تقرير أممي: الحصار يضع غزة على حافة أزمة غذاء خطيرة

أيقونة الصحافة البريطانية

أبرزت الصحف البريطانية اليوم السبت الوضع الاقتصادي المزري في غزة والضفة الغربية، وركزت كذلك على محادثات السلام في اجتماعات اللجنة الرباعية التي تعقد هذه الأيام في لندن، وسط شكوك فلسطينية وإسرائيلية بنجاعة أي اتفاق سلام.

"
الفقر المدقع وفقد الأمن الغذائي في أوساط زهاء 1.5 مليون نسمة في غزة، وصلا إلى مستوى غير مسبوق من الخطورة، لذلك هناك حاجة ماسة إلى المساعدة العاجلة لتجنب أزمة غذاء خطيرة في الأراضي الفلسطينية
"
تقرير أممي/ذي إندبندنت

مستويات غير مسبوقة
ذكرت صحيفة ذي إندبندنت نقلا عن تقرير أممي لم ينشر، أن الفقر المدقع وفقد الأمن الغذائي في أوساط زهاء 1.5 مليون نسمة في غزة، وصلا إلى مستوى غير مسبوق من الخطورة، وأشار التقرير لحاجة هؤلاء إلى "المساعدة العاجلة" لتجنب "أزمة غذاء خطيرة" في الأراضي الفلسطينية.

وقالت الصحيفة إن التقرير الذي يكشف عن أن سكان غزة تجاوزوا المستوى الدولي المتفق عليه الذي يتطلب إجراءات منسقة لمنع التدهور في التغذية، قد تمت صياغته قبيل مؤتمر المانحين الذي سيناقش اليوم في لندن المشاهد السياسية والاقتصادية الفلسطينية.

وبعد أن أظهر التقرير أن الفلسطينيين يضطرون لإنفاق النصيب الأكبر من دخولهم المتراجعة على الطعام، كشف عن أن نسبة الإنفاق على الطعام بلغت 66% من دخولهم، أي أكثر بقليل من النسبة المسجلة في الصومال وهي 61%.

ويوضح التقرير الذي جاء من ثلاث وكالات دولية -برنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الزراعة والغذاء ووكالة اللاجئين (الأونروا)- أن إنفاق مثل تلك النسبة مؤشر أساسي على الفقر المدقع، لأن الفقراء في العالم يضطرون لإنفاق معظم دخولهم على الطعام، خلافا للأغنياء الذين تذهب أموالهم على الكماليات والرعاية الصحية والتنقل والملابس.

وتبين النتائج أيضا أن هذه المستويات من الفقر التي تعد الأعلى في الشرق الأوسط وتبلغ 73% في أوساط الأكثر فقرا في غزة، ليست بعيدة كثيرا عن النسب في الضفة الغربية البالغة 58%، كما تشير إلى أن الفلسطينيين بشكل عام باتوا "أكثر هشاشة" للزيادة المفرطة في أسعار المواد التموينية على مستوى العالم، فضلا عن عوامل محلية أهمها الحصار الاقتصادي الذي تفرضه إسرائيل على غزة.

ضغوط على إسرائيل
وفي إطار هذه القضية، قالت صحيفة ذي غارديان تحت عنوان "الضغط يزداد على إسرائيل في محدثات السلام بلندن" إن إسرائيل تواجه ضغوطا عربية ودولية متناغمة تطالبها بتجميد نشاطها الاستيطاني في الضفة الغربية وتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة.

وجاء ذلك في محادثات اللجنة الرباعية أمس التي شعرت بالدهشة لتدهور الوضع على الأرض، وتقهقر الآمال بإمكانية إبرام صفقة سلام مع نهاية هذا العام.

فكان قرار الكويت تقديم ثمانين مليون دولار لتمويل السلطة الفلسطينية "المدعومة غربيا" واحدا من النقاط المضيئة القليلة في المحادثات التي أجريت على مستوى عال في لندن.

ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها إن تحقيق التهدئة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ممكن، في ظل توقعات بإرسال مصر مبعوثها -رئيس المخابرات- الأسبوع المقبل إلى إسرائيل حاملا في جعبته حزمة من شأنها أن تنهي أشهرا من الصراع، وأن تؤدي إلى إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس.

غير أن الصحيفة وصفت الأجواء العامة في المحادثات بأنها قاتمة، مستشهدة بما أعرب عنه رئيس الوزراء السابق ومندوب الرباعية حاليا توني بلير من إحباط، وكذلك بما صدر عن الأمير سعود الفيصل من تحذير حين قال إن "هناك العديد من المخاطر في الأفق".

"
مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون شككوا في نجاعة أي اتفاق سلام يتم التوصل إليه قبل ديسمبر/كانون الأول ما لم يكن هناك تغيير في الوضع السياسي
"
ديلي تلغراف

شكوك فلسطينية وإسرائيلية
صحيفة ديلي تلغراف اهتمت باجتماعات الرباعية، وقالت إن قادة تلك اللجنة وضعوا سلسلة من المطالب أمام إسرائيل لتنفيذها، بهدف تحسين حياة الفلسطينيين اليومية في الضفة الغربية، وبالتالي تقوية رئيس السلطة محمود عباس، وتقويض حماس في الوقت نفسه.

غير أن مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين شككوا في نجاعة أي اتفاق سلام يتم التوصل إليه قبل ديسمبر/كانون الأول ما لم يكن هناك تغيير في الوضع السياسي.

ورأت الصحيفة أن الشعور العام هو أنه لا رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ولا عباس قادر على تفعيل أي اتفاقية سلام والإيفاء بالتزاماتها.

مسؤول إسرائيلي رفيع علق على تجميد المستوطنات قائلا إن ما سماه "النمو الطبيعي" داخل المستوطنات سيستمر رغم مخاوف الرباعية، معللا ذلك بأن البناء يجري داخل حدود المستوطنة ولن يكون هناك استيلاء على الأراضي المحيطة.

المصدر : الصحافة البريطانية