الإرهاب محل خلاف بين أميركا وباكستان

r_Pakistani Defence Minister Chaudhry Ahmed Mukhtar (R) talks with U.S. Defense Secretary Robert Gates at the Foreign Ministry in Rawalpindi near Islamabad January
غيتس مع نظيره الباكستاني شودري أحمد مختار بمقر الخارجية الباكستانية (رويترز)

مهيوب خضر-إسلام آباد

 
اتفقت جل الصحف الباكستانية السبت على أن زيارة وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس للبلاد أخفقت في تقريب وجهات النظر بين واشنطن وإسلام آباد بشأن مكافحة ما يسمى الإرهاب, بل قد تكون باعدت بينها أكثر مع سعي الأولى لإفساح المجال أمام مشاركة الهند بالحرب الجارية بأفغانستان المجاورة.
 
وقالت صحيفة ذي نيوز بافتتاحية بعنوان "الحوار مع غيتس" إن الوزير الأميركي حمل رسالة واحدة عنوانها الضغط على باكستان لبذل جهد أكبر في محاربة تنظيم القاعدة وأيضا حركة طالبان المحلية الناشطة بالمناطق القبلية.
 
وأشارت إلى محاولة غيتس المزج بين مدح أداء القوات الباكستانية في وزيرستان وغيرها من مناطق المواجهات، وتحذيره من الحاجة لمضاعفة الجهود لاستئصال ما سماه السرطان.
 
العصا والجزرة
وأضافت ذي نيوز أن واشنطن لازالت تستخدم سياسة العصا والجزرة مع باكستان في إشارة إلى ضعف الثقة بين البلدين, وأشارت إلى إعلان غيتس عن استعداد بلاده لتقديم تقنية الطائرات من دون طيار لباكستان مقابل تحذيرها من مغبة رد هندي قوي في حال تكرر سيناريو هجمات مومباي نهاية 2008.
 
وانتقدت الصحيفة عدم ثقة واشنطن بإسلام آباد بخصوص مواجهة طالبان باكستان, كما دعت إلى تقييم أسباب بقاء باكستان في دائرة الخطر. وقالت إن على واشنطن ونيودلهي دعم إسلام آباد ماليا وعسكريا, ومعالجة المظالم التي يعاني منها شعبها في حال كانتا تريدان نجاح الحرب على الإرهاب.
 
الجيش الباكستاني لا يساير رغبة واشنطن بتوسيع نطاق عملياته (الفرنسية-أرشيف)
الجيش الباكستاني لا يساير رغبة واشنطن بتوسيع نطاق عملياته (الفرنسية-أرشيف)

أما ذي نيشن فأشارت في افتتاحية بعنوان "تبلد أميركي تام" إلى رفض الجيش توسعة دائرة عملياته العسكرية باتجاه شمال وزيرستان، وهو ما تطالب به واشنطن.

 
واعتبرت الصحيفة أن واشنطن تكرر أخطاءها السابقة بعدم تفهم مخاوف إسلام آباد تجاه التغطرس الهندي على حدودها الشرقية، بما يحول دون نشر مزيد من القوات على الحدود الغربية مع أفغانستان.
 
وعقبت ذي نيشن على تصريح الوزير الأميركي بأن أعداء إسلام آباد وبلاده هم نفس الأعداء بالقول" يبدو أن السيد غيتس غير مدرك لحقيقة أن كثيرا من الباكستانيين يعتبرون أميركا مصدر تهديد لبلادهم".
 
 وقالت أيضا إن غيتس يتعامل مع باكستان ببلادة تماما كما هو حال بقية المسؤولين الأميركيين وعلى رأسهم الرئيس باراك أوباما. وأضافت أن سعي واشنطن لإيجاد دور للهند في مكافحة الإرهاب بأفغانستان عمق أزمة الثقة مع باكستان بينما لا تزال إدارة أوباما ترفض المساواة بين إسلام آباد ونيودلهي، إذ أعلنت منح الأخيرة تقنية نووية لتوليد الكهرباء وحرمت إسلام آباد منها.
 
ولفتت الصحيفة إلى الفضيحة التي تسبب بها غيتس لوزير الداخلية الباكستاني رحمن ملك عندما أقر الأول بوجود عناصر من شركة بلاك ووتر على أرض باكستان، بينما أقسم الثاني بأنه لا وجود لها وأبدى استعداده للاستقالة في حال إثبات العكس.
 

"
غيتس لم يستبعد دورا للهند في رسم إستراتيجية مكافحة الإرهاب بأفغانستان أو المساهمة في تلك الحملية الجارية من خلال تدريب القوات الأفغانية
"

باب مفتوح


أما صحيفة دون فتحدثت عن استمرار الخلاف بين الدولتين, وأشارت إلى أن حضور غيتس على رأس وفد كبير ضم 125 مسؤولا إلى إسلام آباد قادما من نيودلهي مؤشر واضح على أجندة الوفد الرامية إلى إيجاد دور أكبر للهند في أفغانستان.
 
وقالت اليومية إن غيتس نفى إمكانية مشاركة قوات هندية بأفغانستان لكنه أبقى الباب أمام مشاركة نيودلهي في رسم إستراتيجية مكافحة الإرهاب بهذا البلد أو المشاركة في تدريب القوات الأفغانية.
 
وفي السياق ذاته, أوردت ديلي تايمز تصريحات للوزير الأميركي يقر فيها بأن أزمة الثقة بين بلاده وباكستان يمكن أن تضر بتعاونهما في الحرب على الإرهاب.
 
ونقلت الصحيفة عنه نفيه أن تكون لواشنطن أي مطامع في باكستان مثلما أنها لا تسعى للسيطرة على القدرات النووية الباكستانية.
 
وأشارت إلى اعتراف الوزير الأميركي بخطأ بلاده عندما تخلت عن باكستان عقب انهيار الاتحاد السوفياتي بما سبب أزمة ثقة عميقة, ووعده بأن واشنطن لن تكرر ذلك الخطأ وستبقى تمد يد العون لإسلام آباد.
المصدر : الجزيرة