كاميرون: آن الأوان كي يصحو بلير من غفلته

أيقونة الصحافة البريطانية

تنوعت اهتمامات الصحف البريطانية اليوم السبت، فتحدثت عن تقرير أميركي للوضع في العراق يحذر من الانسحاب المبكر للقوات الأميركية، كما تناولت الساحة الداخلية بدءا من وضع بلير المتهلهل ودعوته كي يصحو من غيبويته، معرجة على الانحباس الحراري ومناهضة المسلمين.

"
أعتقد أن بلير يخسر الرئاسة ببطء، ولكن الجميع يدركون أن سلطته تتلاشى بسرعة قصوى
"
كاميرون/ ديلي تلغراف

آن الآوان لبلير كي يصحو
في مقابلة خاصة مع صحيفة ديلي تلغراف، قال زعيم حزب المحافظين ديفد كاميرون إن الوقت قد حان كي يصحو رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ويدرك أن رئاسته أفلت.

وقال "أعتقد أن بلير يخسر الرئاسة ببطء، ولكن الجميع يدركون أن سلطته تتلاشى بسرعة قصوى".

وحذر كاميرون من أنه سكون هناك "مشكلة الشرعية" لوزير المالية غوردن براون إذا ما تولى السلطة لأن بلير أبلغ الناخبين في انتخابات 2005 بأنه سيبقى حتى انتهاء ولايته الثالثة، أي بعد خمس سنوات لا بعد سنتين.

وقال كاميرون إن بلير بدا الشخص الوحيد الذي لا يعتقد أن الوقت قد حان للرحيل، في حين أن وزراءه يبدون أكثر قلقا على وظائفهم مما يجري في البلاد.

ويرى زعيم حزب المحافظين أن الحكومة البريطانية تتسم بالشلل، مضيفا أنها وصلت إلى مرحلة خسرت فيها الثقة من الداخل والخارج.

وفي هذا الإطار كتبت صحيفة تايمز افتتاحية تعلق على الوضع السياسي في البلاد وتقول إن السبب الرئيس الذي يحتم بقاء بلير في السلطة هو التحقيق في قضية الألقاب مقابل المال.

تقرير أميركي
تناولت صحيفة ذي إندبندنت تقريرا أميركيا استخباريا حول العراق يحذر من أن الانسحاب المبكر للقوات الأميركية من العراق من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم العنف الطائفي.

وقالت الصحيفة إن احتمال الانسحاب من العراق تراجع أمس بعد نشر التقرير الذي تم تقديمه للرئيس الأميركي جورج بوش ويستبعد أي تسوية سياسية بين السنة والشيعة في غضون الـ18 شهرا المقبلة.

وأشارت إلى أنه حتى النسخة المنقحة من هذا التقرير الذي أجمعت عليه الـ16 وكالة استخبارية أميركية قدمت قراءة كئيبة للوضع في العراق، حيث إن أي عمل سواء كان قتل زعيم سياسي أو ديني على سبيل المثال من شانه أن ينزلق بالبلاد إلى فوضى عارمة.

وهذا التقرير الذي جاء تحت عنوان "آفاق إرساء الاستقرار في العراق: طريق صعب"، سيكثف الجدل الدائر حول مستقبل السياسة الأميركية في العراق في الوقت الذي يكافح فيه الديمقراطيون والعديد من الجمهوريين لعرقلة خطط بوش الرامية إلى إرسال 21 ألف جندي إلى العراق.

كما يقترب التقرير من إقرار الإدارة الأميركية بانزلاق العراق نحو حرب أهلية، حيث يقول المحللون الذين أعدوا هذا التقرير إن كلمة "حرب أهلية" ليست وصفا دقيقا لما يجري على الساحة العراقية حيث يقوم "المتمردون" باستهداف الجنود الأميركيين والسنة والشيعة، وفي جو قتالي داخلي شيعي.

ثم يختتم التقرير بثلاثة سيناريوهات إذا ما استمر الاقتتال الداخلي، انهيار السيادة وبالتالي الانقسام وظهور رجل شيعي قوي ثم تفتت السلطة.

لا مزيد من الأعذار
وعن تقرير الأمم المتحدة المتعلق بالانحباس الحراري، خصصت صحيفة ذي غارديان افتتاحيتها شأنها شأن سائر الصحف البريطانية، للتعليق على هذه القضية وقالت تحت عنوان "لا مزيد من الأعذار" إن ما ندركه اليوم ببساطة هو أن التغير المناخي ينجم عن انبعاث الكربون، والجواب هو الحد من تلك الانبعاثات.

ومضت تقول إن الوقت قد حان الآن للعمل من أجل وقف انبعاث الكربون داعية صناع السياسة إلى مضاعفة جهودهم من أجل تطبيق هذه السياسة.

"
المسلمون اليوم في بريطانيا يتعرضون للمعاملة نفسها التي تعرض
لها اليهود قبل قرن، حيث إن مناهضة الإسلام سبقتها مناهضة السامية
ووضعت الأقليتين في خانة التهديد الأمني
"
مالك/ ذي غارديان

وتابعت أن على بريطانيا التي دأبت على إنكار تلك القضية العالمية أن تدرك خطورتها، مشيرة إلى أنه لم يعد لديها أعذار لتقف مكتوفة الأيدي حيال ذلك.

المسلمون في بريطانيا
كتبت مليحة مالك مقالا في صحيفة ذي غارديان تقول فيه إن المسلمين اليوم في بريطانيا يتعرضون للمعاملة نفسها التي تعرض لها اليهود قبل قرن، مضيفة أن مناهضة الإسلام سبقتها مناهضة السامية حيث تمت إساءة معاملة الأقليتين ووضعتا في خانة التهديد الأمني.

وقالت إنه لا بد من فهم العديد من النماذج المتكررة من التمييز ضد اليهود والمسلمين، إذا ما أردنا تطوير إستراتيجية للأمن القومي.

وبعد أن أكدت أن المسلمين اليوم، كما حدث لليهود سابقا، يتعرضون للتمييز الثقافي في بريطانيا، اختتمت بالقول إنه إذا ما أردنا حماية أمننا يتعين علينا التخلي عن الأوهام بأننا نخوض حروبا، ونتعامل مع الإرهاب في إطار عدالة القانون.

المصدر : الصحافة البريطانية