أوباما وعملية السلام

REUTERS/ U.S. Democratic presidential candidate Senator Barack Obama (D-IL) attends a ceremony in the Hall of Remembrance at Yad Vashem Holocaust memorial in Jerusalem July 23, 2008. Obama began a visit to Jerusalem

الاختبار الحقيقي للنوايا الأميركية حيال السلام ستتضح عقب لقاء أوباما نتنياهو الأسبوع المقبل (رويترز-أرشيف)

كتبب جوناثان فريدلاند مقالا في صحيفة ذي غارديان البريطانية يحذر فيه الرئيس الاميركي باراك أوباما من أن أي خطوة نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط محكوم عليها بالفشل إذا ما كان أوباما مجرد نسخة ذكية لسلفه جورج بوش.

وقال إن إحداث تغيير في المزاج العام أثناء اللقاء المرتقب بين أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الأسبوع المقبل لن يكون كافيا، بل لا بد من إجراء تغيير جذري في الإستراتيجية.

ورغم البرود الذي قد يخيم على اللقاء بين القائدين -حسب الكاتب- نظرا لوجود خلافات حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإن الإسرائيليين لا يبالون بهذا البرود، وكل ما يهمهم هو العلاقة مع واشنطن.

ولكن مع وجود تلك الخلافات، فإن فريدلاند يستبعد أي مواجهة حقيقية بين أوباما ونتنياهو، لا سيما أن الطرفين لا يرغبان بذلك في الوقت الراهن، كما أن نتنياهو يتمتع بمهارة كافية في العلاقات العامة لجعل الأمور تبدو على خير ما يرام.

ويرى الكاتب أن مشكلة الشرق الأوسط لن تحل إذا ما تم تطبيق نهج بوش وإن حظي بمزيد من المهارة، مشيرا إلى أن على أوباما أن لا يكون أوباما من الخارج وبوش من الداخل.

التغييرات

يتعين على أوباما مطالبة نتنياهو بإنهاء توسيع المستوطنات (الجزيرة نت-أرشيف)
يتعين على أوباما مطالبة نتنياهو بإنهاء توسيع المستوطنات (الجزيرة نت-أرشيف)

فأول تغيير يجب إحداثه -يتابع فريدلاند- ينطوي على صنع السلام مع الشعب الفلسطيني كاملا دون التركيز على نصفه، كما فعل بوش حين تجاهل حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ثم الاهتمام بمبادرة السلام العربية التي من شأنها أن تعمل على انكماش الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر توسيع نطاق السلام مع محيط كبير يمكن لإسرائيل حينئذ أن تتوصل إلى تسوية مع حماس التي ستكون مجرد واحدة من أصل 57 دولة إسلامية وعربية تقدم على التسوية مع إسرائيل.

أما أكبر تغيير يجب إجراؤه، حسب الكاتب، فهو الانخراط الأميركي المباشر في صنع السلام خلافا للإدارة السابقة، وذلك عبر رعاية الاجتماعات وتخفيف حدة المخاوف الأمنية الإسرائيلية عبر التعهد بإرسال قوات بقيادة أميركية لمراقبة المناطق التي تخليها إسرائيل.

وعلى عكس بوش الذي شجع النمو الطبيعي في المستوطنات، يتعين على أوباما مطالبة نتنياهو بإنهاء توسيع المستوطنات.

وبما أن كل ما يريده نتنياهو من اللقاء هو التركيز على الملف الإيراني، دعا الكاتب أوباما إلى العمل بشكل متواز على القضيتين (إيران والسلام)، مشيرا إلى أن تحقيقه للتقدم في القضية الفلسطينية من شأنه أن يمنحه دعما واسعا من العالمين العربي والإسلامي لكبح إيران.

ميليباند يثني
وفي هذ الإطار نقلت صحيفة تايمز تصريحات لوزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند قبل لقائه نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، يقول فيها إن خطة أوباما لسلام الشرق الأوسط هي الأفضل منذ اتفاقية كامب ديفد.

وقال إنها الإدارة الأميركية الأولى التي تضع كل ثقلها منذ يومها الأول من أجل عملية السلام، بعد إدارة جيمي كارتر التي رعت محادثات كامب ديفد عام 1987.

وأثنى ميليباند على فريق أوباما لإدراكه أن "السياق الإقليمي" عامل جوهري في تحقيق التسوية التي لا تسمح لإسرائيل أن تعيش بسلام إلى جانب دولة فلسطينية وحسب، بل مع 21 دولة عربية.

وأضاف أن أهم عنصر في مبادرة أوباما أنه الرئيس الأول الذي يقر بأن المصلحة الأميركية تقتضي دعم الدولة الفلسطينية.

الاختبار الحقيقي
وفي هذا الإطار أيضا كتب كبير المعلقين في قسم الشؤون الخارجية بصحيفة تايمز تعليقا يقول فيه إن لقاء أوباما مع نتنياهو الأسبوع المقبل سيكون الاختبار الحقيقي للنوايا الأميركية.

وتساءل برونوين مادوكس عمن سيبدأ أولا، هل هو أوباما الذي يصر على حل الدولتين، أم نتنياهو الذي يتجنب هذا المبدأ؟

ويراهن الكاتب أن أوباما سيكون البادئ في الموافقة على البدء بمحادثات فلسطينية إسرائيلية دون أن ينتزع أي عبارة من نتنياهو.

ونبه إلى أن فريق أوباما حذر بالفعل الحكومة الإسرائيلية من أن حل الدولتين يأتي في صلب الخطط الأميركية في المنطقة.

المصدر : تايمز + غارديان