أميركا تعدل نظام التفتيش بالمطارات

r : A security officer examines a computer screen showing a scan from a RapiScan full-body scanner, being trialled by Manchester Airport, during a photocall at the airport, in
حقوقيون قالوا إن إخضاع المسافرين للمسح الضوئي انتهاك للحياة الشخصية (رويترز-أرشيف)

نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين حديثهم عن تعديلٍ سيطال سياسة تفتيش إضافي في المطارات خُصّ بها رعايا بعض الدول، بحيث ستركز الإجراءات الإضافية على المعلومات الاستخبارية المتوفرة لا الجنسية.

 
وكانت الولايات المتحدة خصت رعايا 14 بلدا ممن يقصدونها بتفتيش إضافي يشمل المسح الضوئي والتفتيش باليد وفحص الحقائب، بعد محاولة تفجير طائرة بين أمستردام وديترويت ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تورط فيها نيجيري اسمه عمر عبد المطلب قال إنه تدرب على يد قاعدة اليمن، وهي محاولة أظهرت عيوبا في قدرة أجهزة الأمن على التعرف على من يشكلون خطرا.
 
واشتكى حقوقيون من إجراءات "عنصرية" ستطال 675 مليون إنسان بمن فيهم المسلمون الأميركيون والحجاج، وحذرت شركات طيران من أن إجراءات التفتيش يجب تخفيفها قبل موسم السفر الصيفي المزدحم.
 
ودفعت الشكاوى واشنطن لتعديل مقاربتها التي باتت لا تعتمد الجنسية بقدر ما تركز على الشخص ذاته بناء على ما توفر من معلومات استخبارية عنه كالتوصيف الجسماني ونمط سفره.
 
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع رفض كشف هويته قوله إن المقاربة الجديدة "مفصلة بحسب ما تقوله المعلومات، وحسب ما يبلغنا من الأخطار"، بدل "توقيف كل الأشخاص المنحدرين من جنسية معينة أو كل الأشخاص الذين يستعملون جواز سفر معين".
 
ويقول المسؤولون إن التعديل سيخفض كثيرا عدد من يختارون للتفتيش الإضافي الإلزامي، ويعفي مجموعات كاملة من المسافرين كانوا سيخضعون له بموجب النظام السابق بسبب جنسياتهم.
 
دائرة المستهدفين
لكن النظام الجديد، الذي يبدأ العمل به هذا الشهر حسب المسؤول، سيوسع أيضا دائرة المرشحين المحتملين ولن يقتصر الأمر على 14 دولة بل يشمل أي مشتبه به في أي مكان.
 
كما أن قوائمَ خاصة تشمل 24 ألف شخص من مختلف الدول، تتضمن أسماء أشخاص ممنوعين من السفر إلى الولايات المتحدة، أو مطلوبٌ إخضاعهم لتفتيش إضافي، سيستمر العمل بها.
 
ولشرح طريقة عمل النظام الجديد، ضرب المسؤول مثلا بمشتبه به افتراضي تعرف سلطات بلاده الأمنية معلومات عنه تشمل مثلا انحداره من آسيا وسفره مؤخرا إلى الشرق الأوسط، إضافة إلى معلومات عن عمره التقريبي، لكنها تجهل اسمه أو رقم جواز السفر.
 
هذه المعلومات المتناثرة ستُدخل في بنك معلومات يتقاسمها مع الماسحات الضوئية التابعة لشركات الطيران الأجنبية في الخارج، وستعطى للماسحات تعليمات بالبحث عن هذه التفاصيل التي سيؤخذ من تنطبق عليهم جانبا حتى يخضعوا لتفتيش إضافي.
 
وعلى الرغم من أن المسؤولين الاستخباريين توفرت لهم معلومات متناثرة في حالة عبد المطلب، بما في ذلك قول أبيه إن ابنه "يتشدّد"، وتحذيرات من مؤامرة نيجيرية لاستهداف مصالح أميركية، إلا أن العناصر لم تربط ببعضها في الوقت المناسب بحيث يمنع المشتبه فيه من السفر.
 
غير أنه من غير الواضح  بعد فيما لو كان النظام الجديد قد طبق في حالة عبد المطلب، هل كان كفيلا بمنعه من الصعود إلى الطائرة؟
المصدر : واشنطن بوست