إيكونومست: إصلاحيو إيران يخوضون سباقا رئاسيا شرسا

r : Former Iranian President Mohammad Khatami speaks at a ceremony to commemorate his work in Yazd, 700 km (435 miles) south of Tehran in this October 15, 2008 file photo.
انسحاب خاتمي يشعل سباق الرئاسة بين الإصلاحيين والمحافظين في الجمهورية الإسلامية (رويترز-أرشيف)

علقت مجلة بريطانية في عددها الأخير على انتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة في يونيو/ حزيران، والانسحاب المفاجئ للرئيس السابق محمد خاتمي من سباق الترشيح، وما يتبع ذلك من متغيرات في الساحة السياسية.

 
وأشارت إيكونومست إلى الاختلاف الكبير بوجهات النظر حول ما يزعج هجين الديمقراطية الدينية بإيران. فهناك من يريد المزيد من الإسلام، مع إعادة "فرض التزمت" داخليا والجرأة في الشؤون الخارجية. والبعض الآخر يريدون المزيد من الجمهورية، مع توسيع الحريات المدنية وحكومة تركز على تحقيق إنجازات دنيوية "بدلا من تمجيد أبدي".
 
وخارج هذين المعسكرين المعروفين باسم أصحاب المبادئ أو المحافظين والإصلاحيين، هناك معسكر ثالث ضخم ومتنام ينبذ السياسة برمتها، بحكم أن العناصر الدينية غير المنتخبة بالدولة قد صارت من القوة بحيث يتعذر  إزاحتها بالوسائل الدستورية. وفيما يتصل بالمحافظين المهيمنين حاليا بزعامة الرئيس محمود أحمدي نجاد، فإن أي تحد انتخابي لحكمهم يحتاج تعبئة ليس فقط الإصلاحيين الملتزمين بالنهج، بل لأعداد غفيرة من أولئك المحايدين.
 
وقالت المجلة إن المرشح الإصلاحي الذي ينظر إليه على أن لديه إمكانية إثارة شكوك المثبطين هو محمد خاتمي. لكن انسحابه المفاجئ من السباق يثير مخاوف أن صوت الإصلاحيين قد ينقسم مرة أخرى كما حدث عام 2005، مما سمح لأحمدي نجاد بالفوز بسهولة. ورغم أن انسحاب خاتمي يقلص توقعات الإصلاحيين في الحصول على أصوات كثيرة، فإنه لم يقض على آمال التغيير كلها.
 
وفي المقابل أشارت إيكونومست إلى أن ملايين الإيرانيين "يرزحون تحت قيود مضنية" لحريتهم ويلومون أحمدي نجاد على العزلة الدولية لبلدهم، رغم صلابته فيما يتعلق بالأمن الداخلي والإنفاق السخى على مشروعات البنية التحتية وتودده للفقراء، ويهاجمونه بأن وسائله المبذرة قد فاقمت التضخم وأتت على أرباح الثروة المفاجئة التي تكدست لعدة سنوات بسبب ارتفاع أسعار النفط، مما جعل خزائن الدولة خاوية الآن بعد انهيار أسعار سلعة التصدير الرئيسية في إيران.
 
وأضافت أن نقاد الرئيس لا يشملون الإصلاحيين والمنشقين فقط، بل يشمل كثيرا من معسكر المحافظين. وهذا يقود بدوره إلى التكهن بأن المرشد الأعلى قد يؤيد سرا شخصية محافظة منافسة أخرى، ولكن أقل إثارة للجدل، بالنظر إلى حساسيته من القطبية السياسية التي تهدد نظامه الإسلامي مثل محمد قاليباف الذي أثبت أنه إداري ماهر كعمدة طهران، بدلا من أحمدي نجاد.
 
كذلك اقترح بعض المحافظين البارزين حكومة تحالف محافظ لإضعاف دور أحمدي نجاد. وهذه المناورة الهادئة داخل معسكر المحافظين تبرز خوفا من إمكانية انقسامهم هم أيضا، أو أن الإصلاحيين سينجحون بالفعل في تشجيع ناخبين جدد رغم غياب خاتمي.
 
وأشارت المجلة إلى أن أحد المرشحين الإصلاحيين المتبقين حسين موسوي، مشهود له بقدرته على جذب محافظين وليبراليين. وهناك أيضا منافسه الإصلاحي مهدي كروبي رجل الدين الليبرالي ورئيس البرلمان السابق.
 
وختمت إيكونومست باحتمال حدوث الكثير من العراك قبل الانتخابات القادمة، وأن الإصلاحيين سيواجهون معركة شرسة نظرا لهيمنة المحافظين على الناخبين وسيطرتهم على المؤسسات الرئيسية ومهارتهم المعهودة في استغلالها.
المصدر : الصحافة البريطانية