الغزيون برام الله.. الهواتف على الآذان والعيون على الجزيرة

r : Palestinians look at a house destroyed after an Israeli air strike in Rafah in the southern Gaza Strip December 31, 2008. Israel on Wednesday rebuffed French calls for a 48-

يتابع أهل غزة المقيمون في رام الله أخبار أهلهم وأصدقائهم الموجودين في غزة عن طريق الهاتف وقناة الجزيرة، وهم مستعدون لأن يدفعوا كل ما يملكون من أجل أن يذهبوا إليهم رغم الخوف والخطر تحت الطائرات الإسرائيلية التي تقصف غزة ليل نهار.

ورغم أن هؤلاء الغزيين الموجودين في رام الله ليسوا مجانين ولا انتحاريين فإن بعضهم مستعد لأن يدفع كل ما يملك للذهاب إلى غزة حتى يطمئن على أهله وأصدقائه ويعيش معهم القصف والخوف.

جاء هذا الكلام في تقرير لصحيفة لوموند من غزة تحدث فيه المراسل إلى أريج حجازي (36 عاما) التي تقول إنها تعرف أن "الأمر فيه مفارقة ولكنني هناك في غزة أشعر أنني سأكون أفضل بكثير".

وقالت الصحيفة إن أريج وآخرين غيرها جاؤوا من غزة وأصبحوا الآن يعيشون في رام الله يعيشون الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة وهم ملتصقون بهواتفهم وعيونهم على الجزيرة، كما لو كان ضرب غزة عدوانا عليهم واختطافا لجزء مهم من ذاكرتهم.

وقالت أريج التي تعمل في منظمة دولية للصحيفة إنها تتصل بأهلها في رفح جنوب قطاع غزة نحو عشرين مرة في اليوم، لأن أهلها المحرومين من الكهرباء لا يستطيعون مشاهدة التلفاز، وكلما سمعوا انفجارا يتصلون بها لتخبرهم عما يحدث، "إنهم خائفون، فالموت في كل مكان".

وأضافت أنها في يوم الاثنين الماضي عندما كانت تتابع قناة الجزيرة التي تنقل الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة أولا بأول، رأت دخانا كثيفا يتصاعد من وسط غزة فعرفت على الفور أنه يتصاعد من قرب منزل خالها (أو عمها) فبادرت بالاتصال فتلقاها الصراخ والعويل من الطرف الآخر ولكن أسرة خالها لم تصب بأذى، لذلك فهي تعيش خوفا دائما.

"
المقصود ليس تدمير حماس كما تقول إسرائيل كما اعتقدنا في البداية بل المقصود تدميرنا جميعا
"
أريج/لوموند

ذكريات تحترق
ومثل أريج حسن بلوي وهو موظف سام كان يعمل في غزة منذ 1994 وغادرها للعمل في رام الله فهو يتألم لخراب "هذه الوزارات التي بنيناها بأيدينا" كما يقول.

أما عالية فهي تتابع أخبار أخويها الموجودين في غزة عن طريق الهاتف وقناة الجزيرة، وتقول إنهما يبيتان مع أولادهما في الممر محرومين من الكهرباء ولا يدرون هل سيجدون غذاء وماء غدا.

وأضافت أن أخويها يقولان وهي تنصت لهما، "فليقتلنا الإسرائيليون نحن أموات في الحقيقة"، دون أن يكون لديها سوى شعور مدمر بالعجز والغضب من هؤلاء الإسرائيليين الذين يمنعون التنقل بين رام الله وغزة.

وهكذا يشعر كل الغزيين الذين يعيشون في غزة "بأنهم يدمرون موطن طفولتي وأنا لا أستطيع أن أتحرك" كما تقول أريج، مضيفة أن "المقصود ليس تدمير حماس كما تقول إسرائيل وكما اعتقدنا في البداية بل المقصود تدميرنا جميعا".

المصدر : لوموند