الوضع العراقي خطر وحرج

أيقونة الصحافة الاميركية

انصب اهتمام الصحف الأميركية على الشأنين العراقي والإيراني، فتحدثت عن تقرير أميركي يصف الوضع في ست محافظات عراقية بأنه حرج وخطير، كما تناولت نفاد المال والوقت لدى القائمين على إعادة الإعمار، أما في الشأن الإيراني فسلطت الضوء على تدارس أميركا الخيار العسكري.

"
جميع الدلائل التي تم جمعها عبر تقارير الهجرات الجماعية من المناطق التي تعج بالسنة والشيعة، تؤكد أن العراق يشهد تمزقا إثنيا وطائفيا
"
نيويورك تايمز

تقرير أميركي
أبرزت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا حصلت على نسخة منه -أعدّه موظفون في السفارة الأميركية والقيادة العسكرية ببغداد- يقدم صورة كئيبة للوضع السياسي والاقتصادي والأمني في العراق، ويصف الوضع في ست من ضمن 18 محافظة بالخطير والحرج.

وهذا التقرير الذي يأتي في عشر صفحات بعنوان "تقييم الاستقرار الإقليمي"، يسلط الضوء على التحول في طبيعة حرب العراق في غضون ثلاث سنوات من الإطاحة بالرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.

كما يركز على المحاذير من الاحتكاكات الإثنية في العديد من المناطق حتى في المحافظات التي يصفها المسؤولون الأميركيون بالمستقرة.

وينطوي على تحذيرات من تنامي سلطة القوى الدينية الشيعية التي تدعمها إيران والتي جاءت إلى السلطة بإسناد أميركي، فضلا عن المليشيات المتنافسة في الجنوب.

ويشير القائمون على هذا التقرير بأصبع الاتهام إلى العرب والأكراد في الشمال إثر تنافسهم على السلطة في الموصل حيث يهيج العنف.

ونماذج الصراع الذي يرسمه التقرير تؤكد الانقسامات الإثنية والدينية التي تطوق البلاد، رغم انخفاض الخسائر الأميركية.

وقالت الصحيفة إن جميع الدلائل التي تم جمعها عبر تقارير الهجرات الجماعية من المناطق التي تعج بالسنة والشيعة، تؤكد أن العراق يشهد تمزقا إثنيا وطائفيا.

وكان هذا التقرير وهو الأول من نوعه قد أعد على مدى ستة أسابيع من قبل مجموعات مدنية وعسكرية في بغداد لتقييم الظروف التي قد تواجه فرق إعادة الإعمار التي انتشرت في الأقاليم.


نفاد الوقت والمال
وفي الشأن العراقي أيضا ركزت صحيفة واشنطن تايمز على نفاد المال والوقت لدى القائمين على إعمار العراق، وقالت إن فريقا صغيرا من البنائين والمهندسين الأميركيين يعملون وقتا إضافيا في مكاتب متنقلة في قصر سابق على مشاريع للمساهمة في إعادة إعمار العراق، مشيرة إلى أن المال والوقت ينفدان.

ومضت تقول إنه بعد ثلاث سنوات خصصت فيها الحكومة الأميركية أكثر من 20 مليار دولار لإعمار العراق، هناك قرار في الكونغرس يضيف 1.6 مليار هذا العام، منها 100 مليون للبناء ولكن ليس لبناء المدارس ومحطات الطاقة بل لبناء السجون.

ونقلت الصحيفة عن مدير مشروع إعادة الإعمار مايكل فالون قوله إن "الخفض الحاد في المساعدات من شأنه أن يخيب آمال المخططين هنا".

وأشارت إلى أن طموحات عام 2003 عندما تحدث الرئيس الأميركي جورج بوش عن جعل البنية التحتية العراقية "الأفضل في المنطقة"، وجدت طريقها إلى خلل عام 2006 في الكهرباء والماء والمرافق الصحية وإنتاج النفط.


خيار الضربة العسكرية

"
الإدارة الأميركية تعكف على دراسة خيار الضربات العسكرية ضد طهران كجزء من إستراتيجية أوسع نطاقا من الدبلوماسية القهرية بغية الضغط على إيران
"
مسؤولون/واشنطن  بوست

قالت صحيفة واشنطن بوست إن الإدارة الأميركية تعكف على دراسة خيار الضربات العسكرية ضد طهران كجزء من إستراتيجية أوسع نطاقا من الدبلوماسية القهرية، بغية الضغط على إيران للتخلي عن برامجها النووية، وفقا لمسؤولين ومحللين أميركيين.

ويرى العديد من الاختصاصين داخل وخارج البلاد أن الحكومة الأميركية تنتابها شكوك جادة في فاعلية الخيار العسكري، غير أن مسؤولي الإدارة يعدون العدة له كخيار محتمل ويستخدمون التهديد "لإقناع طهران بأن الأمر في غاية الخطورة"، كما قال مسؤول رفيع المستوى.

ووفقا لمسؤولين سابقين وحاليين، فإن وزارة الدفاع والمخططين في وكالة المخابرات المركزية يستكشفون الأهداف المحتملة مثل مصنع تخصيب اليورانيوم في ناتانز ومنشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان.

وأشاروا إلى أنه رغم أن الهجوم البري بعيد الاحتمال، فإن الضباط العسكريين يلجؤون إلى بدائل تتراوح بين ضربات جوية محدودة تستهدف مواقع نووية، وحملة تفجيرات مكثفة تهدف إلى تدمير عدد كبير من الأهداف السياسية والعسكرية.

وعلقت الصحيفة على الاستعدادات لمواجهة إيران قائلة إنها تبرز أهمية هذه القضية على برنامج بوش في الوقت الذي يعاني فيه من الحرب العنيدة في العراق القريب.

ونقلت عن أحد مساعدي بوش قوله إن إيران تشكل تهديدا حقيقيا في نظر بوش ويجب التعامل معها قبل انتهاء رئاسته.

ومن جانب آخر حذر عسكريون ومتخصصون من مغبة ضرب إيران، قائلين إن ذلك من شأنه أن يذكي نار الغضب والرأي العالمي ضد الولايات المتحدة خاصة في العالم الإسلامي وخاصة داخل إيران، الأمر الذي يجعل من الجنود الأميركيين في العراق هدفا للانتقام.

وقالوا إن أفضل ما قد تجنيه هذه الضربة هو إرجاء البرنامج النووي عدة سنوات فقط.

المصدر : الصحافة الأميركية