الأميركيون حزينون لعجز قائدهم عن توصيف العراق

مازالت تقارير التقييم والخطب الخاصة بالعراق في واشنطن تجد أصداء لدى الصحف الأميركية اليوم الأحد، فنشرت مقالا يقر فيه بعجز بوش ويسدي نصيحة للديمقراطيين في الانتخابات المقبلة، وتحدثت عن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين, وتوسيع شبكة القاعدة.
" ما يحزن الشعب الأميركي هو غياب قائد أعلى للبلاد يستطيع تأطير الوضع والخيارات في العراق " فريدمان/نيويورك تايمز |
غياب القائد الأميركي
تحت عنوان "ورطة شخص آخر" كتب توماس فريدمان مقالا في صحيفة نيويورك تايمز يقول فيه إن ما يحزن الشعب الأميركي هو غياب قائد أعلى للبلاد يستطيع تأطير الوضع والخيارات في العراق.
وقال إن الرئيس الأميركي جورج بوش قدم خطبته الوداعية يوم الخميس ليسلم العصا وربما الانتخابات المقبلة للديمقراطيين.
وعزا فريدمان حكمه إلى أن بوش قال في خطابه بشأن أهم قضية إنه لن يكون هناك تغيير على السياسة، أي سيبقى عدد كبير من الجنود إلى ما بعد رئاسته، لذلك سيبقى الأمر منوطا بخلفه لإنهاء حرب كان قد بدأها.
ومضى يقول رغم أن استقالة بوش الضمنية تزيد من احتمالات فوز الديمقراطيين في انتخابات 2008، فإن ثمة عدة احتمالات من شأنها أن تغير كل شيء، مثل تحول معجز في العراق، أو هجمة إرهابية على أميركا، أو انقلاب في باكستان واستحواذ الإسلاميين فيه على الأسلحة النووية، أو حدوث ركود بفعل ذوبان سوق الرهن العقاري في البلاد.
وأشار إلى أن ثمة فرصة سانحة للديمقراطيين يمكن أن يحققوا منها شيئا في الانتخابات، ولكن عليهم أن يصنعوا سياسة صلبة للعبة إلى النهاية، بحيث تضم ثلاثة عناصر:
-خطة مفصلة تشتمل على انسحاب محدد التاريخ ومرتبط بمفاوضات مع الفرقاء العراقيين حول الحل الفدرالي، ومرتبط بخطة إعادة انتشار عسكرية لاحتواء أي ثوران محتوم.
-التزام من قبل الرئيس لفرض تعرفة صارمة على النفط الخام المستورد، حتى نصبح أقل اعتمادا على منطقة ستصبح بالتأكيد أكثر تقلبا لدى مغادرتنا العراق.
-خطة للتعاطي مع تحد أوسع للإرهابيين، ووضع تاريخ وثمن، وهذا ما يلفت انتباه الشعب.
واشنطن في حرب مفتوحة
وحول الوضع في العراق كتبت صحيفة واشنطن بوست تحليلا بقلم بيتر بيكر وجوناثان وايزمان، تقول فيه إن الأمر بدا واضحا بشكل أكبر بأن واشنطن ستبقى حبيسة حرب لا نهاية لها في العراق، على أقل تقدير حتى مغادرة الرئيس بوش منصبه بعد 16 شهرا.
وبعد سلسة من جلسات الاستماع التي طال انتظارها في الكونغرس، والتقارير والخطب الرئاسية، فإن احتمال إيجاد حل حزبي للصراع الممتد في العراق، الذي كان يأمل البعض بأن يجلبه شهر سبتمبر/أيلول، يبدو أكثر تيها من ذي قبل.
الصراع الآخر
وتحت عنوان "صراع شرق أوسطي آخر" كتبت صحيفة بوسطن غلوب افتتاحيتها تقول فيها إن الجدل حول نهاية اللعبة لحرب العراق يهيمن على الخطاب السياسي في الولايات المتحدة الأميركية، ولكن هناك مسألة مصيرية أخرى تلوح في الأفق وهي قمة نوفمبر/تشرين الثاني التي ستجمع الفلسطينيين والإسرائيليين بواشنطن.
