أسباب الانتحار بالجيش الأميركي

American troops in Afghanistan losing heart, say army chaplains- screen shot
 انتشار الجنود الأميركيين ليس السبب الوحيد في ارتفاع معدل الانتحار (الجزيرة-أرشيف)

كشفت دراسة لحالات الانتحار في الجيش الأميركي أن الانتشار القتالي المتعدد للجنود قد لا يكون على الأرجح السبب في هذه الحالات، قياسا إلى شروط التجنيد المتراخية التي تطبق على بعض الأفراد ممن لديهم سجل من حالات الاضطراب النفسي.

 

وأفادت الدراسة التي قادها الجنرال بيتر تشياريلي نائب رئيس أركان هيئة الجيش الأميركي أن 79% من حالات الانتحار حدثت قبل إرسال الجنود إلى الخارج أو أثناء أول انتشار لهم.

 

وقالت صحيفة بوسطن غلوب الأميركية إن الطريقة الوحيدة لتقليل معدل الانتحار بين الجنود -الذي تجاوز مؤخرا معدل المدنيين لأول مرة منذ حرب فيتنام- هو ضمان عدم هبوط معايير وشروط التجنيد إلى أدنى درجاتها كما حدث قبل الكساد الحالي.

 

فقد ساعدت أوقات الشدة الاقتصادية للقوات المسلحة على جذب مجندين جدد مؤهلين مرة أخرى، لكن وخلال الفترة ما بين عامي 2004 و2009 جند الجيش 47478 فردا لهم تاريخ في تعاطي الكحول أو المخدرات أو لديهم سجلات جنائية كانت تكفي لاستبعادهم في الظروف العادية.

 

وأوضح الجنرال تشياريلي أن لدى هؤلاء الجنود معدلات عليا من الميل للانتحار قياسا مع الآخرين.

 

وأفاد تقرير الدراسة أنه إذا أضاف الجيش إلى حالات الانتحار الوفيات العرضية التي يحدث كثير منها بسبب سلوك خطر يتضمن المخدرات أو الكحول، فإن العدد الإجمالي سيتجاوز الوفيات في أرض المعركة، وهذا ما دفع تشياريلي للقول بأن الجنود -في أغلب الأحيان- أكثر خطرا على أنفسهم من العدو.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه من المسلم به أن فترات الخدمة الخارجية الطويلة ربما كانت عاملا في 21% من حالات الانتحار التي طالت جنودا شاركوا في عمليات انتشار قتالية أكثر من مرة. يضاف إلى ذلك أن الحروب الطويلة في العراق وأفغانستان جعلت خدمة الجيش أمرا أكثر صعوبة للشباب وآبائهم، وهو ما سبب انخفاضا في مستويات التجنيد.

 

وختمت الصحيفة بأن هذه الحروب ستستمر في كونها جزءا من مهمة الجيش، لكن عندما يتحسن الاقتصاد ويصبح التجنيد أصعب، ينبغي على الجيش حينئذ أن يتبع التوصية الواردة في التقرير ويلجأ إلى المزيد من الحوافز السخية وليس مجرد ملء صفوفه بالمجندين الذين يحملون معهم كثيرا من الأمتعة الشخصية داخل حقائبهم العسكرية.

المصدر : بوسطن غلوب