مبادرة السلام بين تعنت إسرائيل وجدية العرب

تنوعت مواضيع افتتاحيات الصحف الخليجية اليوم الجمعة، فعلقت إحداها على مبادرة السلام العربية بين تعنت إسرائيل وجدية العرب. واهتمت عدة صحف بالموضوع السوداني من عدة أوجه، كما أشارت أخرى إلى مخاوف عربية من نتائج صراع القاعدة في العراق.
" الدول العربية في حال فشل جهود السلام، تملك أوراقا أخرى تستطيع من خلالها استرداد حقوقها المغتصبة، لكن أملها كبير في أن ترى إسرائيل النصف المليء من الكأس هذه المرة " الوطن السعودية |
جدية العرب
رأت صحيفة الوطن السعودية أن تشكيل لجان متابعة لقرارات قمة الرياض الخاصة بتفعيل المبادرة العربية جاء ليعكس مدى الجدية التي تتعامل بها الدول العربية مع هذه المبادرة، وإصرارها على المضي قدماً في استكشاف مدى جدية إسرائيل في الوصول إلى حل يضمن قيام سلام شامل وعادل في المنطقة.
وقالت الصحيفة إن اللجنة الوزارية التي شكلت لمتابعة هذا الموضوع أكدت على ضرورة أن يتم تحقيق تقدم ملموس خلال فترة زمنية محددة لقطع الطريق على أساليب التسويف والمماطلة التي تتبعها إسرائيل عادة للتهرب من مسؤولياتها.
وقالت الوطن إن هذه المبادرة ستكشف تعنت إسرائيل أمام العالم وتوضح سياساتها الحقيقية القائمة على مصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات، وبناء جدار عازل وارتكاب المجازر تلو المجازر بحق الشعب الفلسطيني في سبيل الوصول إلى أهدافها.
وأوضحت الصحيفة أن قبول إسرائيل المبادرة العربية من شأنه أن يحقق مكاسب لجميع دول المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، التي ستتمكن من تطبيع علاقاتها مع جميع الدول العربية بشكل فعلي، مما قد يحول الرفض الشعبي العربي للكيان الصهيوني إلى قبول تدريجي يترجم اتفاقيات التطبيع إلى واقع عملي بدلاً من بقائها حبرا على ورق.
وخلصت الوطن إلى أن الدول العربية في حال فشل جهود السلام، تملك أوراقا أخرى تستطيع من خلالها استرداد حقوقها المغتصبة، لكن أملها كبير في أن ترى إسرائيل النصف المليء من الكأس هذه المرة.
المغرب العربي والقاعدة
قالت صحيفة الرأي العام الكويتية إن دول المغرب العربي تترقب بقلق نتائج "معركة القاعدة في العراق"، ناسبة إلى خبراء في الحركات الإسلامية في المغرب العربي أن المعركة التي يخوضها تنظيم القاعدة في العراق ستكون لها انعكاسات واسعة النطاق على دولهم وستحدد معالم التحرك المقبل للمجموعات "السلفية الجهادية المغاربية".
وقالت إن أولئك الخبراء يؤكدون أن المعركة مع السلفيين الجهاديين، إضافة إلى ما تقوم به أجهزة الأمن، معركة أيديولوجية وفكرية كما قال وزير الاتصال المغربي محمد نبيل بن عبد الله.
وأشارت الرأي العام إلى أن الخبراء يتجهون بأنظارهم نحو العراق، ويترقبون بقلق نتائج المعركة الدائرة حاليا على أراضيه لتأثيراتها المحتملة على بلادهم. مضيفة أن أستاذ العلوم السياسية والاجتماعية في "جامعة عين الشق" في الدار البيضاء محمد طوزي يرى أن "العراق بات الآن بحق جامعة للشهادة".
