إسرائيل تخسر على الأرض

مظاهرة حاشدة في لندن شارك فيها الآلاف احتجاجا على مهاجمة سفن المساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة المحاصر - وقد انطلقت المظاهرة ظهر،اليوم(السبت) من أمام مقر رئاسة الوزراء في شارع "10 داوننغ ستريت" وتحركت باتجاه السفارة الاسرائيلية.

تصاعد موجة الاحتجاجات ضد إسرائيل وهجومها على أسطول الحرية وحصارها غزة (الجزيرة)

قالت ذي إندبندنت أون صنداي إنه يجب على إسرائيل الاستماع للعالم، مضيفة أن تل أبيب بدأت تخسر أوراقها على الأرض، في ظل احتمالات تحول كثير من الفاعلين في العالم من موقف المحايد إلى المعسكر المعادي، وتنامي مشاعر الاستياء إزاء الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة والفلسطينيين.

وأضافت الصحيفة البريطانية قائلة إنه إذا كان الرأي العام الإسرائيلي يشكل عائقا أمام السلام في المنطقة، فإن الرأي العام الفلسطيني يشكل عائقا آخر أيضا، موضحة أنه لا يمكن تجاهل وجود حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الساحة.

وتساءلت الصحيفة عن كيفية تجاهل وجود حماس أو تمني عدم وجودها أو عزلها، وقد فازت بالانتخابات التي جرت في فلسطين عام 2006 والتي استمرت تحظى بدعم الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة؟

وأضافت ذي إندبندنت أون صنداي في افتتاحيتها أن الجزء الأهم في معادلة الصراع ربما يتمثل في الجانب الإسرائيلي الذي يحظى بالقوتين العسكرية والاقتصادية، وما رافقهما من توجهات فكرية إسرائيلية قد لا يمكن تعديلها أو تبديلها.

"
لا بد من تغيير العقلية الإسرائيلية لإيجاد نوع من الثقة المتبادلة بين الطرفين المتنازعين
إندبندنت أون صنداي
"

العقلية الإسرائيلية
وكيف يمكن لأي تعديلات أو تغييرات في التوجهات الفكرية الفلسطينية في أن يكون لها أثر ما لم تتغير "العقلية" الإسرائيلية أولا، في ظل عدم توفر الثقة المتبادلة بين الطرفين المتنازعين؟

وأما أسباب العداء الفلسطيني إزاء الإسرائيليين، فقالت الصحيفة إنها تتمثل جزئيا في كونها ردة فعل لما هو واقع على الفلسطينيين من إذلال، ولما يعيشونه من معاناة في ظل العلاقة غير المتوازنة بين الطرفين.

وبدأت إسرائيل تواجه استياء أعم وأشمل على مستوى العالم الإسلامي، والذي يأتي كردة فعل على "غطرستها" مما يهدد المنطقة بحالة من عدم الاستقرار، وليس أدل على ذلك من تهديد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان برغبته في الذهاب إلى غزة على متن سفينة تركية في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.

وبينما ترى الصحيفة أن أردوغان يحاول تهدئة الجماهير الغاضبة عبر وضعه نفسه في مقدمتها، تضيف أن الرئيس المصري حسني مبارك أيضا يحاول تهدئة مشاعر غضب الإسلاميين في بلاده إزاء معاناة إخوانهم الفلسطينيين المحاصرين، وذلك عبر فتحه معبر رفح من بين معابر قطاع غزة، في خطوة تصب في نهاية المطاف في صالح حماس.

"
إسرائيل بدأت تخسر أوراقها على الأرض، على الحكومة والشعب الإسرائيلي أن يدركا ذلك قبل قوات الأوان، في ظل التحول المحتمل لكل من تركيا ومصر من موقف المحايد إلى المعسكر المعادي لإسرائيل
"

خسارة الأوراق
وقالت ذي إندبندنت أون صنداي إن إسرائيل بدأت تخسر أوراقها على الأرض، وإن على الحكومة والشعب الإسرائيلي أن يدركا ذلك قبل قوات الأوان، موضحة أن التحول المحتمل لكل من تركيا ومصر من موقف المحايد إلى المعسكر المعادي لا يصب في صالح إسرائيل أيضا.

كما أن إسرائيل بدأت تخسر على الساحة البريطانية، حيث بدأت حركة معادية لإسرائيل تكتسب قوة وتلاقي دعما قويا في البلاد التي بدأت تواجه صعوبات إزاء استمرارها في دعم إسرائيل.

وألغت الفرقتان الفنيتان "كلاكسونز وغوريلاز" عروضا لهما كانت مقررة في تل أبيب الأسبوع الماضي، في ظل الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي أسفر عن مقتل وجرح العشرات من المتضامنين الدوليين.

وتقول الصحيفة إنه رغم الدعم الأميركي المتواصل الذي تحظى به إسرائيل، فقد وصف البيت الأبيض البارحة الحصار المفروض على غزة بكونه "غير قابل للاستمرار" وتضيف أنها تتفق مع ممثل اللجنة الرباعية الدولية توني بلير في تصريحاته المتمثلة بقوله إن حصار غزة "لا يساعد الأهالي ولا يعزل المتطرفين".

وترى ذي إندبندنت أون صنداي أن الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ سنوات ليس من شأنه سوى العمل على عزل أهالي القطاع ودعم "المتطرفين".

المصدر : إندبندنت