دور كبير لبلد صغير

أيقونة الصحافة اللبنانية

الصحف اللبنانية الصادرة اليوم اعتبرت أن القرار الذي صادق عليه مجلس الأمن لم يكن منصفا كما تريده لبنان غير أنه لم يكن مجحفا كما أرادته إسرائيل، كما اعتبرت تنفيذه تحديا للجميع. وتناولت تقييما للربح والخسارة بهذه الحرب.

"
قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل بمجمله "لم يكن منصفا" كما أشار إلى ذلك قائد المقاومة اللبنانية، إلا أنه لم يكن مجحفا كما أرادته إسرائيل
"
مقصود /النهار

دور كبير
تحت عنوان "دور كبير لبلد صغير" كتب كلوفيس مقصود تعليقا في النهار قال فيه إن قرار مجلس الأمن حول وقف إطلاق النار في لبنان قابل للتغيير والتأويل، وإن كان في بعض بنوده ينطوي على إجراءات عملية تدفع إلى السعي لصنع سلام تم بناء مستلزماته.

وأضاف مقصود أنه "يبقى أن ندرك أن القرار بمجمله لم يكن منصفاً" كما أشار إلى ذلك قائد المقاومة اللبنانية إلا أنه لم يكن مجحفاً كما أرادته إسرائيل.

وتساءل الكاتب عن كيفية التعامل مع مثل هذا القرار, الذي يتسم بأنه انتقالي, فذكر أن التساهل الذي رافق صدوره بانتظار موافقة حكومتي البلدين, كان بدافع رغبة أميركا في إتاحة مزيد من الوقت كي تتمكن حكومة إيهود أولمرت من الخروج من المأزق الذي أخذ بالتفاقم وفي انتظار "الوحدة" التي تسرعت تلك الحكومة باعتبارها دائمة.

وطالب مقصود الأمم المتحدة أن تعتبر قيام إسرائيل بمزيد من التوغل والقتل والتدمير بلبنان بعد صدور القرار، خرقا يسمح للبنان بإعمال قرار الجمعية العمومية رقم 377 عام 1951 والذي بموجبه تستطيع الجمعية اتخاذ إجراءات قابلة للتنفيذ دون لجوء أي من الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن إلى حق النقض.

واعتبر أسعد حيدر في المستقبل تنفيذ هذا القرار تحديا للجميع, مشيرا إلى أنه يكاد يضع نقطة النهاية لمسار طويل عاشه لبنان منذ العام 1968، ومدى النجاح في تنفيذ هذا القرار مع كل آلامه أحياناً يعني أن لبنان يستعد ليعيش عصراً جديداً.

وأضاف المعلق أنه رغم أن نص القرار 1701، يكاد يشبه الكلمات المتقاطعة التي يجب ملء مربعاتها حتى تكتمل الإجابات عن الأسئلة المطروحة، وحتى لو كان القرار "يتضمن فجوات" واضحة، فإنه لا أحد لديه القدرة على قول لا للقرار.


"
المتاح تنفيذه من القرار 1701يجب أن يتلاءم مع المصلحة اللبنانية العليا, بعيدا عن المزايدات التي كانت قبل الحرب, وأصبحت ممنوعة بعد دمار البلد ونزوح ثلث سكانه
"
المحلل السياسي/الأنوار

العبرة بالتنفيذ 
قال طلال سلمان في السفير إنه ليس من المبالغة القول إن لبناناً جديداً يولد أمام عيون العالم أجمع، ووسط تقدير المحب وإعجاب المحايد ودهشة المخاصم، عبر الصمود الوطني الرائع الذي حققته المقاومة بمجاهديها الميامين الذين يواصلون أداء مهمتهم المقدسة في مجابهة "الحرب الإسرائيلية" ومنع العدو من إحراز "نصر ميداني ما" يحمي به حكومته ولو بلحم جنوده.

وتحت عنوان "العبرة في التنفيذ ولكن" كتب المحلل السياسي لصحيفة الأنوار يقول إن كل اتفاقٍ في الدنيا، يكون التعليق الأوّلي عليه (العبرة في التنفيذ).

وذكر أن ذلك ينطبق على القرار 1701, مؤكدا أن للتنفيذ مفاعيل ولعدم التنفيذ مضاعفات.

وأضاف المحلل يقول إنه قد يكون هناك حيفٌ لاحق بلبنان من خلال هذا القرار، لكن الدبلوماسية وُجدت من أجل تحسين الشروط, فالقرار صدر وقُضي الأمر، والمُتاح تنفيذه، ويجب أن يتلاءم مع المصلحة اللبنانية العليا, بعيدا عن المزايدات التي كانت قبل الحرب الممنوعة بعد دمار البلد ونزوح ثلث سكانه.

"
إسرائيل تجد نفسها اليوم معزولة على الساحة الدولية إذا استثنينا دعم الولايات المتحدة, فصورتها سيئة جدا في أوروبا والحصيلة كارثية
"
موييزي/الأنوار

الربح والخسارة
نقل حلمي موسى في السفير عن المراسل الاقتصادي لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قوله في أول تقدير رسمي لتكلفة الحرب الإسرائيلية على لبنان، إنه قبيل بدء العملية البرية الموسعة كان الحديث يجري عن 23 مليار شيكل (ما يعادل 5.1 مليارات دولار).

وذكر المراسل أن التكلفة الحربية المباشرة بلغت حتى الآن 7 مليارات شيكل بينما الخسائر المباشرة في الشمال تبلغ 5 مليارات, ولكن الحرب حتى الآن ستقود إلى تراجع الناتج القومي بنسبة 1.5% وهو ما قيمته 9 مليارات شيكل.

وتحت عنوان "الربح والخسارة في الحرب بتقديرات باحث فرنسي" ذكرت الأنوار أن باحثا فرنسيا أكد أن الخاسر الحقيقي من هذه الحرب هو لبنان الذي تراجع عدة سنوات إلى الوراء, وعدم خسارة (حزب الله) هذه المعركة سريعا شكل ربحا، في حين أن عدم كسبها سريعا من قبل إسرائيل أشبه بالخسارة.

وأكد دومينيك موييزي الباحث بالمركز الفرنسي للعلاقات الدولية أن القرار 1701 بشأن لبنان الذي تبناه مجلس الأمن، يمثل تسوية تترك هامشا بسيطا لإسرائيل للتحرك ميدانيا.

وختم الباحث بالقول إن إسرائيل تجد نفسها اليوم معزولة على الساحة الدولية إذا استثنينا دعم الولايات المتحدة "فصورتها سيئة جدا في أوروبا والحصيلة كارثية".

المصدر : الصحافة اللبنانية