صحف أميركية: الأمن تفوق على الطائفية بانتخابات العراق

afp : Electoral employees start the process of counting the vote following nation wide provincial elections on January 31 2009, in Baghdad's Sadr City district. Millions of Iraqis voted

نيويورك تايمز: أهمية الانتخابات تكمن في مشاركة السنة في العملية السياسية (الفرنسية)

أولت الصحف الأميركية اليوم اهتماما كبيرا للانتخابات العراقية معتبرة أنها حملت في طياتها أهمية كبيرة تجلت في مشاركة السنة وتفوق القضية الأمنية على الطائفية بترجيح كفة الأحزاب العلمانية وحزب الدعوة الحاكم.

كفة المالكي
فقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن حزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والأحزاب العلمانية سجلت انتصارات هامة في انتخابات مجالس المحافظات، وفقا لتقارير أولية.

وإذا ما ثبتت صحة تلك التقارير، كما تقول الصحيفة، فإن موقف المالكي سيتعزز في البرلمان قبل الانتخابات الوطنية المزمع إجراؤها العام المقبل، مشيرة إلى أن حزب الدعوة حظي بالدعم الأكبر في البصرة وبغداد، أكبر المحافظات العراقية والأهم من الناحية السياسية، حسب أطراف سياسية ومسؤولين في الانتخابات فضلوا عدم الكشف عن هويتهم.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن النجاح النسبي للأحزاب العلمانية يعد مؤشرا على أن عددا لا بأس به من العراقيين قد خاب ظنهم في الأحزاب الدينية التي كانت في السلطة ولم تقدم الخدمات المطلوبة.

ورغم تدني معدلات الإقبال في بعض المحافظات مثل الأنبار، كما تقول مفوضية الانتخابات، فإن المشاركة السنية في جميع أنحاء البلاد سجلت معدلا أعلى مما كانت عليه في انتخابات 2005.

وقالت المفوضية إن مستويات الإقبال تعكس الارتباك إزاء إجراءات التصويت وفتور المشاعر لدى الناخبين، فقد كانت هناك شكاوى من أن بعض العراقيين لم يستطيعوا أن يدلوا بأصواتهم سواء بسبب منع التجول أو لعدم إدراج أسمائهم في كشوف الانتخابات.

مسؤولون عراقيون: نسبة الإقبال بلغت 51% (الفرنسية)
مسؤولون عراقيون: نسبة الإقبال بلغت 51% (الفرنسية)

مشكلة المشردين
وفي هذا الإطار كتبت مجلة تايم تحت عنوان "التصويت يجري بسلاسة، ولكن النتائج قصة أخرى" تقول إن قرابة 7.5 ملايين ناخب أدلوا بأصواتهم في وسط وجنوب العراق يوم السبت، بنسبة إقبال بلغت 51%، وفقا لمسؤولين عراقيين.

وأشارت المجلة إلى أن هذه الانتخابات نالت أهمية لدى المسؤولين الأميركيين والعراقيين لأنها قدمت فرصة لمشاركة المجتمع السني الذي قاطعها في انتخابات 2005، في خطوة تهدف إلى الانضمام للعملية السياسية في مناطق يشكلون فيها الأغلبية مثل الأنبار وديالى.

ومضت تقول إن يوم الانتخابات كان اختبارا حقيقيا لقوات الأمن العراقية التي قامت بعمليات أمنية واسعة النطاق لتأمين الشوارع.

غير أن مشكلة الذين شردوا من منازلهم بسبب الاقتتال الطائفي من حيث غياب أسمائهم في الكشوف الانتخابية، لم تحل، فقد قالت ناخبة تدعى أم أحمد إن "العملية كلها فاشلة"، وأضافت "بالتأكيد سنعثر على أدلة تؤكد التزوير، كما أن مشكلة المشردين لم تحل".

الأمن أولوية الناخب
وفي هذا السياق أيضا ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز تحت عنوان "الأمن يتفوق على الطائفية في صناديق الاقتراع"، أن الناخبين -وبعضهم من السنة- أعربوا عن دعمهم لحكومة المالكي "الشيعية" وسط تضاؤل في معدلات العنف.

فقد بدا التردد على شاب "سني" كان يسير بمحاذاة نهر دجلة لدى سؤاله عن الجهة التي أدلى بصوته لها، ولكنه قدم جوابا كان لا يمكن التفكير فيه أثناء الحرب الأهلية الدموية: "رئيس وزرائنا".

ورغم شعور "سني" آخر بالخجل لاختياره، فإنه ألمح إلى رضاه عما أنجزه المالكي، وقال لدى سؤاله عن الشؤون العامة في العراق "حقا إنني أشعر بالسعادة".

وخلصت الصحيفة إلى أن الطائفية بقية قضية لدى العراقيين ولكن في عقول الناخبين فقط حيث تفوق عليها التحسن الأمني الذي جلبه المالكي -سوءا كان ذلك خطأ أم صوابا- إلى مناطق العراق التي كانت تعاني من غياب القانون.

المصدر : الصحافة الأميركية