خبير: أفغانستان مقبرة للغزاة

Italian soldiers salute the coffins bearing the bodies of Italian soldiers of the NATO-led International Security Assistance Force (ISAF) killed in the deadliest suicide attack targeting

أفغانستان كانت ولا تزال مقبرة للغزاة (الفرنسية-أرشيف)

تعالت في الآونة الأخيرة الأصوات التي تنادي بالخروج من أفغانستان، فدعت الصحف الغربية وحتى بعض الطبقات الصناعية إلى إعداد إستراتيجية للخروج من أفغانستان لما تكبده الغرب من خسائر بشرية ومالية.

وانسجاما مع هذا التوجه، كتب المؤلف والمتخصص في الشؤون التاريخية بن ماسينتر مقالا في صحيفة ذي تايمز البريطانية يصف فيه الوضع بأفغانستان على مر العصور بأنه عصي على الغزاة الأجانب، بل ومقبرة لهم.

وقال ماسينتر إن التاريخ الأفغاني حافل بتحقير الرجال الذي يصبحون ملوكا ولكنهم يتجاوزون في الحكم، وإن أفغانستان شكلت مقبرة للأعداء الأجانب المتعاقبين على هذه البلاد.

وأشار إلى أن أفغانستان لم تُهزم بشكل دائم، أو تُستعمر، ولم تتمكن أي قوة أجنبية من إحكام السيطرة عليها لفترة طويلة, وحتى القوى الداخلية لم تدم طويلا.

وأفغانستان تضم أكثر من 50 أقلية عرقية، و34 لغة، وسكانها يبلغون 27 مليونا، وتجري النزاعات الداخلية -العرقية والعشائرية التي لا يمكن اختراقها من قبل الغرباء- في المجتمع الأفغاني مجرى العروق الملونة في الرخام، حسب وصف الكاتب.

وينستون تشرشل قال إن قبائل "البشتون دائما ما تنخرط في حروب سرية وعلنية، وكل عائلة لديها من الثأر والنزاعات ما يخصها".

وعلى مر العصور -يشير ماسينتر- كان القتال أسلوب حياة، ومن الصناعات الأفغانية المزدهرة التي تحل محل إنتاج الأفيون، ولكن عندما يظهر الغازي الأجنبي يتوحد الأفغان لطرده خارج البلاد.

أمثلة من التاريخ

كرزاي جاء نتيجة الغزو الأميركي لأفغانستان   (الفرنسية)
كرزاي جاء نتيجة الغزو الأميركي لأفغانستان   (الفرنسية)

ومن أمثلة التاريخ أن المغوليين بسطوا سيطرتهم عام 1700 على أفغانستان، ولكن بعد أربعين عاما حاول أحمد شاه دوراني توسيع حكمه من كابل إلى بيشاور ودلهي ثم كشمير والسند، غير أن إمبراطوريته تشرذمت مع موته.

وفي يناير/كانون الثاني 1842، تمكن الأفغان من طرد البريطانيين بهزيمة نكراء في عهد الملكة فكتوريا بعد دخول البلاد عام 1839.

ثم جاءت الحرب الأنجلو/أفغانية الثانية عام 1878، عندما رفض أمير البلاد استقبال البعثة الدبلوماسية البريطانية، فشنت بريطانيا حملة عسكرية بجيش قوامه 40 ألفا وأطاحت بعبد الرحمن خان الذي عهد بالعلاقات الخارجية لبريطانيا، حتى جاء الاستقلال عام 1919.

ثم جاء الغزو الروسي عام 1979 لأفغانستان، ولكنه خرج عام 1989 بخفي حنين لدى مواجهته مقاومة شرسة من قبل المجاهدين الذين كانوا يحظون بدعم أميركي.

وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، شنت أميركا وبريطانيا حربا على أفغانستان، وأطاحت بنظام حركة طالبان لتستبدله بنظام حامد كرزاي، ولا تزال الحرب تدور حتى يومنا هذا.

المصدر : تايمز