التنوع الثقافي والانفصال يرعبان بكين

An Armoured Personal Carrier patrols the main square of Urumqi in Xinjiang province July 6, 2009.

الكاتب كامنيغ يعتبر أن قمع الإيغور يعكس خوف بكين العميق من استقلال شنغيانغ (رويترز)

تناولت الصحف البريطانية الأحداث في شنغيانغ باهتمام بالغ، فخصصت افتتاحيتها ومقالاتها لتستنكر ما وصفته بالأحداث الأكثر دموية منذ 20 عاما، وعزت تصعيد الإجراءات الرسمية إلى رفض بكين لأي تنوع ثقافي وخوفها من استقلال تلك المنطقة.

مخاوف من الاستقلال
ففي صحيفة ذي غارديان كتب تشارلز كامينغ مقالا تحت عنوان "شنغيانغ جوهرة في تاج الصين"، ذكر فيه أن قمع الإيغور يعكس الخوف العميق الذي ينتاب الصين من أن الانفصاليين قد يشقون صف الأمة.

ورأى أن الأحداث الأخيرة ليست بجديدة في الصين، متحدثا عما جرى في تسعينيات القرن الماضي سواء في بلدة بارين أو غولجا.

واعتبر أن القمع الصيني للأحداث الأخيرة أمر محتوم طالما أن شنغيانغ هي جوهرة التاج الصيني، لا سيما أنها المصدّ الإستراتيجي بين الصين وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق لأن أراضيها تشكل سدس الأراضي الصينية وهي مصدر غني بالنفط والغاز.

وتابع الكاتب أن النظام الشيوعي قلق إلى حد الجنون من أن تقدم حركة انفصالية منسقة على تحقيق الاستقلال لشنغيانغ وبالتالي تقسيم البلاد.

وأعرب في الختام عن أمله بأن لا تدفع الأقلية الإيغورية بعناصرها ليقعوا في أيدي أصحاب الأيدولوجيات المتعصبة لما قد يتعرضون له من مصير مجهول كما جرى في الأحداث الماضية.

"
 قفاز الحزب الشيوعي المخملي للمساعدات الاقتصادية يخفي قبضة حديدية من القمع الثقافي
"
ذي إندبندنت

الأكثر دموية
فتحت عنوان "الواقع القمعي خلف القناع الجديد للصين" كتبت صحيفة ذي إندبندنت افتتاحيتها لتقول إن ما وصفته بالمجزرة التي وقعت في أورومشي ما هي إلا مؤشر على أن البلاد لم تشهد سوى تغيير بسيط.

وقالت إن ما يحدث في أورومشي شيء مروع، واصفة تلك الأحداث بأنها أكثر الإجراءات الرسمية دموية في الصين منذ 20 عاما.

وتعليقا على اتهام السلطات الصينية لأقلية الإيغور بالانفصال ومحاولتها ربطهم بالقاعدة عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، قالت الصحيفة إن بكين لم تتمكن من تقديم دليل ملموس على ربطهم بجماعات إرهابية في الخارج، كما أنها ليست طرفا بريئا عندما يتعلق الأمر بعلاقاتها مع الإيغور.

وأشارت إلى أن بكين صبت أموالا في مقاطعة شنغيانغ التي شهدت تطورا اقتصاديا في السنوات الأخيرة، غير أن القفاز المخملي للمساعدات الاقتصادية التي يقدمها الحزب الشيوعي يخفي قبضة حديدية من القمع الثقافي.

وخلصت إلى أن الصين أثبتت بعد عقدين من حكم الشيوعيين أنها ما زالت حكومة الفرد المطلق التي لا تتهاون مع التنوع الثقافي داخل حدودها، وهي مستعدة لاستخدام القوة المفرطة ضد شعبها.

ذي غارديان: أعمال العنف رسالة للصينبأن المال ليس الدواء الشافي (رويترز)
ذي غارديان: أعمال العنف رسالة للصينبأن المال ليس الدواء الشافي (رويترز)

المال ليس هو الدواء
أما افتتاحية ذي تايمز فجاءت تحت عنوان "رعشة صينية أخرى" لتقول إن معاملة الصين للإيغور -كما حدث مع التبتيين- تظهر أن قومية هان أيدولوجية لا تجلب الاستقرار أو السلام إلى جميع أرجاء البلاد.

ورجحت الصحيفة أن تكون الخسائر في صفوف المحتجين أكثر من الأرقام الرسمية التي تدور حول مقتل 156 وإصابة 828، مشيرة إلى أن ذلك لا ينم فقط عن خطورة هذا العنف على مدى 20 عاما، بل عن الانتفاضة الثانية ضد السلطات الصينية في منطقة واحدة خلال 18 شهرا.

وأضافت أن ما يجمع الأحداث في التبت وشنغيانغ هو تدفق عناصر من قومية هان على تلك المناطق وسخط الإيغور المسلمين على معاملة السلطات الصينية للإسلام والمسلمين.

واعتبرت الصحيفة أن أعمال العنف يجب أن تكون رسالة للصين بأن المال لن يكون الدواء الشافي، بل لا بد من التعاطي مع ما يشكل مصادر الامتعاض لهذه الأقليات، مشيرة إلى أن الإيغور لا يسعون إلى السيطرة بقدر ما تفعله قومية هان.

وفي الختام قالت ذي تايمز إن هذه الأحداث يجب أن تكون قوة من أجل إحداث التغيير، ولكنها توقعت أن يكون البديل عن ذلك الإنكار والقمع وتجاهل الحقوق الأساسية وحرية التعبير.

المصدر : الصحافة البريطانية