تلغراف: إسرائيل تزدري بايدن

US Vice President Joe Biden (R) shakes hands with Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu (L) prior to their meeting at the Prime Minister's residence in Jerusalem on March 9, 2010.

بايدن (يمين) يصافح نتنياهو قبيل اجتماعهما بالقدس أول أمس (الفرنسية)

أفردت الصحف البريطانية الصادرة اليوم حيزاً كبيراً من صفحاتها تناولت فيه بالتعليق والتحليل إعلان إسرائيل مؤخرا عن خطط لبناء مستوطنات في القدس الشرقية, مبدية امتعاضاً نادراً من تل أبيب لما سببه موقفها الأخير من إحراج لحلفائها الغربيين وخصوصا الولايات المتحدة.

وتحت عنوان "إسرائيل تعتذر" كتبت صحيفة ذي ديلي تلغراف في افتتاحيتها أن على إسرائيل "التي يحيط بها الأعداء من كل جانب" أن لا تثير سخط أصدقائها.

وقالت إن من الصعب في بعض الأحيان حتى على أكثر الأصدقاء تحمساً لإسرائيل ألا يشعر بغضب عارم تجاه تصرفات حكومتها.

وأضافت أن في هذا الوقت العصيب الذي يسعى فيه جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي لتهيئة الأجواء لإطلاق مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين, اختارت الحكومة الإسرائيلية أن تُعلن عن خططها لإقامة مزيد من المستوطنات في القدس الشرقية.

ورأت الصحيفة –المعروفة بميولها اليمينية المحافظة- أن هذه الخطوة من جانب إسرائيل اتسمت على أحسن تقدير بالرعونة وانطوت في أسوأ الأحوال على قدر من الازدراء لبايدن, مما دفع المسؤولين الإسرائيليين للاعتذار.

"
من الصعب في بعض الأحيان حتى على أكثر الأصدقاء تحمساً لإسرائيل ألا يشعر بغضب عارم تجاه تصرفات حكومتها
"
ديلي تلغراف

وقد زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لم يكن يعرف أن الإعلان سيصدر, وعلّقت الصحيفة على ذلك بالقول إما أنه كان يقول الحقيقة أو كان يكذب.

وتمضي الصحيفة إلى القول إن نتنياهو رغم أنه أنكر معرفته بالإعلان إلا أنه مع ذلك لم يتنصل من خطة بناء 1600 مسكن في "المدينة المتنازع عليها" فالإحراج يكمن على ما يبدو في توقيت الإعلان وليس في جوهره.

وذهبت صحيفة ذي إندبندنت في تعليقها في الاتجاه ذاته, إذ رأت أن توقيت الإعلان عن خطط بناء المستوطنات يدعو إلى الدهشة.

وذكرت أن لا اعتذار إسرائيل ولا توضيحاتها, التي وصفتها بأنها لا تُصدّق, يمكنها أن تحجب تلك الحقيقة.

وأردفت الصحيفة قائلة إن الإعلان ينم عن نظرة إسرائيل الحقيقية لمفاوضات السلام غير المباشرة.

وقالت إن الرسالة التي أرادت إسرائيل إيصالها في معناها الأوسع هي أن نتنياهو ربما يتظاهر برغبته في عقد مفاوضات السلام غير أن الأولوية عنده هي خلق واقع على الأرض لن يكون بإمكان أي مفاوضات في المستقبل تغييره.

المصدر : إندبندنت + تلغراف