بوش والعراق وفلسطين والسودان
في افتتاحيتها تساءلت صحيفة الخليج الإماراتية هل يجرؤ الرئيس الأميركي جورج بوش على الوقوف أمام المرآة، ومخاطبة نفسه بنقد ذاتي على ما فعله ويفعله في العراق والعراقيين، وهل ثمة من يقف في هذا العالم ويقول لبوش إن ما يقوم به الاحتلال في العراق يقضي على هذا البلد وأهله، بالمذابح اليومية المتصاعدة التي ترتكبها "الفوضى الخلاقة" التي صنعها الأميركيون والبريطانيون في بلاد الرافدين.
" ما يجري في دارفور فعلا غير مقبول وغير مبرر، لكن الرئيس الأميركي ليس من ينبغي أن يظهر مدافعا عن حقوق الإنسان، في وقت يقوم فيه الاحتلال في العراق، مباشرة أو عبر أدوات "الفوضى بما هو أبشع وأشنع " الخليج الإماراتية |
وتابعت التساؤل: هل يملك بوش الشجاعة لفعل إنقاذي، وهل يملك الشجاعة في الوقت نفسه للقول للكيان الصهيوني إن ما يقوم به في فلسطين المحتلة إبادة جماعية، وإن أمام الاحتلال فرصة أخيرة للتعاون مع المجتمع الدولي، وباللهجة نفسها التي يتحدث بها بوش إلى الرئيس السوداني عمر البشير؟
وبعد أن روت كلام بوش الموجه للرئيس السوداني، قالت الرأي العام إن ما يجري في دارفور فعلا غير مقبول وغير مبرر، لكن الرئيس الأميركي ليس من ينبغي أن يظهر مدافعا عن حقوق الإنسان، في وقت يقوم فيه الاحتلال في العراق، مباشرة أو عبر أدوات "الفوضى بما هو أبشع وأشنع.
وخلصت إلى أن ما يجري في دارفور يجب وقفه وأنه مسؤولية السودان، لكنها رأت في الوقت نفسه أن على بوش أيضا إنهاء ووقف ما يجري في العراق من قبل احتلاله، وما يجري في فلسطين من قبل الاحتلال الصهيوني، وعندها يكون هناك احترام للإنسان وحقوقه حيثما كان.
هل من فاعل عربي؟
تحت هذا العنوان قالت صحيفة الوطن العمانية إن واشنطن ولندن تحولتا إلى تكثيف الضغوط على السودان، استعدادا لفرض مزيد من العقوبات عليه بواسطة الإجراءات التي أصبح مجلس الأمن يسخر إمكانياته لها إرضاء لهذين البلدين.
وأضافت أن المراقبين يفسرون هذا التوجه على أنه بمثابة صرف للانتباه عن الاختناقات السياسية التي تواجهها الدولتان في كل من العراق وفلسطين، بعد التزام الرئيس الأميركي جورج بوش بحل الأزمة الفلسطينية عبر إقامة دولة فلسطينية لم تقبل بها إسرائيل الذي شاطره إياه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير.
وخلصت إلى أن الواجب على الدول العربية أن تفعل مواثيق جامعة الدول العربية لحماية السودان مما يتربص به من تقسيم وفوضى ومقدمات احتلال يبدو وشيكا، حتى لا يتكرر الخطأ العربي في العراق، متسائلة هل من فاعل عربي قوي بين كل الفاعلين على الساحة السودانية؟
وفي نفس السياق قالت صحيفة الوطن القطرية إن اصطفاف دولة قطر مع دول أفريقية وأخرى عربية وغيرها، في أن تحول دون فرض عقوبات دولية على السودان موقف مبدئي اتخذته قطر وسعت لتفعيله.
وأكدت الصحيفة أن دولة قطر التزمت بثوابتها ومنطلقات سياستها القومية والدولية، حينما عارضت فرض عقوبات على السودان الشقيق، خاصة أن المستوى الذي بلغته اتفاقات الخرطوم مع كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لا يستوجب هذه العقوبات.