الإعلام الرسمي الروسي فاجأ الكل

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن التلفزيون الحكومي الروسي فاجأ الجميع بطريقة تغطيته للاحتجاجات الشعبية في العاصمة الروسية موسكو، والمطالبة بإعادة الانتخابات التي فاز فيها حزب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين.

ووصفت الصحيفة التغطية بأنها نقلت الاحتجاجات الشعبية كما حدثت في الواقع وبدون تدخل تحريري، وبث التلفزيون مناظر عن قرب لعشرات الآلاف من الروس وهم يهتفون "انتخابات جديدة.. انتخابات جديدة".

وتقول الصحيفة إن الطريقة التي تناول بها الإعلام الروسي الاحتجاجات الشعبية الروسية أثارت فضول واشنطن، ونقلت الصحيفة عن المعارض بوريس نيمتسوف قوله "لقد بدؤوا يسألونني من واشنطن ما الذي يحدث؟".

وعبّر نيمتسوف الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء الروسي في تسعينيات القرن الماضي عن دهشته لبث مشاركته في الاحتجاجات الشعبية وقال "لقد بثوا صوري على القناة الأولى، وقالوا إني زعيم في المعارضة، وهو أمر غير مسبوق".

يُذكر أن نيمتسوف قد ألقي القبض عليه من قبل السلطات الروسية مرات عديدة لمواقفه المعارضة لسياسات بوتين، وقد كانت آخر مرة الثلاثاء الماضي بعد مشاركته في الاحتجاجات، ولكن أفرج عنه سريعا.

وعلّقت الصحيفة على الانفتاح المفاجئ في الإعلام الرسمي الروسي بالقول إن الكثيرين لم يعودوا يفهمون ما الذي يحدث حقا في روسيا، وإن الانفتاح هو مجرد واحد من الأمور التي يحاول الكثيرون فهمها وفهم دوافعها.

صحيفة واشنطن بوست قالت إن الروس نزلوا إلى الشوارع في جميع أنحاء روسيا وفي مناطق تتبع تسعة نطاقات زمنية، في إشارة إلى المساحة الشاسعة التي تغطيها روسيا أكبر بلد في العالم، وفي دلالة واضحة على أن الاحتجاجات عمّت جميع أنحاء البلاد.

وكان الرئيس الروسي دميتري مدفيدف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين قد أعلنا في سبتمبر/ أيلول الماضي أنهما سيتبادلان المراكز، وسيعود بوتين إلى رئاسة روسيا.

فيكتور ميلتشيكوف أحد المحتجين الروس صرخ غاضبا "لقد عيّن بوتين نفسه رئيسا، لماذا لم يسألنا أحد عن رأينا؟ (..) بوتين لص ويجب أن يكون في السجن".

يُذكر أن بوتين دافع عن نزاهة الانتخابات البرلمانية الروسية الأخيرة بعد أن وردت ملاحظات من المراقبين الأوروبيين بوجود مخالفات.