ماذا يمكن لأميركا تعلمه من الصين؟

عقدت مجلة أميركية نوعا من المقارنة بين حال الصين على ما هي عليه من قوة ونماء، وحال الولايات المتحدة المثقلة بالأزمات، وقالت إنه بينما بات ينظر إلى الصين كقوة عظمى صاعدة، فإن أميركا تبدو هرمة ثقيلة الخطى وقد أصابتها فجأة أمراض الشيخوخة وسيطرت عليها المخاوف الاقتصادية وعصفت بها الأزمات من كل حدب وصوب.
وأشارت تايم إلى زيارة الرئيس باراك أوباما وهي الأولى إلى الصين يوم 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وإلى المواضيع المتعددة التي ناقشها ونظيره هو جينتاو، أبرزت أشياء قالت إنه يمكن لواشنطن تعلمها من بكين.
وأضافت أن الزيارة جاءت في فترة نفضت فيها الصين غبار خمسة آلاف عام من عبء تاريخها، وانطلقت ناشطة يحدوها أمل وتفاؤل بميادين التجريب والتنمية، لدرجة استعصت فيها أن تقع فريسة سهلة للأزمة المالية التي عصفت بمعظم بقاع العالم.
وقالت أيضا إن الصين يحدوها الطموح الجامح في بناء المشاريع العملاقة مثل شبكات خطوط السكك الحديدية السريعة التي تمتد في بعض حالاتها إلى أكثر من 16 ألف كيلومتر شمال شرقي البلاد، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لم تنفق على البنية التحتية سوى 144 مليار دولار من أصل 787 مليارا التي أقرها الكونغرس خطة للحفيز الاقتصادي.

خطى للأمام
ومضت إلى القول إنه يمكن للولايات المتحدة أن تتعلم شيئا هاما من الصين والذي يتمثل في وضع الأهداف الإستراتيجية والخطط التي تأخذ البلاد خطى إلى الأمام، وليس أدل مثال على ذلك من خطط الصينيين بناء الجسور والطرق السريعة التي تساعد على التطور والنمو في البلاد.
وأما في مجال القضايا التعليمية، فأشارت تايم إلى أن الصين سبقت الولايات المتحدة في نسبة التعليم، حيث بلغت 90% عند الصينيين مقابل 86% للأميركيين، مشيرة إلى أن الصينيين لا يتعلمون القراءة والكتابة فقط وإنما يتعلمون الرياضيات والعلوم ومواضيع أخرى غيرها، وأن أبناء الصينيين باتوا يتفوقون على نظرائهم الأميركيين.
وقالت المجلة إنه يجدر بالأميركيين تعلم رعاية كبار السن من الصينيين، مشيرة إلى أنه بينما يودع الأميركي والديه دور العجزة، يشعر الصيني بالعار إزاء ذلك الفعل، مضيفة أن الصينيين يسيرون على قاعدة "يربي الآباء الأبناء في صغرهم ليرعى الأبناء الآباء عند الكِبر".
كما يحتاج الأميركيون إلى تعلم عادة توفير "القرش الأبيض لليوم الأسود" وفي حين لا تبلغ نسبة التوفير لدى الأميركيين سوى 6% فإنها تصل عند الصينيين إلى أكثر من 20%.
ولعل الشيء الأهم الذي ينبغي للأميركيين تعلمه من الصينيين ذلك الذي يتمثل في بعد النظر والتطلع إلى ما بعد الأفق، حيث أشارت تايم إلى النشاط والحيوية التي يلحظها الزائر إلى الصين، مضيفة أنه لا بد وأن أوباما لاحظها أثناء زيارته أيضا.
واختتمت تايم بالقول إن الصين تسعى جاهدة لتنمية البلاد بشتى الميادين والمجالات، في اللحظة التي تغرق فيها الولايات المتحدة في ركود اقتصادي لم تشهد مثيلا له منذ أكثر من 26 عاما.