كاتدرائية بلندن تتستر على المصرفيين

LONDON, ENGLAND - OCTOBER 15: A protester holds a placard outside St Paul's Cathedral during the 'Occupy London' protest on October 15, 2011 in London, England. Thousands of people are taking to the streets in cities across the world today in demonstrations inspired by the 'Occupy Wall Street' protests in the United States, against the global financial system. (Photo by Dan Kitwood/Getty Images)

محتج من متظاهري "احتلوا لندن" يحمل لافتة أمام كاتدرائية القديس بطرس (غيتي)

قالت صحيفة إندبندنت أون صنداي إن رجال الدين في كاتدرائية القديس بولس في لندن ضغطوا لمنع نشر تقرير عن جشع المصرفيين، بهدف إنقاذ الكنيسة من الحرج وسط مخاوف من إمكانية تسببه في إشعال التوتر بين المحتجين في لندن.

وأضافت الصحيفة أن التقرير -المؤسس على شهادات 500 مصرفي سئلوا عن مدى استحقاقهم لرواتبهم العالية ومكافآتهم- كان سيُنشر يوم الخميس الماضي، في وقت كان من المقرر فيه أن يقدم المستشار الكنسي جيلز فريزر استقالته احتجاجا على موقف الكنيسة المتشدد تجاه متظاهري "احتلوا لندن".

وأشارت الصحيفة إلى أن تأخير نشر التقرير من طرف معهد سانت بول، كان لإعطاء الانطباع بأن الكنيسة تقف في صف المتظاهرين.

وكشفت عن اعتقادها أن القرار أغضب عددا من رجال الدين الذين كانوا يأملون أن يُثبت التقرير أن الكنيسة ليست منفصلة عن الأزمة المالية. كما أن القرار سيقوي الانطباع بأن الكنيسة حاولت خنق النقاش بشأن الاحتجاج، خاصة أن أعضاء بارزين في كنيسة إنجلترا، بما في ذلك رئيس أساقفة كانتربري، فشلوا في التعليق علنا على حركة احتجاج "احتلوا لندن".

ونقلت الصحيفة عن الناطق باسم كاتدرائية القديس بولس قوله "تم اتخاذ قرار تأجيل نشر التقرير حتى إشعار آخر بسبب عدم حصوله على النقاش الذي يستحقه في ظل الظروف الحالية". وأضافت أن الناطق رفض التعليق على محتويات التقرير، لكنها فهمت أنه أشار إلى انشغال عميق بنية القطاع المصرفي الاعتراف بمسؤوليته في الأزمة المالية.

وقالت الصحيفة إن مثل هذا التحليل النقدي يأتي من معهد يوصف بأنه جزء من "مهمة" كاتدرائية القديس بولس، وقد يُنظر إليه على أنه مسبب للتوتر في حين تذهب الكنيسة إلى المحكمة العليا لمحاولة إزالة مائتي خيمة من أرضها.

وأضافت أن التقرير هو أكثر الجهود طموحا لتقييم المؤسسة المصرفية من طرف المعهد الذي يسعى لتقديم رد كنسي على أكثر القضايا أخلاقية وروحية في العصر الحديث.

وأوضحت الصحيفة أن الدكتور فريزر الذي استقال من منصبه يوم الخميس احتجاجا على موقف كاتدرائية القديس بولس المتشدد ضد المتظاهرين هو مدير المعهد، لكنه لم يكن موجودا للتعليق. وقالت إنها تعتقد أنه تم اتخاذ قرار تأخير النشر من قبل مجلس الكهنة، لكن المجلس لم يلعب دورا في استقالة الدكتور فريزر.

وأكدت الصحيفة أنه تقرر نشر التقرير يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في الذكرى الخامسة والعشرين لاضطراب الأسواق المالية الذي حدث عام 1986.

وقالت الصحيفة إن الضغوط اشتدت أمس على رئيس أساقفة كانتربري روان ويليامز وكبار أساقفة كنيسة إنجلترا من أجل إبراز موقفهم من المواجهة المستمرة مع حركة "احتلوا لندن"، وباستثناء أسقف لندن ريتشارد شارترز، ومساعد أساقفة بكينغهام آلن ويلسون ومساعد أساقفة شيربورن غراهام كينغز لم يدل أي مسؤول بأي تصريح عن الأزمة المستمرة.

المصدر : إندبندنت