سخط بأميركا على الديمقراطيين

أظهر استطلاع رأي أن عدم رضا الناخبين عن الاتجاه الذي تسير فيه البلاد والاستياء من نشاط الحكومة الفيدرالية والمعارضة لاقتراحات الديمقراطيين، أدى لانتخاب الجمهوري سكوت براون بمجلس الشيوخ بولاية ماساتشوستس.
وأوضح الاستطلاع الذي أجرته واشنطن بوست بالتعاون مع مؤسسة هنري كيسر فاميلي وجامعة هارفارد للصحة العامة، كيف أن سخط الناخب انقلب نحو الديمقراطيين بواشنطن؟ وكيف أن المشهد السياسي تحول بشكل مفاجئ خلال السنة الأولى من ولاية الرئيس باراك أوباما؟
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك النتائج لا تقدم صورة سياسية للبلاد برمتها في الأسابيع الأولى من عام 2010، ولكن في ضوء أن ولاية ماساتشوستس ديمقراطية التوجه بالانتخابات الرئاسية، فإن انتخاب الجمهوري براون والمآخذ التي تمسك بها الناخبون ضد المرشحة الديمقراطية مارثا كوكلي تكشف عن تغييرات أوسع وقعت في البلاد خلال العام الماضي.
وقالت أيضا إن الديمقراطيين الآن في خانة الدفاع، مشيرة إلى أن أوباما والقادة الديمقراطيين يتطلعون إلى البحث عن سبل لتغيير النشاط السياسي أملا في تجنب الخسائر الكبيرة المحتملة بالأغلبية بالكونغرس في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وكان استطلاع لواشنطن بوست قد أظهر أن 63% من ناخبي ماساتشوستس يعتقدون أن الولايات المتحدة خرجت عن المسار بشكل خطير.
ويقول أكثر من ثلثي المؤيدين لبراون إن القصد من تصويتهم له جاء تعبيرا عن معارضتهم للأجندة الديمقراطية بواشنطن، غير أن عددا قليلا منهم يقول إن السيناتور المنتخب يجب أن يعمل لوقف ذلك.
ويشير ثلاثة أرباع الناخبين الذين صوتوا لبراون إلى أنهم يرغبون في قيامه بالعمل مع الديمقراطيين لتشريع أفكار الجمهوريين بشكل عام، وخص نصفهم تقريبا بالعمل بشأن تشريع الرعاية الصحية.
ولفتت واشنطن بوست إلى أن ناخبي ماساتشوستس قالوا -عندما انتُخب أوباما بنسبة 63%- إن على الحكومة أن تعمل أكثر لحل المشاكل، حسب الاستطلاعات الأولية، أما الاستطلاع الجديد فيشير إلى أن ذلك الرقم تراجع إلى 50% حيث قال 47% إن الحكومة تعمل الكثير من الأشياء التي ينبغي أن توكل إلى قطاع الأعمال والأفراد.
وكان نظام الرعاية الصحية قد جاء على رأس أولويات ناخبي ماساتشوستس، وتفوق على الوظائف والاقتصاد.
وبالإجمالي، فإن 43% من ناخبي ماساتشوستس يقولون إنهم يدعمون اقتراحات الرعاية الصحية التي قدمها أوباما، مقابل 84%، وفي أوساط مؤيدي براون فإن ثمانية من كل عشرة ناخبين عارضوا تلك الإجراءات.
غير أن شعبية أوباما ما زالت تحظى بنسبة مرتفعة في تلك الولاية، فقد أعرب 60% من المستطلعة آراؤهم عن رضاهم عن أدائه.
ورغم أن سياسات إدارة أوباما تواجه انتقادات، فإن سياسات الجمهوريين ليست أحسن حظا، حسب الاستطلاع، حيث قال 58% إنهم غير راضين أو ساخطين مما يقدمه الجمهوريون بالكونغرس.
وخلصت الصحيفة إلى أن انتخابات ماساتشوستس الأخيرة كشفت دليلا آخر على أن ائتلاف أوباما الذي حققه عام 2008 تعرض للتفكك، تماما كما دلت على ذلك نتائج انتخابات حاكمي فيرجينيا ونيوجيرسي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.