وتابعت أن ثمة مشروعا صعبا ومحفوفا بالمخاطر، ولاسيما أن كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ضعيف، وهناك مخربون محددون يتربصون لتخريب أي اتفاقية ذات معنى، أو استغلال أي فشل ذريع، ولكن القمة مغامرة تستحق الخوض فيها.
ورأت الصحيفة أن فرصة نجاح القمة تتطلب من جميع الأطراف تقديم تنازلات جوهرية، مثل رسم الحدود القريبة من خط 1967 وضم بعض المستوطنات الكبيرة الواقعة في الضفة الغربية إلى إسرائيل، وتقسيم القدس وعودة بعض اللاجئين إلى دولة فلسطين المرتقبة.
وقالت إن المفاوضين لا يستطيعون القيام بأي تنازلات ما لم تتغير الظروف على أرض الواقع في الضفة الغربية بحيث تجلب دعم الشعبين، داعية أولمرت إلى تخفيف الحواجز والإفراج عن السجناء الفلسطينيين، وتعزيز عباس للأمن وإعداد شعبه للتعايش مع إسرائيل.
وحول من أسمتهم المخربين في المنطقة، في إشارة إلى حماس وسوريا، قالت الصحيفة إن علينا أن نجلبهما إلى خيمة السلام، إن لم يكن من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، فمن قبل عباس والسعودية والدول العربية الأخرى، وإلا فسيسهل عليهما القيام بنوع من الاستفزازات التي سبق ووأدت فرصة السلام في الماضي.
توسيع شبكة القاعدة
" تنظيم القاعدة الذي استعاد نشاطه مجددا يحاول أن يوسع دائرة شبكته، وفي كثير من الأحيان عبر استخدام أسلوب التعاون المتبادل مع الجماعات الإسلامية الإقليمية المتطرفة " خبراء/لوس أنجلوس تايمز |
ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن تنظيم القاعدة الذي استعاد نشاطه مجددا يحاول أن يوسع دائرة شبكته، وفي كثير من الأحيان عبر استخدام أسلوب التعاون المتبادل مع الجماعات الإسلامية الإقليمية المتطرفة، وفقا لمسؤولين أميركيين في المخابرات وخبراء في مكافحة الإرهاب.
وقال الخبراء إن تلك التحركات وإن لم تكن ناجحة دائما، تشير إلى تغير في إستراتيجية شبكة الإرهابيين لأنها تسعى إلى مد يدها لتلك المجموعات الصغيرة وتجديد قدرتها على ضرب أهداف غربية بما فيها الولايات المتحدة.
وأضاف الخبراء أن قادة القاعدة في شمال باكستان أعادوا بناء شبكة من القادة الميدانيين كانت تحطمت بعد أحداث 11سبتمبر/أيلول في قواعدها بأفغانستان.
وهؤلاء المنفذون من الفئة الوسطى يقومون بإعادة إقامة اتصال مع أعضاء كانوا يعملون بشكل مستقل، أو حتى يتجاوزون تلك المجموعات ليصلوا إلى منظمات جديدة وحتى قادة قبليين أو عشائريين.
ووصف مسؤولون أميركيون وخبراء مستقلون تلك العملية بأنها تسير في اتجاهين حيث يقوم قادة القاعدة في باكستان بمن فيهم الرجل الثاني أيمن الظواهري وربما الزعيم بن لادن، بالوصول إلى المجموعات وإرسال رسل لهم وتزويدهم بالمال والدعم اللوجستي والتدريب، في حين تقوم المجموعات بالتواصل مع القاعدة وإرسال مجندين لباكستان من أجل تلقي التدريب والتلقين.
ونسبت لوس أنجلوس تايمز للباحث في التسلح الإسلامي فواز جرجس ومسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية قولهما إن القاعدة عرضت على جماعة فلسطينية تدعى جيش الإسلام بقطاع غزة وفتح الإسلام في لبنان، الانتساب إليها.