خلاف أميركي عراقي حول الاتفاقية الأمنية

afp : A US soldier looks over a gate as an Iraqi policeman stands by during the last joint patrol in Khan Bani Saad, some 10 kms south of the town of Baquba, on June 28 2009,

جنديان أميركي وعراقي يقومان بآخر دورية مشتركة أواخر يونيو (الفرنسية-أرشيف)

كشفت صحيفة واشنطن بوست عن أن خلافاً نشب بين القادة العسكريين الأميركيين والعراقيين حول تفسير بنود الاتفاقية الأمنية المبرمة بين بلديهما.

ونقلت الصحيفة في عددها اليوم عن مسؤولين أميركيين قولهم إن هذا التباين في تفسير الاتفاقية قد أدى إلى العديد من العراقيل على الأرض، بما في ذلك إقدام جنود عراقيين في بعض الحالات على منع قوافل عسكرية أميركية من المرور عبر نقاط التفتيش.

ومنذ انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية, قامت حكومة بغداد بتقييد تحركات تلك القوات وعملياتها في المناطق الحضرية.

كما حظرت على القادة الميدانيين العراقيين القيام بدوريات مشتركة مع الأميركيين وتوعدت بمعاقبة كل من يساعد القادة العسكريين الأميركيين في تسهيل تحركاتهم.

ويؤكد المسؤولون الأميركيون أن الاتفاقية الأمنية تمنحهم مجالاً واسعاً من الحرية في الأمور المتعلقة بالدفاع عن النفس, لكن العراقيين فسّروا تلك البنود بتزمت, على حد تعبير الصحيفة.

وقد برز هذا الخلاف إلى السطح عندما نقل أحد المخبرين الموثوق بهم إلى مسؤولي المخابرات الأميركية يوم الثلاثاء الماضي أن خلية "متمردين سنيين" تخطط لشن هجوم بمدافع الهاون على قاعدة عسكرية أميركية كبيرة تقع بالقرب من مطار بغداد.

وذكر هذا المخبر أن وابلاً من قذائف الهاون سينهمر على القاعدة في ذلك اليوم

"
حظرت حكومة بغداد على قادتها العسكريين في الميدان القيام بدوريات مشتركة مع الأميركيين وتوعدت بمعاقبة كل من يساعد القادة العسكريين الأميركيين في تسهيل تحركاتهم

"

من مكان قريب من حي العامرية الذي وصفته الصحيفة بالهادئ والذي لم يستخدم نقطة لإطلاق الصواريخ أو لشن هجمات بالهاون منذ عام 2007.

وسرعان ما استنفر القائد الأميركي دوستين نافارو نظيره العراقي في المنطقة الرائد علي عبد الحسين كاظم بخصوص الخطر المتوقع حدوثه ظهيرة الثلاثاء.

فما كان من كاظم إلا أن قام بتعزيز قوته البشرية عند نقاط التفتيش, ونشر جنوده في كل أرجاء الحي وفرض حظراً للتجوال فيه.

ونقل المخبر للمسؤولين الأميركيين أنه بسبب هذا الوجود العسكري المكثف قرر المتمردون إرجاء هجومهم يوماً واحداً.

وفي يوم الأربعاء طلب نافارو من كاظم التكتم على الطريقة التي سترد بها قواته على هذا الخطر, بأن يتركوا المهاجمين يقتربون من نقطة إطلاق القذائف ثم يلقوا القبض عليهم.

ويقول نافارو إن النجاح في رأيه يكون بالحيلولة دون وقوع الهجوم واعتقال الأفراد بالدليل الدامغ.

أما النجاح في منظور كاظم فهو أن ليس ثمة هجوم سيقع أصلاً وأن لا أحد سيعتقل, فكل هجوم أو اعتقال سيعد إخفاقاً من جانبه لأن ذلك يعني أن "قوات العدو وأنظمة الهاون تمكنت من اختراق نقاط التفتيش التي تحت إمرته".

وسردت الصحيفة جانباً من الحوار الذي دار بين القائدين حول السماح لقوة أميركية بمراقبة الموقع المفترض لإطلاق الصواريخ على القاعدة الأميركية.

لكنّ في وقت متأخر من مساء الأحد عاد المخبر بمعلومة جديدة مفادها أن "المتمردين" قرروا تأجيل الهجوم إلى أن يتم كشف القناع عن الجاسوس المزدوج الذي ينقل أخبارهم.

المصدر : واشنطن بوست