حلم العودة يداعب المهاجرين العراقيين بأميركا

أيقونة الصحافة الاميركية

استحوذت أحداث العراق وتداعياتها على صناع السياسة والقرار في واشنطن على اهتمام كبريات الصحف الأميركية الصادرة صباح الخميس، وطغت حتى على جولة الرئيس الأميركي جورج بوش الحالية بمنطقة الشرق الأوسط.

"
أميركا التي كانت تعني لأصحاب الدخل المنخفض من المهاجرين العراقيين الأمن والراتب الجيد، أضحت مصدرا لخيبة الأمل
"
ذي كريستيان ساينس مونيتور

حلم العودة
تناولت صحيفة ذي كريستيان مونيتور معاناة اللاجئين العراقيين في الولايات المتحدة وتطلعهم للعودة لبلدهم، فقالت إن الحلم الأميركي لم يعد في نظر هؤلاء ذلك الذي كانوا يتطلعون إليه.

فأميركا التي كانت تعني عند أصحاب الدخل المنخفض منهم الأمن والراتب الجيد أضحت مصدرا لخيبة الأمل للكثير من العراقيين ذوي الأجور العالية حتى الآن على الأقل.

فالحواجز اللغوية وسوق العمل القاصرة على الوظائف الوضيعة هي على ما يبدو العوامل الرئيسية لتلك الإحباطات، كما ترى الصحيفة.

ويقول مدير برنامج الهجرة واللاجئين بمنظمة خدمات عالم الكنائس جوزيف روبرسون إن توقعات هؤلاء اللاجئين عند مجيئهم إلى الولايات المتحدة "قد لا تتماشى أحيانا مع الواقع السائد".

وتضيف الصحيفة أنه إزاء هذا الواقع الكئيب يأمل العديد منهم في العودة إلى الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تستقبل لاجئين أكثر من أي دولة أخرى.

بلاك ووتر مرة أخرى
ما زالت تجاوزات شركة بلاك ووتر الأمنية الأميركية العاملة في العراق تثير علامات الاستفهام لدى الصحافة الأميركية. فقد اتهمت صحيفة ذي نيويورك تايمز الشركة باستخدامها غاز "سي أس" ضد مدنيين عراقيين وبعض الجنود الأميركيين في العام 2005.

وتورد الصحيفة القصة التي حدثت في مايو/أيار 2005 حيث نثرت طائرة مروحية كانت تحلق فوق نقطة تفتيش عند بوابة المنطقة الخضراء ببغداد فجأة غاز "سي أس"، الذي يشبه الغاز المسيل للدموع، على جمهرة من المدنيين العراقيين وأفراد من الجيش الأميركي فأصاب بعضا من السائقين والمارة و 10 جنود أميركيين على الأقل بالعمى المؤقت.

وقالت الصحيفة إن هذه المادة الكيماوية التي تستخدم في تفريق أعمال الشغب لا يمكن حتى للجيش الأميركي في العراق استعمالها إلا وفق شروط صارمة وبموافقة كبار القادة العسكريين.

ويسبب هذا الغاز حروقا وحكة في الجلد وسعالا وصعوبة في التنفس ودموعا في العيون وربما غثيانا وقيئا.

غير أن بلاك ووتر تقول إنه مصرح لها حمل غاز "سي أس" بموجب عقد أبرمته آنذاك مع وزارة الخارجية الأميركية التي نفت على لسان أحد مسؤوليها أن يكون العقد قد نص على السماح للعاملين بالشركة بحمل أو استخدام تلك المادة الكيماوية رغم أنه لم يحرمها.

ونقلت الصحيفة عن ضباط وضباط صف من الفرقة الثالثة مشاة بالجيش الأميركي قولهم إن حادث إطلاق الغاز حدث بينما كان رتل من سيارات تابعة لبلاك ووتر متوقفا في البوابة بسبب ازدحام حركة السير -على ما يبدو- وربما لهذا السبب حاولوا استخدام غاز تفريق أعمال الشغب لإفساح الطريق لسياراتهم للمرور.

بيد أن الناطقة باسم بلاك ووتر آن تيريل قالت إن غاز "سي أس" أطلق عن طريق الخطأ.

ثمن الخروج

"
البعض يعتقد أن عبارة الحلول العراقية تنطوي على رغبة أميركية مريبة في غض الطرف عن الطائفية والعنف السياسي ومشاكل كثيرة محجوبة
"
واشنطن بوست

وفي موضوع آخر يتعلق بالشأن العراقي, كتبت صحيفة واشنطن بوست تقول إن الولايات المتحدة تعكف حاليا وبهدوء على إجراء تغيير في سياستها تجاه العراق.

فبعد محاولات فاشلة لا حصر لها لدفع العراقيين صوب العديد من الغايات السياسية والاقتصادية والأمنية، قرر المسؤولون الأميركيون أن يتركوا للعراقيين حل بعض مشاكلهم بأنفسهم.

والمسؤولون بدءا بقائد الجيش الأميركي في العراق الجنرال ديفد بتراوس وسفير واشنطن لدى بغداد رايان كروكر إلى عمال الإغاثة، كلهم أعربوا عن استعدادهم للرجوع إلى الوراء ومدّ يد العون للعراقيين لإيجاد حلول لمشاكلهم.

ونوهت الصحيفة إلى أن الجيش الميركي أشاد بحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي لاعترافها بعدم استعدادها بعد لتولي شؤون الأمن في كثير من أجزاء العراق واعتبارها في الوقت ذاته ما يجري في البصرة ومعظم مناطق الجنوب مشكلة عراقية.

 ويرى بعض المراقبين في توجه واشنطن نوعا من الواقعية الجديدة، لكن البعض الآخر يعتقد أن عبارة "الحلول العراقية" تنطوي على رغبة أميركية مريبة في غض الطرف عن الطائفية والعنف السياسي ومشاكل كثيرة محجوبة إذا كان ذلك ثمنا لخروج الولايات المتحدة من العراق.

المصدر : الصحافة الأميركية