الحكم على صدام بالخلود

أيقونة الصحافة الموريتانية

مريم بنت زيدون-نواكشوط

علقت صحف موريتانية اليوم الاثنين على الحكم على صدام حسين بالإعدام، فرأت في الأمر حكما بالخلود، كما ركزت على تغطية سير حملة الاستحقاقات النيابية والبلدية التي افتتحت منذ يومين في موريتانيا.


"
حكمت المحكمة الأميركية على الشهيد الحي صدام حسين بالإعدام.. حكمت عليه بالخلود بمعنى آخر، وحكمت لبوش بالنجاح في الانتخابات القادمة، ووجهت أميركا من خلالها رسالة إلى الحكام العرب بأنها تحيي وتميت
"
ولد محنض/الأمل الجديد

فرصة للخلود
في افتتاحيتها قالت صحيفة الأمل الجديد "في العراق حكمت المحكمة الأميركية على الشهيد الحي صدام حسين بالإعدام.. حكموا عليه بالخلود بمعنى آخر..".

وقالت إن المحكمة في العراق حكمت لبوش بالنجاح في الانتخابات القادمة، ووجهت أميركا من خلالها رسالة إلى الحكام العرب "بأنها تحيي وتميت.. تحيي من سار في فلكها وتعلق بأذنابها، وتميت من خالفها ووقف في وجه مخططاتها".

ورأى رئيس تحرير الصحيفة الحسين ولد محنض أن المحكمة منحت صدام فرصة الموت شهيدا والخلود في التاريخ لأن أميركا تعاملت مع صدام بمنطقها "منطق حب الحياة فمنحته أغلى ما يتمنى المجاهد وهو الشهادة، فجاءت النتيجة عكس ما يتمنى الأميركان شهادة وخلودا للحاكم الصامد".

أما الحكام العرب الصامتون -يقول الكاتب- فستحكم عليهم محاكم التاريخ بالحياة في كراسي الذل والمحو من ذاكرة التاريخ.

وأضاف "لم يفاجئني حكم محكمة أمس لكنني فوجئت بصمت القادة العرب من المحيط إلى الخليج: لا رفض لا تحرك لا إدانة لا التماس ولا شفاعة وكأن وساطة القادة العرب والتماسهم وشفاعاتهم لا يستحقها إلا أمثال الممرضات البرتغاليات".


دعاة لا قضاة
وفي تغطيتها لحملة الانتخابات النيابية والبلدية التي افتتحت منذ يومين على كامل التراب الموريتاني، أبرزت صحيفة السراج المحسوبة على التيار الإسلامي أهم النقاط التي ركز عليها مهرجان مرشحي حزب التيار الإسلامي المحظور.

وجاء فيها أن رئيس لائحة المستقبل النيابية والمنسق العام للإصلاحيين الوسطيين محمد جميل ولد منصور رد على الدعاوى الموجهة إلى الإصلاحيين باتهامهم باحتكار الدين قائلا "نقول إن هؤلاء الأطر المترشحين يؤمنون بموريتانيا إسلامية والمرفوض عندنا هو من يريد عكس ذلك ونحن دعاة لا قضاة ولا نعتبر الانتخابات معيارا للولاء والبراء، وإنما هدفنا هو تكوين كوادر يقومون بالإسلام".

وأضاف ولد منصور "نحن بريئون من التكفير والتفسيق كما أننا رواد سياسة لا طلاب حكم، ومسؤوليتنا الشرعية تملي علينا العمل لإصلاح الحكم، ولا نصارع على الحكم وإنما ندعو إلى الإصلاح السياسي، فمن صلح فنحن معه".


"
ظاهرة الترشح المستقل في مراميها البعيدة تشير إلى وجود أزمة سياسية في الحياة السياسية الموريتانية بصفة عامة والحزبية منها بشكل خاص، وهو أمر يقتضي التفكير بجد في سبل إصلاح عاجل لهذه الحياة
"
محمدو ولد محمد/الأخبار

ظاهرة الترشحات المستقلة
أما صحيفة الأخبار فقد رصدت في مقال تحليلي ظاهرة الترشحات المستقلة، واصفة إياها بأنها اكتسحت أو كادت المشهد السياسي الموريتاني وأسفرت عما يمكن نعته بأنه ملامح أزمة سياسية تلوح في الأفق.

وصنف كاتب المقال محمدو ولد محمد المنخرطين في ظاهرة الترشح المستقل إلى ثلاث فئات، وصف الأولى بأنها الأكثر قبولا وتمثل مرشحي القوى السياسية الإسلامية المحجوبة أو المحرومة من حقها في الممارسة السياسية الحزبية.

بينما تمثل الفئة الثانية وهي المثيرة للجدل مجموعة من رجال الأعمال وكبار المسؤولين في النظام السابق، فضلا عن شيوخ ووجهاء بعض القبائل، أما الفئة الثالثة وهي الأقل فيمثلها بعض النافذين الاجتماعيين المقصيين في ظل النظام السابق.

كما أكد أن ظاهرة الترشح المستقل في مراميها البعيدة تشير إلى وجود أزمة سياسية في الحياة السياسية الموريتانية بصفة عامة والحزبية منها بشكل خاص، وهو أمر يقتضي التفكير بجد في سبل إصلاح عاجل لهذه الحياة.


مطالبة بالحياد التام
صحيفة العلم أدلت هي الأخرى بدلوها في موضوع الانتخاب وكان مما جاء فيها أن الأحزاب السياسية وخاصة ائتلاف قوى التغيير الديمقراطي ما زالوا -منذ تقديم اللوائح البلدية- يطالبون بالحياد التام للمجلس العسكري وحكومته ويتهمونهم بمساندة المترشحين المستقلين.

وقالت الصحيفة إن الائتلاف يؤكد أن هؤلاء المستقلين مدعومون من طرف جهات عليا في الدولة، مشددا على أنه رصد تحركات متعددة لموظفين سامين لصالح اللوائح المستقلة.

وأضافت أنه أمام اتهام الأحزاب للمجلس العسكري وحكومته الانتقالية بدعم الترشحات المستقلة، فإن المراقبين يرون أن الانتخابات الجارية ستشكل المحك الأساسي لاختبار هذه المواقف ومعرفة حقيقتها على ارض الواقع.

وحول قدرة الأحزاب السياسية على الوقوف أمام التدخل الرسمي، نقلت العلم عن أغلب المتحدثين باسم هذه الأحزاب تأكيد تصميمهم على خوض غمار هذه الحملة واستعدادهم لتقديم التضحيات اللازمة لذلك.

المصدر : الصحافة الموريتانية