آلام الناجين من العبارة المصرية كما عاشوها

-
undefined
ألبسني والدي طوق النجاة حينما رأى العبارة تميل وتوشك على الغرق، بعد ذلك رأيت والدي يغرق ثم والدتي، وبقيت أنا وحدي 30 ساعة أصارع الموج يساعدني أحد الناجين إلى أن جاءت قوات الإنقاذ وانتشلتني من الماء.
 
undefined
لقد ضاع كل شيء، اغتربت في السعودية ثلاثة أعوام ذقت فيها المر ورجعت "بتحويشة" العمر، لكي أتزوج وأستقر لكن فجأة ضاع كل شيء.. كل شيء.
 
undefined
كان هناك حريق في الأدوار السفلية من العبارة لكن الطاقم منع بعض الركاب الذين شاهدوا الحريق من ارتداء سترات النجاة بحجة أن ذلك سوف يتسبب في حالة من الهلع لا داعي لها لبقية الركاب، ثم كانت النتيجة كما ترون، غرقت العبارة وغرق معها أكثر من ألف راكب.
 
undefined
قال لنا طاقم العبارة حينما رأينا دخانا ينبعث من غرفة المحرك في الطابق السفلي لا تقلقوا سنخمده، وعندما ساءت الأمور بشدة لم نجد قوارب الإنقاذ فقد أخذها بعض العاملين على متن العبارة وتركونا على السفينة نواجه الموت بمفردنا.
 
undefined
ثلاثون ساعة وأنا في الماء، أصارع الموت، ثلاثين ساعة بدون طعام ولا ماء، لقد أوشك جلدي أن يذوب. فأين احترام آدميتنا، لو كان ركاب العبارة إسرائيليون هل كان سيتم التعامل معهم بهذا الإهمال أو بهذا البطء؟!
 
undefined
رزقني الله بثلاثة من البنين بنتين وولد، وكنا نعيش في السعودية معا، ثم قررنا العودة النهائية والاستقرار في مصر فشحنت أثاث بيتي وكتب أولادي وكل أغراضنا، وبعد قليل من الإبحار تملكنا الرعب ونحن نرى الدخان يتصاعد من السفينة، ثم مالت على جانبها وغرقت. ورأيت أولادي الثلاثة وزوجتي وهم يصرخون ويبتلعون الماء وأنا أصرخ وأحاول إنقاذهم لكن قدر الله كان غالبا، غرقوا جميعا أمام عيني، وطفت كتبهم وبعض لعبهم على السطح… عليه العوض ومنه العوض.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
 
undefined
حينما أصبح الحريق كبيرا سمعنا أصوات انفجارات في مطبخ العبارة فظننا أنها ناجمة عن انفجار أسطوانات الغاز، فصرخنا في القبطان أن يرجع إلى ميناء ضبا فهو أقرب من سفاجا لكنه رفض، وبعد أن داخلنا الرعب أمرنا القبطان أن نطرق على الأبواب لإخراج الركاب من كبائنهم وتجميعهم في الجانب الأيمن حتى تستعيد العبارة توازنها. لكن في خلال خمس دقائق كان الجميع يغرق ويتعالى الصراخ والعويل وكان الرجال يستغيثون بالله "يارب نجنا.. يارب ارحمنا" والبعض الآخر كان ينطق بالشهادتين.
المصدر : الجزيرة