فيسك: هل تفتقد القاعدة أيام بوش؟

A reveller fancy dressed as Osama Bin Laden (L) holds an inflatable toy plane next to another reveller dressed as US president George W. Bush during the Galo da Madrugada
سياسات واشنطن ما زالت منقسمة كالعرب (الفرنسية-أرشيف)

استهل روبرت فيسك مقاله بصحيفة إندبندنت بالسؤال: "هل من الممكن أن تكون القاعدة بدأت تفتقد أيام بوش؟".

 
وقال إن الرئيس الأميركي باراك أوباما استقبل في الشرق الأوسط بالمناشدة السعودية المعتادة للمساعدة في ترويض الإسرائيليين، وتهديد أسامة بن لادن المثير بأن أميركا ستدفع ثمن دوره في نزوح مليون لاجئ مسلم في باكستان. ولم يكن من الصعب إدراك سبب تحذير أوباما للعالم بألا يتوقع الكثير من محاولته لإيجاد حوار أفضل مع المسلمين.
 
وعلق الكاتب على رسالة بن لادن بأنها كانت أصرح من كلمات السعوديين المتزلفين. وأضاف أنه بتأييده هجوم الجيش الباكستاني على طالبان في وزيرستان يكون أوباما قد "نثر بذور حقد جديدة ضد أميركا"، وأنه بذلك "يضع أساس حروب طويلة قادمة". وبتأنقه البياني المعتاد حذر بن لادن "الشعب الأميركي من أنهم سيعانون عواقب أعمال أوباما".
 
وتساءل فيسك هل من الممكن أن يكون بن لادن بدأ يفتقد أيام جورج بوش وحربه على الإرهاب أو أن يكون باراك أوباما صاحب الابتسامة العريضة بدأ يفقد القبول لديه أو أن التحسن الطفيف في العلاقات الأميركية العربية أصبح مملا أو أن أوباما لبعض الحظ النكد، قد يروض فعلا الأطماع الاستعمارية لإسرائيل؟
 
ولسخرية القدر فقد كانت مادلين أولبرايت هي التي حددت أيضا، بنفس صراحة بن لادن كما كتبت في نيويورك تايمز، أن خطاب أوباما "لن يستطع مهما كان فصيحا تحرير العلاقات الأميركية الإسلامية من البيئة المضللة للأحداث الحالية مثل العراق وأفغانستان وباكستان…".
 
وقال إن السعوديين أرادوا طبعا أن يتحدثوا عن التهديد الإيراني الشيعي على العالم السني وكذلك رفض بنيامين نتنياهو الرضوخ لمطلب أوباما بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض العربية.
 
وتكهن فيسك بأن كُتاب خطاب أوباما سيحبكون خطابه في مصر اليوم عندما يكتشفون أن الملك عبد الله ما زال حريصا على مبادرة عام 2002 بانسحاب إسرائيلي كامل إلى حدود 1967 في مقابل اعتراف عربي كامل بإسرائيل.
 
وختم فيسك مقاله بأن ترقب خطاب الرئيس أوباما يكاد يكون مؤلما إلى حد كبير لأن سياسات واشنطن، مثل العرب، ما زالت تبدو منقسمة بطريقة محبطة. وبينما يثير سخط الإسرائيليين، يستمر أوباما في إرسال رجاله إلى مقبرة الإمبراطوريات لدحر طالبان، متنصلا من أي مسؤولية نحو مليون لاجئ باكستاني مسلم. والسؤال الحقيقي الوحيد، هو هل سأل أوباما نفسه هذا السؤال: هل العالم الإسلامي موجود فعلا؟
المصدر : الصحافة البريطانية