التمييز العرقي يؤرق بريطانيا

epa01485602 Stranded holiday goers at Gawick Airport in London, Britain, 12 September 2008. Tens of thousands of people have not been able to fly out of the UK on holiday

تصنيف المسافرين لفحصهم بالمطار قد يستهدف الجماعات العرقية أكثر من غيرها

يبدو أن التمييز العرقي بات يقلق السلطات البريطانية والمنظمات الحقوقية، فقد تحدثت كبرى الصحف عن المخاوف من تعريض بعض الجماعات العرقية والدينية لأجهزة المسح الضوئي في المطارات، ولجوء الحكومة إلى التفتيش عن التمييز في المدارس والدعوة إلى إلغاء المعلومات الشخصية من طلبات العمل.

في المطارات
أفادت صحيفة ذي غارديان أن الحكومة البريطانية قد تسمح بإخضاع بعض الفئات من المسافرين الذين تتوافق مواصفاتهم مع ملفات معينة لإجراءات أمنية أشدّ، مما يثير المخاوف من زيادة تعرض بعض الجماعات الدينية والعرقية لمزيد من التفتيش.

وقال مصدر حكومي للصحيفة إن عملية "التصنيف" (جمع معلومات معينة في ملفات خاصة) للمسافرين يضاف إلى مراجعة أمن المطار التي صدرت هذا الأسبوع من قبل رئيس الحكومة غوردون براون عقب العملية الفاشلة لنسف الطائرة الأميركية المتجهة إلى ديترويت.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التطور أي التصنيف جاء بعد تحذير رؤساء صناعة الطيران من استحالة تفتيش جميع المسافرين عبر الجيل الجديد من الماسحات الضوئية التي ترغب الحكومة في تنصيبها بالمطارات.

وحذر المسؤولون في صناعة الطيران من أن أجهزة المسح الضوئي كبيرة جدا وبطيئة وباهظة الثمن، إذ إن الجهاز الواحد يكلف 100 ألف جنيه إسترليني (نحو 160 ألف دولار)، وتحتاج إلى مساحات كبيرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من المسؤولين في صناعة الطيران دعوا إلى تصنيف المسافرين للكشف عن الإرهابيين المحتملين.

غير أن مديرة ليبرتي الحقوقية شامي شاكرابارتي حذرت من أن أي رد على الإرهاب يجب أن يكون مناسبا ويحترم حقوق الإنسان وكرامته وقيمه وحريته وخصوصيته التي صارت الحكومات على طرفي الأطلسي تتساهل في تجاهلها.

في المدارس

"
أهم المجالات التي ستخضع للتفتيش في المدارس ثلاثة هي نتائج الطلاب والإجراءات الأمنية لحماية الأطفال، ومدى تعزيز المدرسة للمساواة والتعاطي مع التمييز العنصري
"
ديلي تلغراف

قالت صحيفة ديلي تلغراف إن نظام التفتيش على المدارس الجديد من قبل مكتب أوفستيد التابع لملكة البلاد مباشرة قد يصنف كبرى المدارس على أنها "غير ملائمة" إذا ما فشلت في تعزيز العلاقات العرقية والمساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان.

وجاء هذا النوع الجديد من التفتيش على المدارس من قبل أوفستيد في سبتمبر/أيلول، بحيث يقوم بعمليات تفتيش "غير معلنة" لأكثر المدارس سوءا، والتأكيد على ملاحظة المدرسين في الفصول.

وأهم المجالات التي ستخضع للتفتيش ثلاثة هي نتائج الطلاب والإجراءات الأمنية لحماية الأطفال، ومدى تعزيز المدرسة للمساواة والتعاطي مع التمييز العنصري.

ويتوقع أن تضع المدارس سياسات تهدف إلى التعاطي مع الجنس والعرق والتمييز بين القدرات ضمن وثيقة تدعى "خطة المساواة".

ولقي النظام الجديد انتقادات حادة من قبل المحافظين الذين يقولون إنه يشتت الانتباه عن المواضيع التعليمية ويبعد المدارس عن أهدافها الأساسية وهي التعليم.

في العمل
وفي موضوع آخر متصل بالعرق، دعا مستشارون في العرق ومؤيدون للمساواة الحكومة إلى جعل السير الذاتية وطلبات العمل المجهولة المصدر إجبارية لتجنب التمييز ضد النساء وذوي الأصول الأفريقية والآسيوية.

وأشارت صحيفة ذي غارديان إلى أن بعض الشركات البريطانية بدأت بالفعل إزالة المعلومات الشخصية من الطلبات بحيث تتضمن فقط المؤهلات العلمية والخبرات دون النظر إلى العمر أو الجنس أو العرق.

ومن المتوقع أن يكشف فريق العمل الخاص بالعرق عن نتائج بحث أجراه بتكليف من إدارة العمل والتقاعد، وقد أماطت اللثام عن التمييز العنصري ضد العمال الذين توحي أسماؤهم بأصولهم الآسيوية أو الأفريقية.

وكانت خمسين شركة ومؤسسة حكومية في فرنسا قد بدأت فحصا بإشراف حكومي للتوظيف عبر سير ذاتية مجهولة المصدر تخلو من الاسم والجنس والعمر ومكان الميلاد والجنسية والحالة الاجتماعية.

ولفتت الصحيفة إلى أن باحثين بتكليف من إدارة العمل أرسلوا ثلاثة آلاف طلب عمل لشغل 789 وظيفة شاغرة بمعلومات شخصية مزورة واستخدموا أسماء توحي بأصول آسيوية.

وأظهرت النتائج التي نشرت مطلع هذا العام أنه كان يتعين على مقدمي الطلبات من البيض إرسال تسع طلبات قبل تلقيهم الموافقة على المقابلة، مقابل 16 طلبا من ذوي الأصول الأجنبية قبل تلقيهم نفس الجواب.

المصدر : تلغراف + غارديان