طالبان تستثمر الانسحاب الأميركي

US soldiers from the Provincial Reconstruction team (PRT) Steel Warriors patrol in the mountains of Nuristan Province on December 19, 2009.

جنود أميركيون في جبال ولاية نورستان (الفرنسية-أرشيف)

قالت صحيفة غارديان إن طالبان باكستان تستغل الفراغ الذي تتركه القوات الأميركية التي تغادر شرقي أفغانستان لتصعيد الهجمات داخل باكستان، مما يزيد التوتر بين إسلام آباد وكابل.

وذكرت الصحيفة أن الجيش الباكستاني دعا حكومة حامد كرزاي أمس إلى اعتقال مولوي فضل الله، وهو زعيم من طالبان باكستان، وتسليمه لإسلام آباد، وقال الجيش إن فضل الله المعروف بـ"الملا راديو" يستخدم أفغانستان قاعدة لشن هجمات ضد باكستان مما أدى لمقتل العشرات الشهور الأخيرة.

ونقلت عن الناطق باسم الجيش الباكستاني اللواء أظهر عباس قوله "سلمنا معلومات عن هؤلاء الأفراد والجماعات للحكومة الأفغانية والناتو لكننا لم نر اتخاذ أية أفعال". وأضاف "يتنقل فضل الله بين الحدود يوميا".

وتقول أفغانستان إن باكستان ترد على الاختراقات بالقصف المدفعي العشوائي فتتضرر القرى مما أدى إلى سقوط 43 قتيلا منذ مايو/ أيار الماضي.

وقال الشاب إحسان الله (25 عاما) وهو مدرس بولاية كونار للصحيفة "إنهم يريدون تدمير أفغانستان، يريدون تحريض الناس للتظاهر ضد الحكومة والأميركيين".

وذكرت الصحيفة أن معظم القتال بأفغانستان يتركز في الجنوب والشرق، وهي منطقة تسيطر عليها حركة طالبان وشبكة حقاني، لكن طالبان باكستان استفادت من الانسحاب الأميركي من ولايتي كونار ونورستان بالشرق وفتحت جبهة جديدة.

وأكدت أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سحب معظم قواته من الولايتين عام 2009، ولم يبق سوى نحو 3500 جندي في نورستان، وأدى انخفاض الوجود الغربي إلى تسهيل نشاط مجموعة من طالبان باكستان بقيادة فضل الله الذي غادر وادي سوات بعد هجوم كبير شنه جيش باكستان عام 2009، وانضموا لمقاتلين محليين ومعهم مولوي فقير محمد وهو من طالبان باكستان أيضا، وكثفوا هجماتهم داخل باكستان.

وقالت الصحيفة إنه في يونيو/ حزيران الماضي قتل مسلحو طالبان باكستان 16 حارس حدود باكستانيا بمقاطعة دير وبثوا صور قتلهم، وفي أغسطس/ آب شن مئات المسلحين بمقاطعة شيترال غارة ليلية على جنود في خيامهم فقتلوا 35.

ورد الجيش الباكستاني بقصف مدفعي ضد المواقع المفترضة لطالبان باكستان لكن القذائف أصابت قرى أفغانية مأهولة، واعترف الجيش بذلك لكنه قال إن قصف القرى لم يكن مقصودا.

وأكدت الصحيفة أن القصف أدى إلى موجة احتجاجات في كابل، حيث اتهم أعضاء البرلمان الرئيس كرزاي بالتساهل مع باكستان مقابل تسهيل اتصالاته بحركة طالبان. كما قال عدد من القرويين للصحيفة إن باكستان تسعى لتهجيرهم للسيطرة على منطقة وادي كونار، وأصر كثير منهم على أن المنطقة كانت خالية من المسلحين وأن باكستان تبالغ في تضخيم هجمات طالبان باكستان.

وقالت غارديان إن كونار ونورستان بهما طرق تهريب كثيرة، وهما مهمتان لكل من الحكومة والمسلحين، كما أن السيطرة عليهما ليست سهلة. وتعطي الأحداث الجارية صورة عن الوضع بعد الانسحاب المقرر عام 2014، وإذا فشلت باكستان وأفغانستان في تأمين حدودهما المشتركة فإن طالبان ستجد حينئذ ميدانا يمكنها من التحرك بالاتجاهين عبر حدود طويلة مع كل ما يجره ذلك من عواقب قاسية على البلدين.

المصدر : غارديان