المعايير المزدوجة لحرية التعبير

أيقونة الصحافة البريطانية

لاتزال قضية الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم تتصدر الصحف البريطانية التي تحدثت اليوم الثلاثاء عن المعايير المزدوجة لحرية التعبير، وحذرت من اختطاف المتطرفين لهذه القضية, كما ذكرت أن طائرات صقور أميركا جاهزة في حالة فشل المساعي الدبلوماسية في قضية النووي الإيراني.


"
محرر يلاندز بوسطن اعتذر قبل ثلاث سنوات عن نشر رسوم للمسيح عليه السلام لأنها ستؤجج مشاعر القراء, مما يعني أنه يحترم مشاعر قرائه المسيحيين أكثر مما يحترم مشاعر قرائه من المسلمين
"
صاحب رسوم المسيح عليه السلام/غارديان

هذا ما أراده الصحفيون الأوروبيون
تحت عنوان "المعايير المزدوجة لحرية التعبير" كتبت ياسمين بهائي براون تعليقا في صحيفة إندبندنت، قالت فيه إن جمهور الصدام بين متشددي الطرفين أصبح يعد بالمليارات, محذرة من أن تطور هذا الصراع ينذر بعاقبة وخيمة.

وقالت إن الصحفيين الأوروبيين نجحوا في الحصول على ما كانوا يصبون إليه من صراع مفتوح بين المسلمين وأوروبا, مشيرة إلى أن المحرر الثقافي للصحيفة التي نشرت تلك الرسوم لم يكن يريد تمرير رسالة مفيدة من خلالها, بل يلهث وراء الإثارة وإغضاب الآخرين.

وأكدت براون أن الهدف الحقيقي لهؤلاء الفرسان التحرريين هو البرهنة على أن المسلمين لا يمكن أن يمثلوا جزءا من أوروبا, لأنهم –حسب رأيهم- رجعيون بدرجة تجعلهم يستهجنون رسم نبيهم وهو يحمل قنبلة في عمامته.

وبدورها ذكرت صحيفة غارديان أن نفس الصحيفة الدانماركية يلاندز بوسطن التي نشرت هذه الرسوم، كانت قد رفضت قبل ثلاث سنوات نشر رسوم كاريكاتورية للمسيح عليه السلام.

وذكرت أن محرر يلاندز بوسطن اعتذر آنذاك عن نشر تلك الرسوم لأنها حسب قوله ستؤجج مشاعر القراء.

ونقلت عن صاحب تلك الرسوم قوله إنه يعتقد أن يلاندز بوسطن تحترم مشاعر قرائها المسيحيين أكثر مما تحرم مشاعر قرائها من المسلمين.

كما نقلت عن أحمد عكاري المتحدث باسم اللجنة الدانماركية للدفاع عن قدسية الرسول صلى الله عليه وسلم، قوله إنه يستغرب تمييز هذه الصحيفة بين القضيتين.


"
التطورات العنيفة لهذه القضية جرّت أوروبا العلمانية والمسلمين إلى أرضية محفوفة بالمخاطر, وعلى الطرفين أن يبحثا عن حل وسط
"
ستيفنس/فايننشال تايمز

دائرة جهنمية
كتب طارق رمضان تعليقا في غارديان قال فيه إن وصف الصراع الحالي بشأن تمثيل الدانماركيين للرسول صلى الله عليه وسلم، بأنه صراع بين الحرية والعقيدة لن يؤدي إلا إلى تأجيج وتهييج اللهيب.

وحذر رمضان من مواصلة سكب الوقود على النار التي أشعلتها هذه القضية, بحيث أصبح هناك طرف إسلامي يدعو إلى تدمير كل المصالح الأوروبية ما لم يقدم اعتذار للمسلمين عن الأذى الذي ألحق بقداسة نبيهم, وهناك في المقابل طرف أوروبي يرفض الاعتذار باعتباره رضوخا للتهديدات الإسلامية.

واعتبر المعلق أن الأمر إن ظل على هذا الحال فإنه سيمثل دائرة جهنمية, ويجب على من يؤججون المشاعر داخلها أن يوقفوا ذلك ويبدؤوا حوارا جديا مفتوحا ومعمقا لتفادي تفاقم الوضع.

وحذر من أن المتشددين من كلا الطرفين يتحينون الفرص لتحقيق أجنداتهم الخاصة بهم, التي قد تنذر بمستقبل كئيب ومؤلم.

وعن الموضوع ذاته كتب فيليب ستيفنس تعليقا في صحيفة فايننشال تايمز قال فيه إن التطورات العنيفة لهذه القضية, جرّت أوروبا العلمانية والمسلمين إلى أرضية محفوفة بالمخاطر, مشيرا إلى أن على الطرفين أن يبحثا عن حل وسط.

وتحت عنوان "يجب على الوسط أن يظل متماسكا"، دعت صحيفة تايمز في افتتاحيتها المعتدلين عبر العالم إلى التوحد.


جاهزة للضرب
قالت صحيفة تايمز إن الطائرات العسكرية لصقور الإدارة الأميركية جاهزة للتدخل، في حالة فشل المساعي الدبلوماسية في ثني إيران عن مواصلة تطوير برنامجها النووي.

وذكرت الصحيفة أن ذلك الخيار الأخير يحمل في طياته مخاطر جمة, مشيرة إلى أنه مع اقتراب الدول الغربية من استنفاد كل الطرق الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق ذلك الهدف, أصبح استخدام القوة العسكرية يرد أكثر فأكثر على لسان أولئك الذين يتعاملون الآن مع هذه المشكلة، التي تعتبر إحدى أخطر المشاكل الأمنية التي تواجه العالم في الوقت الحاضر.

وأضافت أن تأييد 57% من الأميركيين لتوجيه ضربة قاضية للبرنامج النووي الإيراني, وتعنت الإيرانيين، يجعل الخيار العسكري واردا.

وقالت إن الخبراء مجمعون على أن أميركا تمتلك القدرة الضرورية لتدمير المواقع النووية الإيرانية المعروفة, مؤكدة أن ضربة كهذه لن تكون سهلة في ظل تحصينات الإيرانيين الشديدة لمواقعهم النووية.


المال وتسليمه
قالت غارديان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بالوكالة إيهود أولمرت كان محقا في موافقته على تحويل أموال الضرائب الفلسطينية إلى السلطة الفلسطينية.

واعتبرت الصحيفة أنه في ظل تنامي التوتر بين العالم الإسلامي والغرب بشأن الرسوم الكاريكاتورية, فإن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من أهم الصراعات التي يحتك فيها الطرفان, مما يجعل بداية مشجعة للسلام هناك أمرا مساعدا على تقليص ذلك التوتر، والبدء في حوار بناء لصالح الجميع.

المصدر : الصحافة البريطانية