولون مناصب قيادية.

ووسط التكهنات المحمومة بشأن مستقبل القذافي، فإن كل ما يفعله يشير إلى أنه لن يتخلى عن السلطة طواعية.

وقالت مصادر مقربة من عائلة القذافي لصحيفة الشرق الأوسط "سنموت جميعا على التراب الليبي".

وتنقل ذي غارديان عن محللين قولهم إن سحق المظاهرات في بنغازي وأماكن أخرى يحمل في طياته طبيعة القذافي "الوحشية" عندما يتعرض حكمه للتحديات.

ففي ثمانينيات القرن الماضي بعث القذافي بفرقة لقتل من وصفهم بـ"الكلاب الضالة" في المنفى الذين وقفوا في وجه ثورة القذافي، كما سحق الإسلاميين في التسعينيات، وقتل نحو ألف من السجناء عام 1996.

من جانبه يؤكد السفير البريطاني السابق لدى ليبيا ريتشارد دالتون أن "القذافي سيجد صعوبة في تقديم أي تنازلات للنجاة بحكمه"، ويضيف أن "موقف النظام هو إما كل شيء أو لا شيء".

وفي افتتاحيتها استبعدت ذي غارديان تخلي القذافي عن السلطة بسهولة، وقالت إن ذلك قد يحدث فقط عندما ترفض القوات الأمنية اتباع الأوامر وتنضم لجماهير المتظاهرين، ولكنها استدركت قائلة إن تلك اللحظة قد تكون بعيدة نوعا ما.

ولفتت إلى أن لجوء القذافي إلى مرتزقة أفارقة لقتل شعبه إذا ما ثبتت هذه التقارير- يعني أن الزعيم الليبي لا يؤنبه ضميره إذا ما سحق شعبه، وتشير إلى أن البلاد التي تكون فيها الحياة رخيصة يخوض طرفا النزاع فيها قتالا حتى النهاية، وهذا يختلف عما جرى في مصر وتونس وما يجري في البحرين.

المصدر : إندبندنت + غارديان