30 نوفمبر ذكرى الخلاص من الاستعمار

أيقونة الصحافة اليمنية

عبده عايش-صنعاء
ركزت الصحف اليمنية الصادرة اليوم الخميس على الاحتفاء بالذكرى الـ39 للاستقلال من ربقة الاحتلال البريطاني الذي كان يحتل جنوب البلاد, كما تطرقت إلى الوسائل اليمنية لمكافحة الفساد، ودافعت أخرى عن موقفها من السعودية.

ذكرى الاستقلال

"
يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1967 كان هو اليوم الذي وعدت عدن لندن بالسقوط وليس العكس
"
عبد الوارث/ الوحدة 

أسبوعية 26 سبتمبر قالت إن ذكرى 30 نوفمبر/تشرين الثاني في ذاكرة الشعب تتجلى فيما جسّده من دلالات وأبعاد في مسيرة الكفاح الوطني الطويل للخلاص من عهود التخلف وطغيان الإمامة وجوره وجبروت المستعمر الغاصب.

وأكدت أن الشعب اليمني توج في هذا اليوم التضحيات الجسام والدماء الزكية الطاهرة للشهداء على دروب الحرية ونيل الاستقلال ورحيل آخر جندي من على الأرض اليمنية عام 1967 الذي تزامن مع ترسيخ النظام الجمهوري في صنعاء عقب ثورة 26 سبتمبر/أيلول ضد الإمامة تأكيدا على واحدية الثورة اليمنية وانتصارها.

وأضافت أن هذا المعنى يتجدد في تاريخ اليمن المعاصر لهذا اليوم بالتوقيع على اتفاقية الوحدة في عدن عام 1989، لتكون البداية لانبلاج الفجر الوحدوي الأغر يوم 22 مايو/أيار 1990.

بدورها قالت يومية الثورة في افتتاحيتها إن أهمية مثل هذه المناسبة تنبع من كونها تأتي متسقة ومتصلة بأفراح الشعب بالعيد الـ44 لثورة 26 سبتمبر/أيلول، والـ43 لثورة 14 أكتوبر/تشرين الأول التي كللت هذا العام بحزمة كبيرة من الإنجازات والتحولات الكبرى على الأصعدة التنموية والاقتصادية والديمقراطية والاجتماعية والسياسية.

وأشارت على سبيل المثال إلى النجاح الكبير الذي أحرزته الانتخابات الرئاسية والمحلية التي مثلت إضافة نوعية في سجل التجربة الديمقراطية اليمنية ومنهجية التداول السلمي للسلطة والمشاركة الشعبية في صنع القرار.

واعتبرت أن في ذلك ما يؤكد على عظمة الثورة اليمنية التي ولدت من إرادة الشعب لتحمل على عاتقها مهمة التغيير والنهوض بواقع الحياة وتعويض أبناء اليمن عن كل مراحل الحرمان والبؤس التي عانوا منها في ظل عهود الإمامة الكهنوتية وأزمنة الاستعمار البغيضة.

أما أسبوعية الوحدة فقد ذكرت أن الثوار اليمنيين كانوا يدركون أن بريطانيا تنوي تسليم مفتاح الاستقلال إلى حكومة الاتحاد الموالية للاستعمار آنذاك، لذا فقد سعروا من نيرانهم ثم أججوا سعيرهم، لمعرفتهم أن الاستقلال لا يوهب، والسيادة لا تعطى، والحرية لا تمنح، بل تنتزع الشعوب استقلالها وسيادتها وحريتها بإرادتها وتضحياتها.

وأكد رئيس تحرير الصحيفة حسن عبد الوارث في مقاله الافتتاحي أن يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1967 كان هو اليوم الذي وعدت عدن لندن بالسقوط وليس العكس، وأشار إلى أن الإنجليز ما كانوا ليتصوروا أن حفنة من الشباب صغار السن حديثي التجربة ومحدودي الخبرة بأمور التفاوض السياسي والدبلوماسي قادرة على إفحام سادة السياسة وكهنة الدبلوماسية في العالم، فكان لهم ما أرادوا من استقلال.

الطريق لمحاربة الفساد
في يومية الأيام الأهلية كتب الصحافي عبد الرحمن خبارة عن طريقة اليمن لمكافحة الفساد، وقال إن هناك إجماعا من قبل الدولة والحكومة وأحزاب المعارضة، ومنظمات المجتمع اليمني، والمواطن العادي في اليمن، على أن هناك فسادا شاملا، كما تتفق معهم المنظمات الدولية المانحة.

لكنه لفت إلى صعوبة مهمة مكافحة الفساد في اليمن، مشيرا إلى أن السبب يعود إلى التعتيم وغياب الشفافية والمعلومة وغياب المساءلة والرقابة الحقيقية, ضاربا مثالا على ذلك بالبنك الوطني للاستثمار الذي انهار عام 2005.

وتابع قائلا "لم يستطع الرأي العام اليمني ولا حتى أحزاب المعارضة ناهيك عن مؤسسات وقيادات أو بعض قيادات الحزب الحاكم معرفة ما يجري.. في البلاد".

وأكد الكاتب الحاجة إلى تفسير وتحليل طابع الفساد اليمني وطريقه بهدف الوصول إلى فهمه، ومن ثم وضع الإجراءات والآليات لاتخاذ الخطوات الأولى لمحاربته "هذا إذا ما كانت هناك جدية حقيقية لمواجهته بالفعل".

بعيدا عن فقه التآمر

"
الحديث عن السعودية يجب أن يؤخذ وفق سياقه، بعيدا عن فقه التآمر الذي جبل عليه التفكير العربي وبدلا من الغضب ممن يكتبون
"
الوسط

تحت هذا العنوان كتب رئيس تحرير أسبوعية الوسط المستقلة مؤكدا أنه شخصيا وصحيفته "ليس بيننا والنظام السعودي ثأر شخصي كي نتجنى عليه أو نستقصده وإنما أهمية وجوده في المنطقة وتأثيره عليها وعلى اليمن بشكل خاص هو ما يجعلنا نتفاعل مع قضاياه السلبية منها والإيجابية".

وشدد على أن الصحيفة تشعر بالتحامل من قبل مسؤولي النظام السعودي لاستقوائهم بالسلطة اليمنية على الصحيفة وهو ما لا تفعله أو ما لا تقدر عليه مع بقية الأنظمة العربية التي تنشر صحفها أكثر مما تنشره صحيفة الوسط بكثير.

وقال إن "الحديث عن السعودية يجب أن يؤخذ وفق سياقه، بعيدا عن فقه التآمر الذي جبل عليه التفكير العربي وبدلا من الغضب ممن يكتبون، يفترض أن تصلح المملكة من سياساتها وأن يرشد مسؤولوها من تصرفاتهم باعتبارهم يمثلون دولة وقبلها شعب يجب أن لا يشعر بالخجل من تصرفاتهم".

المصدر : الصحافة اليمنية