قلق إزاء تدني قدرات الناتو الدفاعية

Chairman of the NATO Military Committee Admiral Giampaolo Di Paola presides over a NATO Chiefs of Defence meeting at the Alliance headquarters in Brussels May 5, 2011. REUTERS/




قالت صحيفة فايننشال تايمز اليوم الاثنين إن انتصار حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا يخفي وراءه قلقا عميقا يكمن في التحديات الماثلة أمام رؤساء أركان دفاعه الذين يجتمعون في بروكسل الأربعاء المقبل مع دنو الصراع في ليبيا من نهايته.


وأوضحت الصحيفة أن الناتو لا تزال أمامه ثلاث سنوات في أفغانستان بكل ما تقتضيها من مطالب، كما أنه إزاء أكبر مشكلة يتعرض لها الحلف ألا وهي التراجع الحاد في الإنفاق العسكري بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية.


فقد قررت الولايات المتحدة تقليص إنفاقها الدفاعي بمقدار 400 مليون دولار خلال العقد القادم وربما يتضاعف الرقم إلى أكثر من ترليون دولار في المستقبل القريب.


وتعمل بريطانيا على تقليص موازنة الدفاع الأساسية خلال السنوات الأربع المقبلة بما يترتب على ذلك من خسائر في القدرات. وربما تُضطر فرنسا لأن تحذو حذو البلدين بعد انتخابات الرئاسة التي ستجرى العام القادم.


على أن إقدام تلك الدول على تقليص موازناتها الدفاعية يولِّد جملة أخرى من المخاوف. ذلك أن من شأن تلك الخطوة إضعاف الوشائج التي تربط الولايات المتحدة وأوروبا معا في المجال الدفاعي.


فالولايات المتحدة –المشغولة بالصين التي تزداد ثقتها بنفسها يوما بعد يوم وبأزمة موازنة بالداخل- بدأت تحوِّل اهتمامها الأمني بعيدا عن أوروبا.


وفي الوقت ذاته، قلَّص الأوروبيون كثيرا من نفقاتهم بحيث لم تعد لديهم القدرة العسكرية الكافية لتدبير أمورهم بأنفسهم أو للدفاع عن ساحتهم الخلفية دون مساعدة من الولايات المتحدة.


وقد تجلت المشكلة في الصراع الدائر في ليبيا، فقد طلبت الولايات المتحدة من الأوروبيين تولي دفة القيادة في العمليات القتالية هناك لكن الأوروبيين اعتمدوا اعتمادا كبيرا على أميركا ممثلة بطائراتها غير المأهولة، وعمليات المراقبة والرصد، والتزود بالوقود، والوسائل الاستخباراتية.


ولتجاوز تلك التحديات اقترح الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن برنامجا سمَّاه "الدفاع الذكي" أقر فيه بعدم قدرة الدول الأعضاء على الإنفاق أكثر على الشؤون الدفاعية، داعيا إياها إلى التفكير بإمعان في الحد من الازدواجية الهائلة في قدراتها ومن ثم التعاون بصورة أفضل في ما بينها.


وترى فايننشال تايمز أن احتمالات التعاون في ما بين دول الناتو تبدو قاتمة. ويعتقد توماس فالاسيك من مركز الإصلاح الأوروبي أن الولايات المتحدة تتأهب لسحب ما يصل إلى نصف عدد قواتها البالغ قوامهم ثمانين ألف جندي من التراب الأوروبي.

ويقول كريستيان مولينغ من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية إن التدني في مجال البحوث والتكنولوجيا يعني أن أوروبا ستصبح "أرضا يبابا بنهاية العقد الحالي".

المصدر : فايننشال تايمز