قمة المناخ.. وماذا بعدها؟

Chinese Director General of the Department of the Climate Change, National Development and Reform Comission Su Wei attends a plenary session at the Bella Center


تساءلت صحيفة بريطانية بشأن مجريات الأمور إثر قمة المناخ، وعن سر عدم رضى الكثيرين عن نتائجها وعن شكلها ومدى الصبغة الإلزامية في فحواها.

وأشارت صنداي تلغراف إلى أن القمة استمرت قرابة أسبوعين واختتمت أعمالها بالعاصمة الدانماركية كوبنهاغن، في ظل أجواء خلافات بشأن مدى التزام الدول بالحد من الانبعاثات الغازية أبرزها الخلاف بين بكين وواشنطن.

ومضت تقول إنه رغم اتفاق دول العالم للمرة الأولى على بذل جهود من شأنها تجنب الآثار الكارثية للتغيرات المناخية على المستوى العالمي، فإن الاتفاق لم يلب طموحات كثير من أمم الأرض.

وأوضحت الصحيفة أنه بينما رغبت بعض الدول الواقعة على جزر منخفضة في الحد من ارتفاع الحرارة لأكثر من درجة ونصف الدرجة المئوية خشية ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات وبالتالي التسبب بإغراقهم، فإن المؤتمرون اتفقوا على درجتين مئويتين.

وأشارت إلى رأي العلماء المتمثل بأن الحفاظ على ارتفاع بالحرارة في حدود درجتين مئويتين، يتطلب الالتزام بخفض الانبعاثات الغازية عبر خفض عدد البيوت البلاستيكية حول العالم بما لا يقل عن 50% بحلول عام 2050.

ومضت إلى أن المؤتمرين اضطروا لتعديل الكلام المحدد الذي يقدمه العلماء بعبارات عائمة مثل "خفض الانبعاثات، وفقا لما يقتضيه العلم".

undefinedظهر البعير
وأما بشأن كيفية الإشراف المستقبلي ومراقبة إجراءات الدول في خفض الانبعاثات الغازية، فقالت صنداي تلغراف إن تلك النقطة مثلت القشة التي كادت تقصف ظهر البعير وتعصف بالقمة برمتها.

وأوضحت أن الصين رفضت السماح لمراقبين دوليين للقيام بالتأكد من جهودها الداخلية لخفض الانبعاثات، رغم إصرار الولايات المتحدة على ضرورة وجود نوع من الإشراف الدولي على الإجراءات الصينية.

وانتهى الاتفاق إلى أن تقوم كل دولة بالإجراءات الكفيلة بخفض الانبعاثات الغازية من تلقاء نفسها شريطة أن تقوم بنشر النتائج الكاملة لجهودها أمام المجتمع الدولي وعلى العلن، بالإضافة إلى إمكانية استخدام الأقمار الصناعية لمراقبة الانبعاثات من الجو.

ورغم وعود بقيام الدول الغنية بتقديم دعم مالي للدول الفقيرة المتأثرة بشكل أكبر بالتغيرات المناخية، فلم ينم الاتفاق عن أي التزامات قانونية، مما أضفى على القمة صفة الاتفاقات السياسية أو شبه السياسية.

وبخصوص عدم رضى الكثيرين عن نتائج القمة، أجابت الصحيفة أن دولا كثيرة مثل كوبا وفنزويلا وبوليفيا ونيكاراغوا كانت عارضت الاتفاق واعتبرته "مؤامرة رأسمالية" قبل أن تسمح أخيرا للأمم المتحدة بتمرير الاتفاق.

ومضت إلى أن الشعوب القاطنة لأراض منخفضة تخشى من ارتفاع منسوب المياه ونتائجه الكارثية، وأما واشنطن فارتأت أن بكين تحاول التملص من أي التزام قانوني أو اتفاق ملزم لخفض الانبعاثات الغازية الصينية، وأما الخطط البريطانية للوصول لاتفاق دولي قوي بشأن التغيرات المناخية فتبخرت في الهواء.

"
المفاوضون بشأن التغيرات المناخية يلتقون في بون الألمانية يونيو/ حزيران المقبل، وأما مؤتمرهم السنوي فسيكون بالمكسيك مع نهاية العام نفسه 
"

أفعال محسوسة
وأما بشأن الخطوات التالية للاتفاق، فقالت الصحيفة إن اجتماعات ستجري خلال الـ12 شهرا المقبلة في سبيل إكساب الاتفاقات مزيدا من الصدقية والإلزامية، في ظل استمرار الدفع البريطاني تجاه تحويل كلمات الاتفاقات إلى أفعال محسوسة على الأرض مما يتطلب اجتماع القادة في قمة أخرى قادمة.

ومضت بالقول إن الضغط سيستمر على الدول الغنية لتشجيعها على خفض انبعاثاتها، في ظل وعد أوروبي بخفض ما نسبته 20% من الانبعاثات الغازية بحلول عام 2020 بالمقارنة مع معدلاتها عام 1999.

واختتمت صنداي تلغراف بأن الاتحاد الأوروبي قد يخفض انبعاثاته بنسبة 30% إذا حذت الدول الأخرى حذوه، وأما بريطانيا فوعدت بخفضها بنسبة تصل 42%.

وذكرت أن المفاوضين بشأن التغيرات المناخية سيلتقون في بون في يونيو/ حزيران المقبل، وأما مؤتمرهم السنوي فسيعقد بالمكسيك مع نهاية العام نفسه.

المصدر : تلغراف