إذا استقال عباس فهل يخلفه دويك؟

إذا نفذ الرئيس الفلسطيني محمود عباس تهديده بالتنحي, فإن الرجل الذي سيخلفه حسب دستور السلطة الفلسطينية هو القائد البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز دويك, هذا ما قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن كبير مفاوضي السلام الفلسطينيين صائب عريقات ما فتئ يكرره في الفترة الأخيرة.
وكانت إسرائيل قد أطلقت سراح دويك هذا الصيف بعد أن احتجزته ثلاث سنوات إثر أسر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
ويتحدث دويك بلغة إنجليزية رائعة ويحمل شهادة دكتوراه في التخطيط العمراني من جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة.
ويرى كثير من الفلسطينيين أن محمود عباس قد انتهت فترته الرئاسية فعليا بداية عام 2009 وأن دويك هو الذي يفترض أن يحل محله.
ويؤكد دويك في مقابلة مع كريستيان ساينس مونيتور أجرتها معه في بيته بمدينة الخليل أن مدة أبي مازن الرئاسية قد انتهت منذ وقت, مشيرا إلى أنه "لو قدم طعنا أمام المحكمة الدستورية في أحقية عباس في الاستمرار بالسلطة لخسر".
ويصر دويك على أنه غير حريص على تبوؤ المنصب الأعلى في السلطة الفلسطينية لأن المهم بالنسبة له هو "العمل على تحقيق المصالحة بين حركتي حماس وفتح, من أجل ترتيب البيت الفلسطيني كي يتعزز الموقف الفلسطيني بمباحثات السلام".
ويقول دويك إنه بوصفه عضوا في حماس وبحسب تصوره الشخصي لا يرى أن العنف هو الحل, وإنه يعتبر نفسه جسرا بين فتح وحماس.
ويرى رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أن هناك مسألتين جوهريتين تعوقان توصل الحركتين إلى اتفاق مصالحة نهائي, هما أولا إعادة أكثر من ألف شخص محسوبين على حماس إلى وظائفهم التي طردوا منها في المؤسسات التعليمية والدوائر الحكومية, وثانيا إطلاق سراح 900 معتقل من حماس في سجون السلطة الفلسطينية.
فحماس لا يمكنها –حسب دويك- أن توقع على اتفاق لا يتضمن تلبية هذين الطلبين, إذ إن ذلك سيعني بيعها لشعبها وتخليها عنه, على حد تعبيره.
ويدعو دويك إلى العمل على حل القضية الفلسطينية بالطرق السلمية قائلا "إذا كان بمقدورنا أن نحل صراعا بالطرق السمية, فلماذا اللجوء إلى العنف لحله؟".
ورغم تديّنه, فإن الصحيفة تقول إن رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني يبتعد عن الانتقادات اللاذعة الذي يتوقعها الغربيون من أمثاله.
وتنقل الصحيفة عن أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس في القدس الشرقية محمد أسد عواوي قوله إن دويك يشتهر بتوازنه وكاريزميته, بل يعرف عنه انتقاده لبعض تصرفات حماس غير المدروسة, ولذلك فإن أمامه فرصة جيدة للفوز بحقيبة حكومية في الانتخابات القادمة.
ويحذّر عواوي فتح من مغبة التلاعب بالقانون عبر تطبيقه والانصياع له إذا كان ذلك يخدم مصالحها الخاصة والتخلي عنه والتلاعب به إذا كان يخدم خصومها.