بلدة أميركية تبدل حلمها إلى كابوس

فقد حوالي 7500 شخص من سكان إحدى البلدات الأميركية وظائفهم منذ أن أعلنت شركة دي.أتش.أل للخدمات البريدية التي يعملون بها الاستغناء عن 9 آلاف وظيفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة أواخر العام الماضي بسبب الأزمة المالية العالمية.
وذكرت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية في عددها اليوم أن بلدة ويلمينغتون بولاية أوهايو هي التي تحملت عبء الأزمة الاقتصادية باعتبارها إحدى المدن الأميركية التي توصف بمدن الشركات لاعتماد سكانها في كسب أرزاقهم على شركة واحدة.
وكان 7500 من سكان البلدة البالغ تعدادهم الكلي 12 ألف نسمة, يعملون في فرز الرسائل وسائقي مركبات وميكانيكيين ومشرفي عمال في دي.أتش.أل عندما أعلنت شركة الشحن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إجراءات بخفض هائل في النفقات في خضم أسوأ أزمة مالية تعصف بالعالم منذ عقود.
وقد تأثرت كل قطاعات الأعمال الصغيرة في هذه البلدة الصغيرة الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة سينسيناتي بالخطوة التي أقدمت عليها الشركة حيث شرعت المستودعات بإغلاق أبوابها وبدأ الناس في مغادرتها.
وقد أعلنت دي.أتش.أل العام الماضي عن نيتها التخلي عن عمليات الشحن داخل الولايات المتحدة لمنافستها الأميركية شركة يو.بي.أس, وذلك بعد خمس سنوات كانت هي الجهة الوحيدة التي توفر عملا للناس في بلدة ويلمينغتون.
ولا يعكس إغلاق الشركة مقرها هناك مدى تأثير الركود العالمي على عملياتها فحسب بل يمثل نهاية لحلم طموح كانت تتوق فيه لمقارعة غريمتيها فيديكس ويو.بي.أس.
وكانت شركة دويتش بوست الألمانية المالكة لدي.أتش.أل قد ضمت إليها في عام 2003 شركة أيربورن إكسبريس, التي تعمل في مجال المناولة الداخلية. وفي أميركا, تضطلع أي.بي.أكس للشحن الجوي التي تتخذ من ويلمينغتون مقرا لها بهذه الخدمة نيابة عن أيربورن إكسبريس.
ويستبد بسكان هذه البلدة الفزع الشديد, فمستقبلهم الذي كانت تتحكم فيه شركة واحدة قد تحطم, وهو مصير ينتظر العديد من مدن الشركات في أميركا طبقا للصحيفة.