هل سويسرا دولة مارقة؟
قال كاتب أميركي معروف إن الحياد الذي ظلت تتميز به سويسرا ردحا من الزمن لم يعد قابلا للتطبيق في عصر صبغته العولمة والاعتماد الاقتصادي المتبادل بطابعها.
وتساءل المؤلف والكاتب الصحفي ستيف كيتمان: هل بالإمكان أن تصبح دولة ما "محايدة" بالمعنى الجدي للكلمة في عالم تسوده العولمة؟
وأشار في مقال بالعدد الأخير لمجلة "سياسة خارجية" إلى أن "أسطورة تميز سويسرا" بدأت في التراجع مؤخرا.
وأضاف أن ذلك التراجع تجلى في ضوء ما كشف عنه من مساعدة البنوك السويسرية للنازيين ومحاولاتها المستميتة لإخفاء دورها المزعوم، وما أحرزه اليمين السويسري من مكاسب في الانتخابات البرلمانية.
ونقل الكاتب عن الخبير بشأن التقارب بين أوروبا والإسلام ألبريخت ميتزغير قوله إنه لطالما احتفظت سويسرا بتلك المكانة, معربا عن اعتقاده بأن ذلك لم يعد له معنى في زمان العولمة الحالي، حيث يتحتم عليك التعاون في كافة المستويات.
بل إن أكاديميا مثل الأستاذ بجامعة نيويورك بيرت نيوبورن الذي عمل مستشارا قانونيا للناجين من محرقة اليهود (الهولوكوست) في نزاعهم مع السويسريين، ذهب إلى أبعد من ذلك في العام الماضي حين كتب في مقال بصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية أنه ربما يكون الوقت قد حان لوصف سويسرا بالدولة المارقة.
وعرض ستيف كيتمان في مقاله سلسلة من الأحداث قال إنها أوصلت الأمور بسويسرا إلى هذا الوضع، وذكر أن السويسريين شوهوا صورة التسامح المعروفة عنهم عندما رفضوا بالأغلبية بناء المآذن خلال الاستفتاء الذي جرى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
كما أن سويسرا دخلت في مشادة كلامية عنيفة مع العقيد القذافي الذي رد على اعتقال نجله بطرد الدبلوماسيين السويسريين من ليبيا ودعا إلى الجهاد ضد سويسرا.
وخلص كيتمان إلى القول إن من الواضح "أننا وصلنا إلى النقطة التي لا تملك فيها دولة أن تتصرف فوق قوانين ومعايير عالم القرن الواحد والعشرين الوثيقة الصلة مع بعضها".