جاء دور كرزاي

US President Barack Obama (L) meets with Afghan President Hamid Karzai at the Presidential Palace in Kabul, on March 28, 2010. President Barack Obama paid a surprise visit to Afghanistan Sunday, his first as US commander-in-chief, to assess his surge of 30,000 troops, designed to end the bloody eight-year war on the Taliban.

كرزاي (يمين) مستقبلا أوباما أثناء زيارته لأفغانستان الشهر الماضي (الفرنسية-أرشيف)


روبرت هاديك
تعقيبا على احتدام السجال الساخن مؤخرا بين الرئيس الأفغاني والغرب والولايات المتحدة، كتب روبرت هاديك في مجلة "فورين بوليسي" أن البيت الأبيض هو من أصبح في جيب كرزاي، على عكس ما يعتقده كثيرون، وأن الأمور لا تسير حسبما ما يشتهي الأميركيون، وهذا نص المقال:
 
لقد سبق لي أن حذرت في مقال لي يوم 26 مارس/آذار الماضي من أن سعي الرئيس حامد كرزاي للتوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان من شأنه أن يتسبب في دق إسفين بين المصالح الأميركية والأفغانية, وأنه من الممكن أن يمتد مثل هذا الصدع ليشمل أولئك الذين يهاجمون العلاقات الأميركية الأفغانية, مما يستدعي من إدارة الرئيس باراك أوباما أن تقرر ما إذا كان بإمكانها تحقيق أهدافها في أفغانستان في الوقت الذي تنهار فيه علاقاتها مع رئيس البلاد.
 
وفي هذا السياق، تحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن شرخ آخر في تلك العلاقة عندما أقدم كرزاي -الساخط من عدم دعوته للقاء الرئيس أوباما في البيت الأبيض- إلى دعوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى كابل ليلقي خطابا معاديا للأميركيين في القصر الرئاسي الأفغاني، بينما كان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس يتفقد القوات الأميركية في أفغانستان.

وتحدث كرزاي خلال مأدبة العشاء التي أقامها لـ نجاد عن أن سبب وجود الأميركيين في بلاده هو للسيطرة عليها، وأنه كان بإمكانه التوصل إلى تسوية مع طالبان لكن المسؤولين الأميركيين حالوا دون ذلك من أجل إطالة أمد الحرب وتواجدهم العسكري في المنطقة.


زيارة نجاد في كابل أزعجت الأميركيين 
 (الفرنسية-أرشيف)زيارة نجاد في كابل أزعجت الأميركيين
زيارة نجاد في كابل أزعجت الأميركيين
 (الفرنسية-أرشيف)زيارة نجاد في كابل أزعجت الأميركيين

واعتبر الكاتب في مقاله أنه من المفهوم بل والمتوقع أن يسعى كرزاي -شأنه شأن أي زعيم آخر في منصبه- ليؤكد لمواطنيه أنه ليس دمية بيد قوة أجنبية.

وكان كرزاي قد وجه رسائل مشابهة في السابق، حيث قال في مقابلة له في نوفمبر/تشرين الثاني 2009 في برنامج PBS"s Newshour -الذي يتابع من المؤسسة الحاكمة في واشنطن- "إن التواجد الغربي في أفغانستان ليس من أجل سواد عيوننا، ولكنهم هنا من أجل الحرب على الإرهاب, لقد قتلنا على أيدي القاعدة والإرهابيين قبل 11 سبتمبر/أيلول وتعرضنا للتعذيب والقتل ودمرت قرانا وكنا نعيش في حالة بائسة, لكن الغرب لم يكترث بنا ولم يحرك ساكنا".

وفي رد على سؤال لها حول كيفية تمكن زعيم بلد فقير من أن يصبح خصما للحكومة الأميركية؟ تقول الصحيفة إن كرزاي ربما أدرك -قبل أن يدرك صناع السياسة الأميركيون- أن الولايات المتحدة باتت غير قادرة على إعادة تحديد مهمتها في أفغانستان بطريقة تستبعد كرزاي، ولا التقاعس في توفير الدعم الكبير للمؤسسات الأفغانية، أي أن الحكومة الأميركية -مع تأزم الأمور- باتت تعتمد على كرزاي وليس العكس.

"
اقرأ أيضا:

ميزان القوى في أفغانستان

– أهم نقاط الإستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان

"

وينصح هاديك صناع السياسة في واشنطن بأن يفكروا فيما إن كان بإمكانهم تحقيق أهدافهم في أفغانستان، بينما تتدهور علاقاتهم مع الرئيس كرزاي والحكومة الأفغانية.

ويرى الكاتب أن البيت الأبيض بحاجة إلى إقناع المواطن الأميركي -ناهيك عن الجنود- بضرورة المهمة في أفغانستان، لأن الخصام العلني مع كرزاي والحط من شأنه يمكن أن يبدد ذلك الاعتقاد، كما أن تشكيك كرزاي في الدوافع الأميركية من شأنه أن يعزز من قوة طالبان وانضمام المناصرين إليها.

المسؤولون الأميركيون يعتقدون بوجود مبررات للتذمر من أداء كرزاي وحكومته, لكن من المفارقات بالنسبة لهؤلاء أن تأثيرهم على كرزاي يتراجع كلما صعدت أميركا من المواجهة معه، مما يعني أنه من الأفضل لهم قبول تلك المفارقة سريعا إذا أرادوا تجنب المزيد من العقبات التي تعترض سبيلهم في أفغانستان.

المصدر : فورين بوليسي