فيسك: لماذا تجبن أوروبا أمام إسرائيل؟

غزة تحت النار لليوم السادس على التوالي

بريطانيا قدمت لإسرائيل أثناء الحرب على غزة أسلحة بقيمة 32 مليون دولار (الجزيرة-أرشيف)

تساءل الكاتب البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك عن سبب ما وصفه بالجبن الأوروبي والخوف من إسرائيل التي يُتهم جيشها بارتكاب جرائم حرب.

ولدى تعليقه على مقتل خمسة جنود إسرائيليين في تحطم طائرة أثناء عمليات تدريب عسكرية في رومانيا خلال الأسبوع الماضي، قال فيسك إن مقتل الإسرائيليين الخمسة لم يخرج خبرا رئيسيا إلا في حالات نادرة.

وتابع ساخرا -في مقاله بصحيفة ذي إندبندنت تحت عنوان "إسرائيل تتسلل إلى أوروبا دون أن يلاحظ أحد"- أنه لو حدث ذلك لخمسة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في رومانيا لكان التحقيق في هذه الظاهرة الاستثنائية على أوجه.

ورغم أن فيسك أقر هنا بأنه لا يقارن بين إسرائيل وحماس، فإنه أشار إلى أن إسرائيل بلد قتل أكثر من 1300 فلسطيني في غزة قبل 19 شهرا -أكثر من 300 كانوا من الأطفال- في حين أن حماس "الإرهابية ومصاصة الدماء" قتلت 13 إسرائيليا، ثلاثة منهم جنود قتلوا بنيران صديقة.

وتساءل الكاتب عن سبب قيام حلف شمال الأطلسي بالمشاركة في تمارين حربية مع جيش متهم بارتكاب جرائم حرب، وحتى عن سبب تودد الاتحاد الأوروبي بشكل خاص للإسرائيليين.

وأعرب فيسك عن دهشته لدى قراءته مقدمة كتاب لديفد كرونين تحت عنوان "علاقتنا مع إسرائيل" سينشر في نوفمبر/تشرين الثاني، حيث تقول المقدمة إن "إسرائيل طورت علاقات سياسية واقتصادية قوية مع الاتحاد الأوروبي خلال العقد الماضي، إلى درجة أنها أصبحت عضوا فعليا في كل شيء ما عدا الاسم".

وعلق فيسك على تصريح سابق لممثل السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا أشار فيه إلى إن "إسرائيل عضو في الاتحاد دون أن تكون عضوا في المؤسسة"، قائلا من يعلم بذلك؟ ومن صوت لذلك؟ ومن سمح بذلك؟ وهل يعلم رئيس الحكومة (البريطانية) ديفد كاميرون بذلك ويوافق عليه؟.

تناقض أوروبي

"
الخوف الأوروبي من إسرائيل هو تناقض صارخ مع موقفه الذي اتخذه من الفظائع الكبرى التي وقعت في الصراعات الأخرى
"
فيسك/ذي إندبندنت

وحسب كرونين فإن الخوف الأوروبي من إسرائيل هو تناقض صارخ مع موقفه الذي اتخذه من الفظائع الكبرى التي وقعت في الصراعات الأخرى.

فعقب الحرب الروسية الجورجية عام 2008، كلف الاتحاد لجنة مستقلة بالتحقيق في انتهاكات القانون الدولي، وطالب بإجراء تحقيق دولي في انتهاكات حقوق الإنسان بعد حرب سيريلانكا ضد نمور التاميل.

ويسرد فيسك بعضا مما جاء في الكتاب بشأن مبيعات الأسلحة البريطانية لإسرائيل التي تحتل الضفة الغربية وغزة وتبني المستوطنات غير الشرعية لليهود على الأراضي العربية.

ففي 1999 بلغت المبيعات 11.5 مليار جنيه إسترليني (نحو 18 مليار دولار)، وتضاعف خلال عامين إلى 22.5 مليار جنيه إسترليني (نحو 38 مليار دولار).

ولفت فيسك إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يعترض على استخدام تلك الأسلحة ضد الفلسطينيين عام 2002 وعام 2006.

وفي 2006 أثناء الحرب على حزب الله في لبنان- قامت الطائرات الأميركية المحملة بالأسلحة لإسرائيل بتعبئة طائراتها بالوقود من المطارات البريطانية والإيرلندية.

وفي الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2008 أي أثناء الحرب على غزة- أعطت بريطانيا رخصا لتقديم أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني (نحو 31 مليون دولار)، حيث استخدمت تلك الأسلحة ضد الفلسطينيين، كما يقول كرونين.

ويشير فيسك إلى تحليل كرونين للأموال التي يقدمها الاتحاد الأوروبي للفلسطينيين، فيقول إن الاتحاد يمول المشاريع في غزة بالملايين، ولكن هذه المشاريع تدمرها إسرائيل بطائرات أميركية الصنع.

وبعبارة أخرى، فإن دافع الضرائب الأوروبي يدفع ثمن المشاريع، ودافع الضرائب الأميركي يدفع ثمن الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل لتدمير تلك المشاريع، ثم يتكبد الأوروبي ثمن إعادة بناء كل شيء.

وفي الختام يسخر فيسك قائلا "إنه من الجيد أن يكون لدينا حليف قوي البنية مثل إسرائيل، رغم أن جيشها عبارة عن مجموعة من الرعاع ومجرمي الحرب".

 

المصدر : إندبندنت