الجزيرة.. بلانكيت غيت

تنوعت افتتاحيات الصحف الخليجية الصادرة اليوم، فعلقت على ما سمته "بلانكيت غيت"، كما تابعت التزامات رايس بإقامة دولة فلسطينية. وتحدثت عن التجربة الكورية دون أن تنسى تشكيك بوش غير المبرر في الأرقام العلمية التي قدمتها دراسة أميركية عن عدد القتلى في العراق.
" ضحايا الإعلام ليسوا فقط من يلقون حتفهم في دول تحتجب أو تموه الحقيقة، بل إن ذلك للأسف يحدث أيضا في دول تتغنى بثراء حرية التعبير فيها وتزعم لدول العالم الثالث أن عليها أن تحذو حذوها وتقتدي بها في عالم الحرية " الوطن القطرية |
بلانكيت غيت
تحت هذا العنوان قالت صحيفة الشرق القطرية: "لعل أقذر الحروب ما كشفت عنه جريدة ديلي مرور من أن ديفد بلانكيت، وزير الداخلية البريطاني السابق، اقترح إبان الحرب على العراق، ضرب مكتب الجزيرة وإسكات صوتها من العراق، بزعم أن هذه حرب".
وأشارت الصحيفة إلى أن بلانكيت نسي فيما يبدو أن ضرب الأهداف المدنية محرم دوليا، ولا تقره القوانين والأعراف الدولية.
وأضافت أن هذا التهديد الذي تكشف أخيرا يعتبر بكل المقاييس "فضيحة" سياسية وإعلامية.
وانطلقت الوطن تسأل "هل قصف مكتب الجزيرة في بغداد جريمة حرب؟ ومن المسؤول عن مقتل صحفي الجزيرة طارق أيوب؟".
وفي نفس الموضوع قالت صحيفة الوطن القطرية إن ضحايا الإعلام ليسوا فقط من يلقون حتفهم في دول تحتجب أو تموه الحقيقة، بل إن ذلك للأسف يحدث أيضا في دول تتغنى بثراء حرية التعبير فيها وتزعم لدول العالم الثالث أن عليها أن تحذو حذوها وتقتدي بها في عالم الحرية وواحة الديمقراطية.
التزام شخصي!
قالت صحيفة الرأي العام الكويتية إن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أكدت التزامها الشخصي بالعمل لإقامة دولة فلسطينية، معتبرة أنه "لن يكون هناك إرث لأميركا أعظم" من تحقيق هذه الخطوة.
وقالت في كلمة في عشاء أقامته منظمة "قوة العمل الأميركية في فلسطين"، إنها تعرف مدى التزام الحاضرين وقوة العمل الأميركية في فلسطين بأن يكون هناك يوما ما دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب بسلام مع إسرائيل.
وأضافت رايس قائلة: "أستطيع أن أقول لكم إنني ملتزمة شخصيا بهذا الهدف لأنني أعتقد أنه لن يكون هناك إرث لأميركا أعظم من إقامة دولة فلسطينية لشعب عانى لفترة طويلة وتعرض للإذلال لفترة طويلة.
وأكدت أن "الشعب الفلسطيني يستحق حياة أفضل، حياة تترسخ فيها الحرية والديمقراطية ولا يقوضها العنف والإرهاب ولا يثقل كاهلها الفساد وسوء الحكم وتتحرر إلى الأبد من الإهانة اليومية للاحتلال.
ولكن رايس خاطبت حماس، قائلة "عليكم أن تكونوا حزبا سياسيا سلميا أو جماعة إرهابية عنيفة. لا يمكنكم أن تكونوا الاثنين معا".
وفي نفس السياق ذهبت صحيفة الوطن العمانية في انتقادها إلى اجتماع رايس بمجموعة 6+2 الذي رأت فيه بحثا عن تعويض الهزيمة في لبنان.
وقالت الصحيفة إن رايس أعلنت أنها ستأخذ على عاتقها مسألة إنشاء الدولة الفلسطينية، وهي تعتبر ذلك التزاما شخصيا من جانبها، ناسية أن الرئيس الأميركي جورج بوش نفسه كان قد سبقها بتقديم نفس الالتزام على نفسه خلال الترويج لخارطة الطريق التي اضمحلت معالمها قبل أن يتم تطبيق أي جزء منها.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يستدعي السخرية المريرة في حديث رايس هو كونها تريد تحرير الفلسطينيين من "الإهانة اليومية" التي يواجهونها في ظل الاحتلال الإسرائيلي! ناسية أن بلادها تحاصر الشعب الفلسطيني اقتصاديا بينما تعمل إسرائيل السلاح في إحداث مذابح في أوساط هذا الشعب.
العالم بعد تجربة بيونج يانج النووية
تحت هذا العنوان قالت صحيفة الوطن السعودية إن قيام كوريا الشمالية بإجراء أول تفجير نووي، لم يكن مفاجئا، بل إن توقيت إجراء التجربة نفسها كان متوقعا لأن كافة الدلائل كانت تشير إليه، غير أن المفاجأة الحقيقية كانت الحيرة التي أطبقت على أميركا وهي ترى البرنامج النووي لعدوتها اللدود يطرح أولى ثماره.
ورأت الصحيفة أن مبعث الحيرة الأميركية يكمن في أن إدارة بوش ظلت على الدوام تتعامل مع هذا الملف الحساس الذي يمس جوهر الأمن والسلام العالميين بسياسة التبخيس والتقليل من قدرات بيونج يانج.
وقالت الصحيفة إن الأمر غير المنطقي في هذه "الدراما النووية" هو أن تستمر تلك السياسة على حالها حتى بعد إنجاز التجربة، إذ سارعت واشنطن إلى التشكيك في طبيعة التفجير الذي تم، وبعد التأكد من ماهيته قللت من حجم القوة التدميرية للقنبلة موضع التجربة، رغم أن التجربة ناجحة بكل المعايير العلمية.
خوف بوش من الأرقام
استغربت صحيفة الخليج الإماراتية مبادرة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى التشكيك في صحة الأرقام التي وصلت إليها دراسة مولتها إحدى أشهر الجامعات الأميركية، وقام بها أطباء تحت إشراف جامعة أميركية لا تقل شهرة عنها، تقول إن عدد العراقيين الذين قتلوا منذ غزو العراق يقدر بنحو 655 ألف ضحية.
وتساءلت الصحيفة على أي أساس تبني عليه الإدارة الأمريكية تشكيكها وهي تقول عن القتلى المدنيين في العراق "إن القوات المسلحة الأميركية ووزارة الدفاع لا تجمعان هذا النوع من المعلومات"، إضافة إلى أن هذه الأرقام لم تفاجئ أحداً ممن يتابع ما يجري على الساحة العراقية.
وأكدت الخليج أن بوش لا يملك بديلا موثوقا لأرقام الضحايا لأن إدارته قررت من البداية عدم المبالاة بمن تزهق أرواحهم لإخفاء حجم الكارثة الإنسانية في أسوأ الأحوال.
وقالت إنه من الطبيعي أن تشكك الإدارة الأميركية في تقدير عدد الضحايا، لأن هذا الحجم يقع في نطاق الإبادة الجماعية للشعوب، وهذه جريمة حرب في نظر القانون الدولي تحاول الإدارة الأميركية أن تنأى بنفسها عنها.