صحيفتان بريطانيتان تنقلان مشاهدات من مآسي غزة

أوردت كل من صحيفتي غارديان وذي إندبندنت البريطانيتين ما جاء في مفكرتين لصحفيين فلسطينيين في غزة وصفا فيهما ما لحق بأسرهما وأصدقائهما من مآس, مبرزين الدمار الكبير الذي لحق بالقطاع ومعاناة عشرات الآلاف من السكان الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بالقصف المستمر على رؤوسهم قبيل بدء الهجوم البري على غزة.
فتحت عنوان "هل يستمتع الطيارون الإسرائيليون بقتل الأطفال والنساء الأبرياء؟" رصدت الصحفية فداء قشطة في ذي إندبندنت تطورات القصف يوما بعد يوم.
أما الصحفي محمد دواس فقد أوردت غارديان بعض ما جاء في مفكرته التي اختار لها عنوان "الحياة بغزة.. جوع وبرد ورعب".
فداء وصفت كيف تلقت نبأ قصف احتفال تخرج أفراد الشرطة في أول يوم للقصف عندما كانت تزور إحدى صديقاتها, قائلة إن كثيرا من الناس هرعوا إلى الموقع للاطمئنان على ذويهم لكنهم صدموا بشدة عندما اكتشفوا حجم الفاجعة: جثث ودمار وأشلاء في كل مكان من أكاديمية الشرطة التي دمرت على رؤوس من فيها.
وتستمر في وصفها لما يجري يوميا قرب بيتها الذي اهتز في إحدى المرات من قوة انفجار استهدف صيدلية على بعد ستين مترا, مستهجنة قصف إسرائيل مثل هذه الأهداف.
وتنقل عن جارتها أم محمد قولها تعليقا على هذا الانفجار "القوات الإسرائيلية تهاجم كل شيء، لقد جن جنونها، وقطاع غزة سيموت, سيموت! كنا نائمين ولم يوقظنا إلا الصوت الهائل للانفجار, ولم يكن أي منا يرى الآخر لكثافة الغبار المنبعث بسبب التفجير، واعتقدنا في البداية أن بيتنا قد دمر, ماذا أقول؟ لقد رأيت الأمر بأم عينيك, ما ذنبنا؟ هل نحن إرهابيون؟ أنا لا أمتلك بندقية ولا ابنتي تمتلك واحدة".
وتتوالى الأيام، وتستمر فداء في وصف المأساة فتنتقل إلى مستشفى رفح لتنقل عددا من القصص المأساوية لأطفال ورجال ونساء مذهولين ومذعورين من هول ما أصابهم وأصاب ذويهم.
ولا يختلف ما جاء في مفكرة طواس كثيرا عما دونته قشطة, غير أن دواس اضطر إلى التجوال في القطاع بحثا عن مكان يؤمن فيه أطفاله بعد أن انتابه هو وجيرانه الذعر من البقاء في البناية التي كانوا يقيمون فيها لأنها تقع على مقربة من مسجد ولا يدرون متى يقصفه الإسرائيليون كما قصفوا غيره من المساجد, ولخص ما يجري في غزة بالقول "الحياة في غزة جوع وبرد وذعر".