ألعاب بكين فرصة لتعزيز العلاقات بين أميركا والصين

أولمبيات ألعاب بكين يمكن أن تعزز العلاقات بين أميركا والصين
كتبت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور في افتتاحيتها اليوم أن أولمبياد الألعاب الصيفية في بكين يمكن أن تكون فرصة كبيرة لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة.
 
فقد أظهر استطلاع للرأي في نهاية العام الماضي حول المواقف الأميركية والصينية أجرته منظمة تسعى لتحسين التفاهم عبر الباسفيك، أن شعبي البلدين يؤيدان الأهمية المتنامية للعلاقات الأميركية الصينية.
 
وبين الاستطلاع أن 52% من الأميركيين يحملون آراء إيجابية عن الصين، بينما حمل 60% من الصينيين آراء إيجابية عن أميركا. وهكذا يبدو أن الأميركيين يسبقون قيادتهم في التسليم بفوائد وجود علاقة قوية بين البلدين.
فقد بين الاستطلاع أن الشعب الأميركي أولى عناية أكبر بالصين من نوابه.
 
ورغم السلبية السائدة بين المسؤولين في البرلمان الأميركي تجاه الصين، هناك كما يبدو تفهم ملحوظ من جانب الأميركيين، على سبيل المثال، لكون الازدهار الصناعي في الصين قد وفر لهم بضائع استهلاكية منخفضة التكلفة.
 
 لكن هذا الأمل يشوبه الخوف من الصين كتهديد اقتصادي وعسكري. وهنا قال 75% من الأميركيين إن الصين تسبب خسائر في الوظائف في الولايات المتحدة، ونفس النسبة أبدت قلقها من التقدم العسكري للصين.
 
وقالت واشنطن بوست إن الانتباه الذي ولدته ألعاب الأولمبياد يمكن أن يشكل تفهما أفضل للصين الحديثة. فقد أشار كثير من المراقبين إلى أن مفاهيم الحرب الباردة للصين ما زالت عالقة في ذهن إدارة الولايات المتحدة، رغم الحقيقة بأن الصين كدولة قد تغيرت كثيرا. فالخوف من الصين قد يؤدي إلى الشك في الأميركيين من أصل صيني.
 
وقال المراقبون إن هناك اعترافا متناميا بأن العلاقات الأميركية الصينية أهم علاقات ثنائية في العصر الحالي، لما لها من إمكانات الاستمرار. فعلى خلاف الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، فإن الصين لا تشكل تحديا أيديولوجيا للغرب. والعلاقات الاقتصادية كونت رابطة قوية بين الشعبين والنزاع العسكري يمكن تفاديه في ظل علاقة جيدة بين واشنطن وبكين.
 
ومن أجل الوصول لمثل هذه العلاقة، رأت الصحيفة أنه يتعين على واشنطن أن تتبع نهجا بناء مع بكين في صورة حوار إستراتيجي في مجالات التجارة والبيئة واستهلاك الطاقة ومكافحة الإرهاب ومنع انتشار الأسلحة النووية. وأن على كلا البلدين أن يزيدا من الاتصال الشخصي، سواء بين الطلبة أو المعلمين أو القيادات الحكومية أو الصحفيين أو غيرهم.
 
وتفاءلت واشنطن بوست في النهاية بأن الألعاب الأولمبية، بكل أبهتها ودراميتها، يمكن أن تكسر جدران سوء الفهم وتعمل على دمج الصين في المجتمع الدولي, ليس لصالح أميركا والصين فقط، بل لصالح العالم أجمع.
المصدر : الصحافة الأميركية