الشك المتبادل يضر بالعلاقات الباكستانية الأميركية

نقلت صحيفة بريطانية عن مسؤولين أميركيين وباكستانيين قولهم إن الولايات المتحدة تحاول جاهدة أن تقيم علاقات جيدة مع الحكومة الباكستانية المنتخبة ديمقراطيا، رغم التأزم الحاصل الآن في وزارة الدفاع الأميركية والجيش الباكستاني.
فايننشال تايمز قالت إن المسؤولين الباكستانيين يتهمون الولايات المتحدة بأنها اتخذت بلدهم وسيلة لتحقيق غايات محددة، وذلك على مدار عقود دون إعطاء قيمة حقيقية للعلاقات الثنائية بين البلدين, بينما تأخذ واشنطن على الحكومة الباكستانية موقفها من المتشددين الإسلاميين.
وأكثر ما يقلق الأميركيين هو مفاوضات السلام التي تجريها إسلام آباد مع القائد القبلي بيت الله محسود الذي تتهم القوات التابعة له بالمسؤولية عن مقتل رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو وعن هجمات كثيرة في باكستان, حسب الصحيفة.
أما الجيش الباكستاني فهو غاضب من إقدام طائرات أميركية على قصف مواقع له محاذية للحدود مع أفغانستان، ما أسفر عن مقتل 11 جنديا باكستانيا.
الصحيفة قالت إن مسؤولا أميركيا رفض الأسبوع الماضي وصف علاقات بلاده بواشنطن بالجيدة، مكتفيا بالقول "إنها علاقة مهمة نود أن نعززها معا".
يقول رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأميركي جو بيدن بالنسبة للأميركيين يرون أنهم أنفقوا مليارات الدولارات (لتحسين العلاقة مع باكستان)، لكنهم لم يحصلوا مقابل ذلك إلا على اليسير.
أما الباكستانيون فإنهم يعتبرون واشنطن "حليفا لا يمكن أن يعول عليه, إذ سيتخلى عن بلادهم في الوقت الذي يناسبه".
ونقلت الصحيفة عن الخبيرة في الشؤون الباكستانية بمركز "هريتادج فاونديشن" للدراسات ليزا كيرتس قولها إن كبار الضباط الأميركيين الذين خدموا في أفغانستان يؤيدون وضع شروط على تقديم المساعدات العسكرية لباكستان، كما يعربون عن انزعاجهم الشديد من صفقات السلام التي تحاول الحكومة الباكستانية إبرامها في المناطق القبلية.
وحسب فايننشال تايمز فإن الولايات المتحدة قد ركزت في السنوات الأخيرة على تمتين علاقاتها بالرئيس الباكستاني برويز مشرف, غير أن الأخير لم يعد له دور كبير منذ عودة باكستان إلى الديمقراطية.