الصين خصم مرعب لأميركا

U.S. President Barack Obama tours the Badaling section of the Great Wall in Beijing November 18, 2009. Obama will continue efforts to court China on Wednesday while cajoling

أوباما زار الصين وعاد بخفي حنين (رويترز)

قال الكاتب الأميركي مارتن جاكوس إن الصين تشكل خصما مرعبا للولايات المتحدة وإن قوتها لا تكمن في ترسانتها العسكرية ولكن في نهضتها الاقتصادية وفي عظم الصبر الذي تتحلى به على المستوى الدبلوماسي.

وأوضح جاكوس وهو مؤلف كتاب "عندما تحكم الصين العالم" في مقال نشرته له صحيفة كريستيان ساينس الأميركية أن ما سماه التشاحن المر بين بكين وواشنطن قد تعددت أوجهه وبدأ يتخذ طابع الجدية.

وأشار إلى أن الصينيين عارضوا بشدة الخطوة الأميركية المتمثلة في بيع واشنطن أسلحة متطورة إلى تايوان أو إلى البلد الذي تعتبره الصين "جزءا لا يتجزأ" من بلادها، وأن بكين هددت باتخاذ إجراءات عقابية ضد الشركات الأميركية المعنية بصفقة الأسلحة.

وفي المقابل تتهم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الصين بالتلاعب بسعر العملة، بالإضافة إلى تداعيات الخلاف بين البلدين العملاقين في قمة كوبنهاغن الأخيرة بشأن التغير المناخي، وقضايا أخرى مثل تلك المتعلقة بالحرية وحقوق الإنسان وما يتعلق بحرية الإنترنت و"غوغل" داخل الصين.

القصر الإمبراطوري في الصين
القصر الإمبراطوري في الصين

التلاعب بالعملة
وبينما أغضب الموقف الصيني الرافض لفرض عقوبات على إيران الولايات المتحدة، أغضب استقبال الأميركيين لزعيم التبت الدلاي لاما على أرضهم الصينيين في المقابل.

وليست الخلافات الصينية الأميركية حديثة أو وليدة اللحظة فقد اتهم وزير الخزانة الأميركية تيموثي غيثنر بكين في يناير/كانون الثاني 2009 بالتلاعب بسعر صرف عملتها، وهو ما من شأنه التأثير على قيمة الدولار في العالم.

ومضى الكاتب إلى أن صعود الصين لتصبح قوة عظمى يعني أنها ستلعب دورا في القضايا العالمية وفي مناطق لم تكن تثير اهتمامها في السابق، وأنها تتنازع مع الولايات المتحدة بشأن عدد كبير من القضايا الدولية، وذلك ما يؤشر إلى أن العلاقات الصينية الأميركية بدأت تدخل مرحلة جديدة جدية من الشحناء.


وأضاف أن بروز الصين قوة عظمى واضمحلال الدور الأميركي على المستوى العالمي، هما ربما أمران ليسا جديدين، لكن الأزمة المالية الأخيرة أبرزت للعيان الضعف الذي بدأ ينخر بقوة الولايات المتحدة، وأنه يخشى أن تصبح الصين قوة عظمى على حساب الولايات المتحدة نفسها في ظل ازدياد ثقة الصين بنفسها وبصلابة مواقفها.

"
الأميركيون ينبغي لهم عدم إساءة فهم الصينيين، فالصين قوة هائلة يجب أن لا يستهان بها
"

قوة هائلة
وتبقى عمليات التنمية والنهوض باقتصاد البلاد والعمل على ازدهاره من أبرز الأوليات لدى بكين في سعيها لانتشال عشرات ملايين الصينيين من براثن الفقر في البلاد، وفق السياسات الاقتصادية التي حددها من يصفونه بمهندس الإصلاح الاقتصادي في البلاد دينغ زياوبينغ.

وقال الكاتب إن توتر العلاقات الأميركية الصينية من شأنه التأثير ليس فقط على البلدين العملاقين، ولكنه سيترك تداعياته السلبية على العالم برمته، وإنه بينما قد تواجه بكين عوائق وعقبات أمام تجارتها الخارجية وتنمية اقتصادها، فإن واشنطن ستعاني أكثر بكثير.


واختتم جاكوس بدعوته الأميركيين إلى عدم إساءة فهم الصينيين، وإلى عدم النظر إليهم بتلك النظرة التي كان ينظر بها إلى الاتحاد السوفياتي السابق، فالصين قوة هائلة ينبغي أن لا يستهان بها.

المصدر : كريستيان ساينس مونيتور