أوباما يكابد تركة ثقيلة

U.S. President Barack Obama speaks during his first State of the Union address on Capitol Hill in Washington January 27, 2010. REUTERS/Jason Reed (

أعباء الرئاسة تركت آثارها على ملامح أوباما ونغمته (رويترز)

تناولت الصحف الأميركية بالنقد والتحليل خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما، وأجمعت في معظمها على أن أوباما لا يزال يكافح لتحقيق وعوده بالتغيير، في ظل التركة الثقيلة المتمثلة في الأزمات المتعددة والحروب الدموية التي أورثتها له الإدارة السابقة.

فقد أشارت صحيفة واشنطن بوست أن أوباما استعرض في خطابه لحالة الاتحاد الذي استمر 71 دقيقة منجزات إدارته بشأن الإصلاحات الصحية والمالية في البلاد، إضافة إلى مستجدات الحربين على أفغانستان والعراق وقضايا أخرى عالمية عالقة.

ومضت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي ظهر البارحة للمرة الـ487 لمخاطبة الشعب الأميركي، وأنه تحدث في أكثر من 30 ولاية و21 دولة أجنبية، لكنه بدا البارحة محبطا وظهرت عليه بعض معالم الكبَر.

وأوضحت أن لدى أوباما من الأسباب ما جعل نغمته في خطابه قاسية بعد مروره بسنة صعبة، حيث اعترف بشكل متكرر أنه وإدارته لا يزالان في منتصف الطريق لتحقيق الأهداف والوعود التي سبق الإعلان عنها في بداية تسلمه زمام الأمور في البلاد.

الإدارة السابقة أورثت أوباماأزمات وحروبا دموية (رويترز)
الإدارة السابقة أورثت أوباماأزمات وحروبا دموية (رويترز)

أعباء الرئاسة
وبينما أشار الكاتب الأميركي إي.جي ديون جي.آر في مقال له بالصحيفة إلى أن أوباما بدا مصمما على النجاح، قالت واشنطن بوست في افتتاحيتها إن الرئيس ظهر بنفس ما ظهر عليه عندما اعتلى سدة الحكم قبل عام، مضيفة أن أعباء الرئاسة تركت آثارها على ملامحه ونغمته، خاصة بعد خسارة حزبه مقعدا في ولاية ماساتشوستس.

ومضت إلى أن التحدي الذي واجه أوباما البارحة تمثل في محاولته استعادة الثقة وإعادة التأكيد على مبدأ القيادة، ما اضطره للتذكير بالإرث الثقيل الذي تركته له الإدارة السابقة والمتمثل في الأزمات والمشاكل على المستووين الداخلي والخارجي.

من جانبها أشارت صحيفة يو.أس.أي توداي إلى أن أوباما وعد في خطابه بالتركيز على ما سمته الأجندة الطموحة للاستمرار في مقارعة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

وذهبت الصحيفة في تعليقها إلى أن أوباما زاوج في خطابه بين البلاغة والواقع، داعيا الديمقراطيين والجمهوريين إلى الاتفاق بشأن تحفيز الشركات على التوسع وتشجيع المؤسسات المصرفية على زيادة معدل الإقراض.

"
أوباما كافح في خطابه لاستعادة الروح المعنوية والحيوية التي كان يتحلى بها عام 2009
"

الروح المعنوية
أما صحيفة لوس أنجلوس تايمز فقالت في تحليلها الإخباري إن أوباما كان يكافح لاستعادة الروح المعنوية والحيوية التي كان يتحلى بها عام 2009، وإنه وعد باستمرار العمل لتحقيق الوعود بالتغيير التي قطعها على نفسه.

وبينما قالت الصحيفة في افتتاحيتها إن خطاب أوباما جاء مقنعا وملبيا للمتطلبات الدستورية في البلاد، مضت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن الرئيس الأميركي حاول أن يثبت أن البيت الأبيض لم يغيره وأنه بقي كما هو.

وذهبت نيويورك تايمز إلى أن أوباما برر بعض مظاهر تقصير إدارته بشأن الوعود الاقتصادية في البلاد بكونها بعض هنات في التواصل، مضيفا أن الجمهوريين أحدثوا بعض السحب في أجواء رسالته وأهدافه بشأن الإصلاح الصحي والاقتصادي.

وأضافت الصحيفة أن أوباما لم يخصص في خطابه إلا النزر اليسير للأمن القومي والعلاقات مع العالم الخارجي، موضحة أنه لم يتطرق للصراع العربي الإسرائيلي مطلقا، وأنه لم يتحدث عن العلاقة مع من سمته العملاق المنافس أو الصين، في ظل سيطرة القضايا الداخلية كالأزمة الاقتصادية والرعاية الصحية والبطالة على معظم ثنايا الخطاب.

القلق الحقيقي
وبينما أشار الكاتب الأميركي كريغ شيرلي في تعليق نشرته صحيفة واشنطن تايمز إلى أن أوباما ليس جديرا بالثقة، وأنه بدا في خطابه وكأنه رئيس وزراء أوروبي ليس أكثر، قالت نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن الخطاب عبر عن القلق الحقيقي إزاء الوضع الاقتصادي للبلاد والحربين الدمويتين على العراق وأفغانستان.

واختتمت الصحيفة بالقول إن أوباما ورث تلك الأزمات والحروب وإنه لم يكن سببا فيها، موضحة أنه لا يمكن حل تلك الأزمات في غضون عام من الرئاسة، في ظل تشكيك البعض بنجاعة خططه بشأن قضايا دولية عالقة وأزمات على المستويين الداخلي والخارجي.

المصدر : الصحافة الأميركية